مع مرور ألف يوم على اسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت، رجحت مصادر فلسطينية موثوقة ل"الحياة"في غزة أن تُستأنف المفاوضات غير المباشرة في شأن صفقة تبادل اسرى بين اسرائيل وحركة"حماس"في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، مشددة على أن ذلك يعتمد على موقف واشنطن من الصفقة والتهدئة والحوار الوطني الفلسطيني، والذي حمله مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان معه من العاصمة الأميركية. وتوقعت التوصل الى اتفاق في شأن صفقة الأسرى في حال كان الموقف الأميركي ايجابياً من الحوار الفلسطيني، خصوصاً تشكيل حكومة التوافق الوطني وفق ما تتفق عليه الفصائل الفلسطينية، وليس وفقاً لما تريده الادارة الأميركية. وكشفت المصادر ذات العلاقة بالمفاوضات غير المباشرة التي جرت اخيرا في القاهرة، تفاصيل العرض الاسرائيلي الاخير في شأن صفقة الاسرى، مشيرة الى ان اسرائيل رفضت اطلاق 5 اسرى فلسطينيين من اصل 450 أسيراً وردت أسماءهم في القائمة التي قدمتها"حماس"و"لجان المقاومة الشعبية"، لكنها اشترطت ابعاد 120 من القائمة، بينهم 90 الى خارج الأراضي الفلسطينية، و30 الى قطاع غزة. واضافت أن"حماس"و"لجان المقاومة الشعبية"رفضتا العرض، وأصرتا على اطلاق كل الأسرى الذين ضمتهم القائمة، مع احتمال الموافقة على اطلاق عدد منهم في الخارج حفاظاً على حياتهم. واوضحت أن الاسرى الخمسة الذين رفضت اسرائيل اطلاقهم هم الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"أحمد سعدات المحكوم عليه بالسجن 30 عاماً لإتهامه في المشاركة في إغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي العام 2001 رداً على اغتيال سلفه أبو علي مصطفى، علماً أن الدولة العبرية وافقت في عرض سابق على اطلاقه شرط ابعاده الى سورية. اما الاسير الثاني فهو قائد"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"في الضفة إبراهيم حامد الذي تصفه اسرائيل بأنه المخطط الرئيس لعدد من العمليات الإستشهادية إبان إنتفاضة الأقصى. والاسير الثالث هو عبد الله البرغوثي، أحد القادة البارزين في"كتائب القسام"في الضفة الذي تتهمه اسرائيل بأنه مُعد العبوات للعمليات الإستشهادية التي وقعت في مقهيين والجامعة العبرية في القدسالمحتلة. اما الاسير الرابع فهو حسن سلامه، أحد أبرز قادة"القسام"في قطاع غزة الذي انتقل سراً قبل سنوات الى الضفة وتتهمه اسرائيل بأنه خطط لعدد من العمليات الاستشهادية التي قتل فيها عشرات الاسرائيليين. والأسيرة آمنة منى الناشطة في حركة"فتح"، هي الخامسة على قائمة المرفوض اطلاقهم، علما انها استدرجت الفتى الاسرائيلي أوفير رحوم عن طريق اتصالات عبر شبكة الانترنت وقتله ناشطون من"فتح"، ومحكوم عليها بالسجن المؤبد. غير ان المعلومات تضاربت في شأن العرض الاسرائيلي الاخير لتبادل الاسرى، اذ اكدت مصادر فلسطينية متطابقة ل"الحياة"في القاهرة ان اسرائيل عرضت إطلاق 325 أسيراً فلسطينياً، ورفضت إطلاق 120 أسيراً رفضاً مطلقاً بذريعة أنهم مسؤولون مباشرة عن عمليات قتل إسرائيليين، مضيفة أن إسرائيل طرحت ابعاد 125 اسماً من بين ال325 اسيرا، منهم 30 إلى غزة، و90 الى الخارج. من جانبها، قالت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة"إن المطروح إبعاد 200 اسير إلى غزة وإلى دول عربية واجنبية، من ضمنها دول في أوروبا وأميركا اللاتينية، أي دول لا ترتبط بعلاقات مع"حماس"، لافتة إلى أن إقامتهم في تلك الدول ستكون جبرية. على صعيد آخر، كشفت مصادر فلسطينية متطابقة ل"الحياة"أن مصر وجهت دعوة إلى وفدي حركتي"فتح"و"حماس"للحضور إلى القاهرة البحث في القضايا الخلافية التي تم تحديدها وإيجاد مخرج لها، وعلى رأسها تشكيل حكومة التوافق الوطني. لكن مصدرا مصريا موثوقا به قال ل"الحياة":"ما زلنا نبحث التوقيت المناسب لدعوة الحركتين لإجراء حوار في النقاط الخلافية لمعالجتها مع الجانبين معاً، ولم نحدد بعد موعداً نهائياً"، مرجحاً أن يكون الحوار الثنائي حاسماً في التوصل إلى حل يمكن بعده تحديد موعد للاتفاق النهائي الذي يفترض أن يحضره الرئيس محمود عباس أبومازن والأمناء العامون للفصائل الفلسطينية. نشر في العدد: 16788 ت.م: 22-03-2009 ص: الأولى ط: الرياض