أحاطت ألغاز وأساطير كثيرة بالحياة الخاصة والفنية للرسام الإيطالي الشهير من عصر النهضة ليوناردو دافينشي، الذي برع في النحت والعلوم أيضاً. ولم يؤد تطور أدوات البحث العلمي إلا إلى زيادة غموض شخصيته وحياته المثيرة. والجديد في هذا السياق يتمثّل في البحث الذي نشرته المجلة العلمية الفرنسية"لا ريشرش"البحث، ويثير سؤالاً عما إذا كانت تجري في عروق رسام فلورانسا الأشهر دماء عربية؟ وكان هذا الاحتمال برز في الأوساط الأكاديمية الإيطالية. ووجد تأييداً له أخيراً من خلال بحوث الايطالي لويجي كاباسو، المتخصص في علم الانثروبولوجيا. واستخدم كاباسو الفحص بالأشعة ما تحت الحمراء للتدقيق في آثار البصمات الموجودة في عملين فنيين لدافينشي هما:"السيدة العذراء لياروك"و"شهيد القديسة كاتورينه". وخلص الى القول بوجود بصمة اليد اليسرى للرسام الذي عُرِفَ عنه ميله الى استعمالها في اعماله الفنية لأنها هي التي تتكرر في كل الاعمال بما فيها مخطوطاته الكثيرة حيث كان يدوّن ملاحظاته اليومية ويضع تصميماته لابتكاراته المثيرة. ولاحظ كاباسو أيضاً، على غرار بحوث أخرى، أن دافينشي كان ميّالاً الى الأكل خلال مزاولته عمله، ما أدى الى تناثر بصماته بوضوح على الكثير من أعماله، خصوصاً الرسم. ومن المعروف ايضاً ان دافينشي استعمل أحياناً أصابعه في الرسم ليخلط بها مواد الصباغة. وأكّد كاباسو أن شكل بصمة الإصبع الموجودة في لوحات العبقري الإيطالي تتطابق مع شكل البصمة الموجودة في أصابع 65 في المئة من الشعوب العربية في منطقة الشرق الأوسط. وأشار أيضاً إلى أن هذه البصمات هي ما تبقى عضوياً من جسد دافينشي الذي توفي في فرنسا على اعتبار ان رفاته ضاع خلال فترة الحروب الدينية التي عرفتها فرنسا بين القرنين السادس عشر والسابع عشر. ولاحظ كاباسو أن ما اكتشفه يتوافق أيضاً مع ما أورده بعض مؤرخي سيرة دافينشي من أنه ابن غير شرعي لأب إيطالي معروف وأم بدوية. والمعروف أن امتلاك العبيد كان ظاهرة عادية في إيطاليا، بل إن سنة ميلاد دافينشي توافقت مع صدور قانون يسمح بحق التصرف في العبيد. وخلص كاباسو بحثه مُرجّحاً أن تكون أَمَةً عربية أعطت العالم أحد أكبر العباقرة. نشر في العدد: 16772 ت.م: 06-03-2009 ص: الاخيرة ط: الرياض