سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودان يؤكد مشاركة رئيسه في قمة الدوحة ... والخلاف مستمر مع مصر في شأن الدعوة إلى "مؤتمر دولي" . القاهرة تطرح على البشير "حزمة أفكار" لتطويق تداعيات المحكمة الجنائية : تسريع حل لدارفور ووقف التصعيد وتحقيق مصالحة وطنية
طرحت القيادة المصرية على الرئيس السوداني عمر البشير حزمة أفكار واقتراحات لتطويق تداعيات قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه. وتدعو الأفكار المصرية إلى تسوية سريعة لأزمة دارفور ومعالجة الوضع الذي خلّفه طرد الخرطوم منظمات أجنبية من الإقليم وتحقيق مصالحة وطنية ووقف التصعيد لتجنب مواجهة مع المجتمع الدولي. لكن الخلاف بين الطرفين حول دعوة القاهرة إلى مؤتمر دولي في شأن دارفور لا يزال قائماً. وجاء ذلك في وقت أكد مسؤول كبير في الخارجية السودانية أن الرئيس البشير سيحضر قمة الدوحة العربية نهاية آذار مارس الجاري على رغم المذكّرة الدولية بتوقيفه. وأجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عمر سليمان اللذان وصلا إلى الخرطوم في زيارة قصيرة أمس محادثات مع الرئيس البشير ركّزت على تداعيات قرار المحكمة الدولية بتوقيفه والآثار الإنسانية على دارفور عقب طرد الحكومة 13 منظمة اغاثة دولية. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي إنهما نقلا رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى البشير، مؤكداً أن مصر تقف مع السودان وتدعمه في ظل"الظروف الصعبة والدقيقة التي يعيشها حالياً"، وأنها ستسعى إلى تعزيز ذلك عبر اتصالات إقليمية ودولية، معرباً عن أمله في أن تُسهم زيارتهما في تحقيق هذا الهدف. وتابع:"تلقينا تطمينات بأن السودان قادر على تأمين المعونات والأوضاع الانسانية في دارفور". وأشار إلى أن حكومته ستعمل على بث تلك التطمينات لدى المجتمع الدولي من خلال زيارات إلى كل من الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، معرباً عن ثقته في أن الحكومة السودانية بإمكانها تأمين النقص. وعن رؤية مصر في شأن معاجلة أزمة الخرطوم مع المحكمة الجنائية الدولية، قال ابو الغيط إن تحقيق تسوية شاملة في السودان يتم بمشاركة القوى كافة عبر التحرك في إطار"جبهة عريضة"وإقرار حل سريع ونهائي لأزمة دارفور، داعياً الحركات المتمردة إلى الانضمام إلى مفاوضات السلام. وتابع:"إذا ما استطعنا تأمين مشاركة الجميع فاعتقد أن الفرص ستكون أكثر احتمالاً للنجاح". وفي رد على سؤال حول تضارب مواقف القاهرةوالخرطوم حول دعوة بلاده الى مؤتمر دولي عن دارفور، قال أبو الغيط إن الفكرة لم تكن مصرية فقط إنما جاءت قبل اشهر عدة بقرار من الجامعة العربية. وقال إن الحكومة السودانية لم تقطع بالرفض خصوصاً وأنها كانت موجودة عندما طُرح الاقتراح في الجامعة العربية. وزاد"الفكرة ستظل مطروحة فإن رأينا بريقاً ايجابياً سنمضي فيها، وإن لم ترغب الخرطوم فسيكون البديل الآخر وهو التركيز على السلام الداخلي الدارفوري عبر جهد عربي وافريقي". لكن وزير الدولة للخارجية السودانية علي كرتي قال إن قرار الجامعة العربية لم يكن هو الأمر الذي طرحته مصر، موضحاً أن الجامعة قررت مبادرة عربية لتسوية أزمة دارفور وكلفت قطر برعاية محادثات بين أطراف النزاع في الاقليم. وقال كرتي الذي تحدث في المؤتمر الصحافي إن حكومته أبلغت مصر رفضها مشاركة اميركا وبريطانيا وفرنسا في أي مؤتمر دولي في شأن دارفور"حتى لا تملي أو تقرر مسائل لن تقبل بها الحكومة". وذكر أن مصر قدّرت ذلك تماماً. غير أنه رأى أن انعقاد هذا المؤتمر سيكون أحد الخيارات التي ستطرح لاحقاً في حال فشل محادثات سلام دارفور التي تستضيفها الدوحة. وأكد كرتي أن لدى حكومته خطة لسد الفراغ الذي تركه طرد المنظمات الاغاثة من دارفور وانه أبلغ الجانب المصري بها. وأفاد أن الوزراء يدرسون كيفية دعم جهود الاغاثة في دارفور، مشيراً إلى أن المنظمات التي تم طردها كانت تقوم بتوزيع المساعدات وليست مانحة وكان بعضها يسيّر محطات مياه أو مراكز صحية. ودعا المنظمات العربية العاملة في مجال الاغاثة إلى العمل في دارفور. منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ذلك، ناقش البشير خلال محادثات أمس مع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو تداعيات قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه ودور المنظمات الإسلامية في الإغاثة والجوانب الإنسانية في دارفور. وقال اوغلو في تصريح إن المنظمة تعمل في إطار جيد واساسي لتجاوز هذه الأزمة عبر اتصالات مع الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الأمن، كما أن سفراء المنظمة يقومون بعمل كبير سواء في نيويورك أو جنيف. وأفادت تقارير أمس أن وفداً مشتركاً بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي أرجأ زيارة كانت مقررة الى الأممالمتحدة غداً لاقناع مجلس الأمن بتعليق مذكرة توقيف البشير وذلك حتى وقت لاحق من الشهر الجاري. وقال السفير السوداني لدى الأممالمتحدة عبدالمحمود محمد إن الوفد المشترك أجل زيارته بانتظار رد من واشنطن ولندن وباريس للاجتماع مع مسؤولين كبار في العواصم الثلاث قبل الحضور الى الأممالمتحدة في نيويورك للقاء بقية أعضاء مجلس الامن. وأضاف أن الوفد قد يصل في 26 آذار مارس في الوقت المناسب لحضور جلسة يقدم خلالها كبير مفاوضي الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي حول مشكلة دارفور جبريل باسولي ايجازاً أمام مجلس الأمن حول تطورات الموقف في الاقليم المضطرب. وسبق للوفد المشترك أن زار الأممالمتحدة الشهر الماضي لكنه فشل في اقناع أعضاء المجلس بتفعيل المادة 16 من نظام المحكمة الجنائية الدولية الذي يتيج للمجلس تعليق قرارات المحكمة لمدة عام لمنح جهود السلام في دارفور فرصة للنجاح، ورأت الدول الغربية انها ستكون مستعدة لمناقشة الفكرة عقب صدور قرار من المحكمة بحق البشير. نشر في العدد: 16781 ت.م: 15-03-2009 ص: 16 ط: الرياض