إسلام آباد - «الحياة»، أ ف ب - استأنفت الحكومة الباكستانية مفاوضاتها مع «طالبان» لاقناع الحركة بسحب مسلحيها من مناطق شمال غربي البلاد، فيما صعّد الجيش حملته على المقاتلين المتشددين الذين واجهوه بمقاومة شرسة في منطقتي دير السفلى وبونر التي لا تبعد اكثر من مئة كيلومتر عن العاصمة إسلام آباد. وأعلنت القيادة العسكرية سقوط 55 قتيلاً في صفوف «طالبان» خلال الاشتباكات التي استخدم الجيش خلالها قذائف الطيران والمدفعية لقصف معاقل المتشددين الذين هاجموا المقر العام للقوات شبه العسكرية في اقليم دير العليا، وخطفوا عشرة جنود لساعات. واجتمع وزير الإعلام في حكومة بيشاور ميان افتخار حسين ونواب محليون مع الملا صوفي محمد المقرب من «طالبان». وأجريت المحادثات في بلدة تيميرغارا في اقليم بونر التي وصل اليها الوفد الحكومي على متن مروحية للجيش. وقال افتخار حسين بعد المحادثات ان الطرفين اقتربا من تحقيق اختراق يسمح بوقف العنف، مشيراً الى ان المحادثات ستستكمل قريباً، فيما أكد صوفي محمد استعداد «طالبان» لإلقاء السلاح فور التوصل الى تفاهم على تفاصيل تطبيق اتفاق سوات الذي يسمح بقيام محاكم شرعية في المنطقة. وأفادت مصادر مطلعة على المحادثات انها ركزت على تداول أسماء مرشحين لرئاسة المحاكم الشرعية التي ستكون مقارها في بلدة مالاكاند، كون الحكومة مصرة على إسناد تلك المهمة الى قضاة شرعيين معترف بهم رسمياً. وأعلن ناطق باسم صوفي محمد انه وافق على استئناف المفاوضات مع الحكومة، بعد تلقيه تطمينات بأن العملية العسكرية ستتوقف، الأمر الذي لم يترجم ميدانياً، إذ واصل الجيش شق طريقه عبر ممر امبيلا المؤدي الى بونر، في محاولة للالتحاق بقواته التي سيطرت على بلدة داغار كبرى بلدات الإقليم الاستراتيجي، في محاولة لعزله عن دير السفلى وقطع خطوط إمداد مسلحي «طالبان». وذكر الناطق باسم الجيش الجنرال اطهر عباس إن قوات الأمن قتلت 60 من مسلحي «طالبان» في بونر، ليصل عدد قتلى الحركة إلى 190 في أربعة أيام من القتال، بينهم 55 قتيلاً خلال الساعات ال24 الأخيرة. وسجلت في بعض القرى مقاومة شرسة للمتشددين الذين يحتجزون 52 شرطياً منذ الأحد الماضي. وقال الجنرال عباس ان عملية «الرعد الأسود» التي أطلقها الجيش ضد المتشددين «تتواصل بنجاح». لكن سكاناً في بونر ودير السفلى، أكدوا ان المتشددين استولوا على مراكز للشرطة في الإقليمين. وأكد السكان ان الجيش قصف معاقل «طالبان» في مرتفعات ميدان وشاكدارا في دير السفلى، فيما تواصل القصف بالطائرات والمدفعية على مواقع في بونر. وشكا من تبقى من السكان في الإقليمين من نفاد المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف، ما جعل المنطقة شبه معزولة عن العالم. من جهة أخرى، دعا قائد عسكري بارز في تنظيم «القاعدة» الباكستانيين الى الثورة على الحكومة، وذلك في رسالة نشرتها مواقع إسلامية على الانترنت في وقت متقدم ليل الخميس - الجمعة. وعدد «الليبي» الذي يعتقد انه في أفغانستان او باكستان «موجبات كثيرة لقتال الجيش الباكستاني وباقي أجهزة الدولة الطاغوتية». ورأى ان «على المسلمين في باكستان وخصوصاً علماءهم الكرام ان يأخذوا الأهبة وان ينتفضوا لأداء هذا الواجب». وأضاف: «هؤلاء المجرمون من حكومة باكستان وجيشها لم يكتفوا بأن يكونوا «رداء للكفرة الصليبيين المحتلين لأفغانستان فحسب بل شاركوهم مشاركة مباشرة وأعانوهم إعانة ظاهرة مطلقة في سائر ما يقترفونه من الجرائم ضد المسلمين في أفغانستان وغيرها.»