أدلى حوالى أربعة ملايين ناخب بأصواتهم في السلفادور أمس، في انتخابات رئاسية قد تنهي عقدين من حكم تحالف يميني، لمصلحة مرشح"جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني"المتمردة الماركسية سابقاً، والتي كانت واجهت خصومها اليمينيين في حرب أهلية أدت الى مقتل حوالى 75 ألف شخص بين عامي 1980 و1992. وأصيب عدد من الأشخاص في اشتباكات بين ناشطين يمينيين ويساريين في العاصمة سان سلفادور في الأيام الأخيرة، عقب حملة انتخابية أفسدتها التعليقات اللاذعة التي أعادت الى الأذهان أجواء الحرب الأهلية. وتقدر الحكومة ان 40 ألف مهاجر في الولاياتالمتحدة، عادوا الى السلفادور للتصويت. ومنحت استطلاعات الرأي العام مرشح" فارابوندو مارتي"ماوريسيو فونيس، تقدماً ضئيلاً على رودريغو افيلا مرشح"التحالف الجمهوري الوطني"أرينا اليميني الحاكم. واختارت الجبهة مرشحاً غير متورط في ماضيها المرتبط بحرب العصابات في السلفادور، ما أتاح لها أفضل فرصة لإطاحة"أرينا"من السلطة. وتعهد فونيس وهو مراسل تلفزيوني سابق، تخفيف اثر الركود الاقتصادي الأميركي على بلاده، عبر سياسات من يسار الوسط تتبنى مساعدة الفقراء والبقاء في الوقت ذاته على صداقة مع أرباب العمل ومع واشنطن، العدو القديم ل"فارابوندو مارتي". وتعهد فونيس أيضاً مكافحة الفساد والتهرب الضريبي، واستخدام الأموال لتوفير وظائف وتخفيف حدة الفقر. وتجنب فونيس ارتداء بذلات حزبه الثورية الحمراء، التي تدل على اتباع نهج شمولي في الاقتصاد، مصراً على انه معتدل يؤيد السوق الحرة. لكن نائبه سلفادور سانشيز يُعتبر من المتشددين في الجبهة، وقد يجنح الى انتهاج سياسة يسارية. في المقابل، كان افيلا 44 سنة وهو رئيس سابق للشرطة الوطنية، قناصاً في الجيش واعترف بقتل متمردين يساريين في الحرب، كما أبدى إعجابه بقائد فرقة الموت اليميني روبرتو دوبيسون الذي أسس"أرينا"عام 1981. ويعتبر"أرينا"ان علاقته الوثيقة بدوائر الأعمال، تجعله الأقدر على معالجة الركود الاقتصادي. وقال افيلا لدى سؤاله عن ماضيه:"حزبنا تغير وتطور مع الوقت. ان مسيرتي تتعلق بشخص يؤمن بالسلام".