بيشاور (باكستان)، واشنطن - أ ف ب - قتل ما لا يقل عن 14 شرطياً باكستانياً في عملية انتحارية وقعت في وادي سوات شمال غربي باكستان امس. وهذه اول عملية بهذا الحجم في مينغورا منذ تموز (يوليو) الماضي، عندما اكد العسكريون انهم قاموا ب «تطهير» وادي سوات من المتمردين المتشددين الذين كانوا يسيطرون عليه منذ صيف 2007. وقال قاضي غلام فاروق قائد الشرطة في وادي سوات: «كان الشرطيون يتلقون تدريباً في مدينة مينغورا حين فجر انتحاري نفسه فقتل اربعة عشر منهم». واكد عاطف الرحمن المسؤول في الادارة وقوع العملية وحصيلتها، موضحاً ان الشرطة وضعت بعدها في حال التأهب. واعلن مسؤول محلي آخر في الشرطة ان نظام حظر التجول فرض في مينغورا، مضيفاً ان الجيش والشرطة يقومان بدوريات في المدينة، فيما اقفلت المحال التجارية ابوابها تخوفاً من اعتداءات اخرى. وكان الجيش الباكستاني شن اواخر نيسان (أبريل) الماضي، هجوماً في ثلاثة اقاليم شمال غربي باكستان هي: سوات ودير السفلى وبونر، لوقف تقدم مقاتلي «طالبان – باكستان» الذين كانوا وصلوا الى مسافة نحو مئة كلم من العاصمة اسلام اباد. وشردت المعارك 1.9 مليون مدني ما تسبب بأزمة انسانية. واكدت الحكومة والامم المتحدة عودة 1.6 مليون نازح الى منازلهم. ويؤكد الجيش انه قتل منذ ذلك الحين اكثر من 1930 متمرداً وخسر 170 من عناصره، لكن تعذر التحقق من هذه الحصيلة من مصدر مستقل. واكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الشهر الماضي ان الجيش قام ب «تصفية» المتمردين في المنطقة. لكن الاحداث مستمرة في سوات وفي الاقاليم المجاورة مما يثير مخاوف من ان يكون مقاتلو «طالبان – باكستان»، انسحبوا الى الجبال المجاورة. صواريخ على صعيد آخر، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين وبرلمانيين اميركيين ان واشنطن اتهمت إسلام آباد بإجراء تعديلات غير شرعية على صواريخ اميركية الصنع مضادة للسفن لجعلها قادرة على ضرب اهداف برية وبالتالي لتهديد الهند. واوضحت الصحيفة الاميركية ان هذا الاتهام تم إبلاغه الى جيلاني نهاية حزيران الماضي. والصواريخ مدار الجدل هي صواريخ «هاربون» البعيدة المدى المضادة للسفن والتي اشترتها باكستان من الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس الاميركي رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي. وبحسب الصحيفة فإن مسؤولين اميركيين في الجيش والاستخبارات يشكون في ان إسلام آباد اجرت تعديلات على هذه الصواريخ، الامر الذي يشكل انتهاكاً للشروط التي تحكم استخدام هذه الصواريخ. واضافت الصحيفة ان إسلام آباد نفت التهم الموجهة اليها، مؤكدة ان صواريخها موضع الجدل ليست اميركية الصنع بل صواريخ مصنعة بالكامل في باكستان. الا ان الصحيفة اكدت ان اجهزة الاستخبارات الاميركية ضبطت في 23 نيسان (ابريل) الماضي، تجربة اجرتها باكستان على اطلاق صاروخ يمكن ان يصيب هدفاً برياً. ومثل هذا النوع من الصواريخ يتيح لإسلام آباد توسيع نطاق ترسانتها العسكرية، الا انه يساهم من جهة اخرى في اشعال فتيل السباق الى التسلح بين الجارتين النوويتين وهو ما تسعى واشنطن الى تلافيه.