دخل لبنان في مرحلة إعلان اللوائح بأسماء المرشحين لخوض الانتخابات النيابية في 7 حزيران يونيو المقبل، وكان السبّاق في هذا المجال الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله الذي أذاع اسماء مرشحي الحزب وحلفائه في عدد من الدوائر الانتخابية لا سيما في الجنوب والبقاع وجبل لبنان والدائرة الثانية في بيروت الباشورة، فيما اقتربت الاتصالات الجارية بين رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي من التوافق على التحالف الانتخابي في طرابلس الذي ينتظر الإعلان عنه بصورة رسمية غداً أو في نهاية هذا الأسبوع كحد أقصى. راجع ص 8 ولعل البارز امس كان دخول المفاوضات الانتخابية بين"حزب الطاشناق"والحريري، في طريق مسدود، اذ اعلن الأول فشل هذه المفاوضات التي رعاها نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر، بعد سلسلة لقاءات مشتركة انتهت ليل أول من أمس ولم تؤد الى تفاهم على تحالف انتخابي يشمل دوائر بيروت الأولى الأشرفية والمتن الشمالي وزحلة. وأوضح"الطاشناق"في بيان صادر عن لجنته المركزية، ان الحريري عرض عليه اربعة مقاعد نيابية من اصل المقاعد الأرمنية الستة"في مقابل اقتراعنا للوائح 14 آذار كاملة"، وأن الحزب"نقل إليه قرار اللجنة المركزية في شأن قيام كتلة نواب الأرمن التي ستضم خمسة نواب، وتم الإعلان عنهم الأحد الماضي، وستكون لها حرية القرار السياسي وتمارس العمل النيابي بالتوجه الوطني الى جانب الشرعية ودولة المؤسسات والتأكيد على تحالفنا السياسي والانتخابي مع التيار الوطني الحر والوزير الياس سكاف". وأعلن المكتب الإعلامي للنائب الحريري في وقت لاحق، ان الحريري فوجئ بالبيان الصادر عن الحزب الأرمني. وأكد البيان ان"حزب الطاشناق فاجأنا بالإدلاء بموقفه في شأن الحوار الجاري بيننا وبينه وبين الرئيس ميشال المر خصوصاً ان اتفاقنا بعد اللقاءين الأخيرين كان على استمرار التواصل بهذا الشأن بين الأطراف الثلاثة وليس عبر البيانات الإعلامية". وأوضح البيان ان"الطاشناق يعتبر ان الاقتراح المطروح عليه هو تخصيص عدد من المقاعد لمرشحيه في مقابل اقتراع انصاره لمرشحي قوى 14 آذار بينما الحقيقة ان الاقتراح الصريح كان ان نسعى الى اقتراع انصار 14 آذار لمرشحي الطاشناق في مقابل اقتراع انصار الطاشناق لمصلحة 14 آذار في المناطق نفسها". وسأل البيان:"كيف يوفق الطاشناق بين التزامه الحياد السياسي التام بين قوى 8 آذار وقوى 14 آذار بعد الانتخابات وبين تأكيده تحالفه الانتخابي والسياسي فقط مع التيار الوطني الحر والوزير سكاف؟". ولوحظ ان بيان"الطاشناق"لم يتطرق، بخلاف مواقفه السابقة، الى تحالفه مع النائب المر ما أثار تساؤلات في شأن التزامه الحياد. وفي سياق الإعلان عن اللوائح أذاع عون مساء امس لائحة المعارضة في بيروت الأولى على الشكل الآتي: عصام ابو جمرا أرثوذكسي مسعود الأشقر ماروني نقولا صحناوي كاثوليكي وفريج صابوجيان وكريكوار كالوست ارمنيان من الطاشناق. وبالنسبة الى ترشح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في صيدا الى جانب وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، علمت"الحياة"ان رئيس تيار"المستقبل"يدعم ترشحه ويشجعه على خوض الانتخابات، وأن القرار النهائي يعود الى السنيورة الذي ما زال يجري مشاوراته تمهيداً لبلورة موقفه في اليومين المقبلين، وقبل انتهاء مهلة الترشح ليل الإثنين المقبل في 7 نيسان ابريل. الى ذلك، أكد رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط امام زواره ان لا عودة عن قراره ترك المقعد الدرزي الثاني في عاليه شاغراً لمصلحة الوزير طلال أرسلان، وأن لا مقابل لهذا القرار سوى الحرص على وحدة الجبل والموقف داخل الطائفة الدرزية. وأثار قرار جنبلاط حفيظة عون نظراً إلى تناغم أرسلان مع هذا القرار رافضاً تشكيل لائحة مكتملة في عاليه كما يطالب"التيار الوطني الحر"، ومؤكداً انه لا يضحي بوحدة الموقف الدرزي ولا بوحدة الجبل في ظل التهدئة السائدة فيه بعد حوادث 7 أيار مايو الأخيرة من اجل مقعد نيابي أو مرشح بالزائد.