أكدت أوساط قريبة من زعيم"ليكود"المكلّف تشكيل حكومة جديدة بنيامين نتانياهو أنه يعتزم الانتهاء من مهمته قبل نهاية الأسبوع المقبل، مع انتهاء مهلة الأيام ال28 الأولى الممنوحة له، وأنه لا يعتزم التوجه إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بطلب إمهاله 14 يوماً إضافياً يتيحها له القانون. لكن مصادر صحافية أشارت إلى احتمال أن يعتمد الائتلاف الحكومي على 61 نائباً فقط من مجموع 120 وليس 65 حيال العثرات التي تعترض المفاوضات مع الحزب الأكثر تطرفاً"الاتحاد القومي"المتمثل بأربعة نواب وبحقيبة الإسكان المسؤولة عن الاستيطان في الأراضي المحتلة. وخففت أوساط نتانياهو من تهديدات الرجل الثاني في الحزب وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم ومجموعة مؤيديه بالتمرد على نتانياهو على خلفية عدم منحه حقيبة وزارية رفيعة مثل الخارجية أو المال، كما وعده. وقالت إن نتانياهو كان مضطراً إلى منح زعيم"إسرائيل بيتنا"أفيغدور ليبرمان حقيبة الخارجية لحاجته إلى نواب حزبه ال15 لدعم ائتلافه الحكومي، أما وزارة المال فيريد منحها لشخص موال له ليتمكن هو من معالجة القضايا الاقتصادية كما يخطط، علماً أنه يوليها أهمية قصوى"بينما شالوم دسّاس ومتآمر له طموحات سياسية". وأكدت هذه الأوساط أن نتانياهو لن يمنح شالوم منصب القائم بأعماله. ووصف قريبون من شالوم رئيس الحكومة المكلف ب"المتوجس الذي يتحرك وفقاً لمشاعره، لا للمنطق". ورأوا أن نتانياهو يريد إلغاء منصب القائم بالأعمال"لخشيته من أن تقود ظروف ما، لا سمح الله، إلى أن يحل محله رئيساً للحكومة". وتابعوا:"هناك من ينقّط السم ضد سيلفان لدى نتانياهو... لقد منح حقيبة للخارجية للشخص غير المناسب ويريد الاحتفاظ لنفسه بحقيبة المال، كل ذلك فقط من أجل أن يسيئ إلى شالوم". واعتبروا الحكومة اليمينية الضيقة التي يسعى نتانياهو إلى تشكيلها"هاذية وغير واقعية"، محذرين من أن عدم منح شالوم حقيبة وزارية رفيعة سيبقيه خارج الائتلاف الحكومي. لكن على رغم ذلك، فإن أوساط"ليكود"تتوقع أن ينجح نتانياهو في إقناع شالوم بتولي حقيبة وزارية اقتصادية موسّعة تليق بمكانة الرجل الثاني في الحزب، وذلك لإدراكه جيداً أن من شأن تمرد شالوم وعدد من النواب الموالين له أن يفرط عقد ائتلافه ويقصر عمر حكومته. إلى ذلك، ذكرت صحيفة"هآرتس"أن الشرطة تعتزم استدعاء ليبرمان الأسبوع المقبل للتحقيق الجنائي معه في شبهة تبييض أموال وتلقي ملايين الدولارات من جهة مجهولة خارج إسرائيل بما يتنافى والقانون، وذلك خلال توليه مناصب وزارية قبل عامين. وكانت مصادر في الشرطة توقعت أن يتم تقديم لائحة اتهام ضد ليبرمان بعد أشهر، ما سيحمله على الاستقالة من منصبه. في غضون ذلك، التقى نتانياهو أمس وزير الدفاع المنتهية ولايته إيهود باراك في إطار التحضيرات لانتقال السلطة. وشارك في الاجتماع رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي اشكنازي. وقالت وزارة الدفاع في بيان إن اللقاء بحث في مختلف المسائل الأمنية، خصوصاً"التهديد الاستراتيجي الذي تطرحه إيران، إلى جانب الوضع في قطاع غزة". وجاء لافتاً أن نتانياهو لم يصطحب معه إلى الاجتماع المرشح لمنصب وزير الدفاع في حكومته رئيس هيئة أركان الجيش السابق موشيه يعالون. والمعروف أن يعالون يتبنى مواقف متشددة في الملفين الإيراني والفلسطيني، إذ يرى أن الخيار العسكري للتصدي للبرنامج النووي الايراني"لا يزال قائماً من وجهة نظر تقنية"ويعتبر أن بإمكان الدول الغربية القيام بعمليات استخبارية وعسكرية تجهض المشروع الايراني. وفي الشأن الفلسطيني، تبنى منذ كان قائداً للجيش مقولة باراك أن لا شريك فلسطينياً لإسرائيل في مفاوضات سلام، كما دعا في أكثر من مناسبة إلى تقويض حكم حركة"حماس"في قطاع غزة. على صلة، نقلت"معاريف"عن أوساط عسكرية عدم ارتياحها لنية نتانياهو تعيين يعالون وزيراً للدفاع. وقالت إن الأخير عديم الخبرة السياسية"بينما الجيش في حاجة إلى سياسي مجرب يعرف كيف يجند الموازنة له". وأضافت أنها تخشى أن يحاول يعالون أن يغطي على قلة خبرته بالتدخل في قرارات أشكنازي ويعتبر نفسه قائداً أعلى للجيش". نشر في العدد: 16777 ت.م: 11-03-2009 ص: 13 ط: الرياض