يشكّل المؤتمر الدولي للأمن الذي افتتح في ميونيخ أمس، الإطلالة الدولية الأولى لنائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن بعد تنصيب باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة، وسط ترقب للخطاب الذي سيلقيه اليوم ويُتوقع ان يحض فيه حلفاء بلاده على مساعدة الإدارة الأميركية الجديدة في أفغانستان وحول الملف النووي الإيراني. وسيناقش حوالى 300 مشارك في المؤتمر، في دورته ال45 التي تستمر حتى يوم غد الأحد، قضايا نزع السلاح النووي والوضع في أفغانستان والشرق الأوسط وأمن الطاقة. وأعلن البيت الأبيض ان بايدن سيلتقي في ميونيخ نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ومسؤولين من حلف شمال الأطلسي. وسيلقي بايدن خطاباً أمام المؤتمر، وصفه مسؤول في الإدارة بأنه"أول خطاب كبير لسياسة البيت الأبيض الخارجية". وسيسعى بايدن خلال لقائه القادة المشاركين في المؤتمر، الى حشد مزيد من الدعم لجهود حلف الأطلسي والولاياتالمتحدة في أفغانستان، على رغم ان المساعي الأميركية في هذا الشأن ستتلقى ضربة، مع احتمال إغلاق قاعدة"ماناس"الجوية الأميركية في قرغيزستان، والتي تشكل مصدراً رئيسياً للإمدادات الى قوات التحالف في أفغانستان. وكانت موسكو شكلت"جيشاً صغيراً"مع عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة، مماثلاً لقوات الأطلسي، كما تعارض بشدة الخطط الأميركية لنشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا. وسيسعى بايدن الى دفع حلفاء الولاياتالمتحدة الى المساهمة في شكل اكبر، في الأعباء الديبلوماسية والعسكرية والاقتصادية التي تواجه الإدارة الأميركية الجديدة، في أفغانستان وأماكن أخرى. وقد يستغل بايدن مشاركته في المؤتمر، ليخفف قلق موسكو حول الدرع الصاروخية وتوسيع الأطلسي الى الحدود الروسية. وقال رئيس المؤتمر فولفغانغ ايشينغر:"ارى مؤشرات الى ان الولاياتالمتحدة وروسيا مهتمتان بتحقيق بداية جديدة". ويُتوقع ان تبدي الدول المشاركة في المؤتمر، ارتياحها لاستعداد الإدارة الأميركية للانخراط في"ديبلوماسية مباشرة"مع إيران. وأجرى رئيس مجلس الشورى البرلمان الإيراني علي لاريجاني محادثات في ميونيخ التي وصلها أمس، مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وقال لاريجاني قبيل مغادرته طهران، ان مشاركة بلاده في المؤتمر"تستهدف إظهار موقف إيران المؤيد لنزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل، ودعم السلام والاستقرار في العالم". وأضاف ان المشاركين في المؤتمر سيبحثون"قضايا أفغانستان والبلقان وتحديات الشرق الأوسط". نشر في العدد: 16745 ت.م: 07-02-2009 ص: 18 ط: الرياض