وسط دخان المعارك المتواصلة منذ اسبوع بين الجيش الباكستاني ومتمردي حركة «طالبان باكستان» في منطقة بونر بالاقليم الحدودي الشمالي الغربي ومحيطها، أكد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني رغبة حكومته في توسيع دائرة اتفاق السلام الذي وقعته مع مقاتلي الحركة في اقليم سوات في شباط (فبراير) الماضي، قبل ان يجمّد عملياً بسبب عمليات الجيش، الى مناطق أخرى لتطبيق احكام الشريعة الإسلامية فيها. واعطى ذلك دفعاً قوياً للمحادثات التي استهلتها حكومة الاقليم اول من امس مع مؤسس حركة «تطبيق الشريعة» في سوات الملا صوفي محمد، في محاولة لإنقاذ اتفاق السلام. وابلغ المسؤولون الاقليميون الملا صوفي تمسكهم بالاتفاق، فيما جدد الأخير دعوته الحكومة الى وقف العمليات العسكرية، محذراً من انها «ستزيد شعبية طالبان في المنطقة، وتعمق الحقد والكراهية في المجتمع، ما يؤدي الى تفاقم الأزمة الأمنية في البلد». كما جدد الملا صوفي نداءه الى المسلحين الذين يقودهم صهره الملا فضل الله من اجل إلقاء السلاح، واحترام سيادة الدولة في مناطق القبائل. لكن الملا سميع الحق، مدير «الجامعة الحقانية» في أكورة ختك والتي خرجت آلاف المقاتلين «الطالبانيين» في باكستانوأفغانستان، رأى في تصريح الى «الحياة» ان موقف جيلاني وحكومته «غير جدي، لأنهما عارضا سابقاً وما زالا يعارضان تطبيق القوانين الإسلامية في البلاد». وذكّر سميع الحق بأن «حزب الشعب» الحاكم والذي ينتمي اليه جيلاني، وحزب «الرابطة الاسلامية - جناح رئيس الوزراء السابق نواز شريف» تعاونا لإفشال مشروع قدمه الى البرلمان عام 1992 لتطبيق القوانين الإسلامية. وزاد: «اطلقت الحكومة بعد ابرام اتفاق سوات، إمام المسجد الأحمر في إسلام آباد الملا عبد العزيز، وسمحت له باستئناف خطاباته التي تدعو الى تطبيق الشريعة في انحاء باكستان، من اجل الإيحاء لسكان مناطق القبائل باستمرار تمسكها باتفاق سوات وعدم خضوعها لضغط خارجي، لكنها باشرت لاحقاً عمليات عسكرية في منطقة القبائل، في وقت ما زالت تحقق مع كل شخص يقترب من الملا عبد العزيز أو المسجد الأحمر». من جهته، يستقبل الرئيس الأميركي باراك اوباما الاربعاء، نظيريه الافغاني حميد كارزاي والباكستاني آصف علي زرداري لبحث تدهور الوضع الأمني في بلدهما الذي يقلق واشنطن. وستتناول القمة كيفية تعاون الدول الثلاث على الصعيد الامني، بالتزامن مع بدء تطبيق الولاياتالمتحدة استراتيجية جديدة في البلدين ستلحظ تقديم مساعدة عاجلة الى باكستان تبلغ 400 مليون دولار. ميدانياً، سيطر الجيش الباكستاني على طريق حيوي يربط بين بلدتي أمبيلا وداغار في منطقة بونير المحاذية لوادي سوات، مشيراً الى اعتقال خمسة مسلحين بينهم ثلاثة أفغان، وتحرير 12 من جنوده اسرتهم «طالبان» في بلدة دير السفلى الثلثاء الماضي. وقتل مسلحو الحركة اثنين من عناصر القوات الخاصة، في هجوم شنوه على مركز سبينكي تانجي باقليم مهمند المحاذي لولاية كونار الأفغانية، لكنهم تكبدوا 16 قتيلاً اثر معركة استمرت ساعات. وكان الجيش الباكستاني أعلن مطلع السنة ان جنوده فككوا ميليشيات «طالبان» في مهمند واقليم باجور اللذين استخدمهما المسلحون نقطة انطلاق لمهاجمة القوات الحكومية وجنود التحالف الدولي في أفغانستان.