اقتحم عسكريون مكاتب الرئاسة وسط انتاناناريفو عاصمة مدغشقر أمس. لكن الرئيس مارك رافالومانانا غير موجود في هذه المباني، بل في القصر الرئاسي الواقع على بعد 12 كيلومتراً من وسط العاصمة. وطلب عسكري بواسطة مكبر للصوت من الأشخاص الموجودين في مكاتب الرئاسة، الخروج منها، بينما اتخذ جنود مواقع لهم في محيط المباني مباشرة. وقال شاهد ان انفجاراً ضخماً هز وسط العاصمة حيث سُمع إطلاق نار. وكان زعيم المعارضة في مدغشقر اندري راجويلينا دعا امس أجهزة الامن الى توقيف رافالومانانا لمحاكمته بتهمة"الخيانة العظمى". وقال راجويلينا امام انصاره وسط العاصمة انتاناناريفو:"اطلب من الجيش والشرطة وكل القادرين، ان ينفذوا بلا تأخير طلب وزيرة العدل، لأن اندري راجويلينا مستعجل لدخول مكتب"الرئاسة. وكانت كريستين رازاناماهاسوا"وزيرة العدل"في الحكومة الانتقالية التي شكلتها المعارضة، قالت في كلمة ألقتها قبل راجويلينا ان"القضاء تسلّم حق الادعاء بتهمة الخيانة العظمى، وأصدر مذكرة توقيف بحق رافالومانانا. والمدعون العامون على الاراضي الملغاشية وقوات الامن يتولون تنفيذ مذكرة التوقيف". وعددت رازاناماهاسوا أسماء وتواريخ ميلاد"مرتزقة إسرائيليين وهولنديين وجنوب أفريقيين"موجودين في مدغشقر، اتهمت رافالومانانا بتجنيدهم. واعتبر راجويلينا ان"هؤلاء الاجانب هنا للقضاء على نضال الشعب". وقال:"اكرر ان النصر قريب". وفي وقت سابق أمس، رفض راجويلينا اقتراح رافالومانانا اجراء استفتاء لحل الازمة. وقال ان"الشعب لن يقبل باجراء اي استفتاء. رافالومانانا لم يعد قادراً على ترؤس البلاد". في المقابل، قال وزير الداخلية رابنجا تسينواريسوا بعد اجتماع لمجلس الوزراء عُقد في القصر الرئاسي، ان الحكومة"صادقت على خيار اجراء استفتاء كمخرج للأزمة. الرئيس يعتبر ان استقالته تمر عبر تصويت الشعب الذي انتخبه". واضاف ان"الرئيس وافق على انهاء ولايته، اذا طلب منه الشعب ذلك في استفتاء". في أديس أبابا، اعتبر الاتحاد الافريقي ان سعي المعارضة الى اسقاط رافالومانانا، محاولة انقلاب مرفوضة. وقال ادوار الو-غليلي مبعوث بنين الى اثيوبيا بعد"اجتماع عاجل"ل"مجلس السلم والامن"التابع للاتحاد خُصص لبحث الازمة في مدغشقر، ان"الوضع في مدغشقر هو نزاع داخلي، ومحاولة انقلاب مُدانة".