كذّب الرئيس السوداني عمر البشير معلومات رائجة عن تخطيط قيادات في الجيش لإطاحة نظم حكمه عبر انقلاب عسكري وانقسام وشيك في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه جراء اقتراب المحكمة الجنائية الدولية من اصدر قرار بتوقيفه، واعتبر ذلك"اشاعات"، مؤكداً أنه حصد تأييداً غير مسبوق من السودانيين بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب وابادة في دارفور. وكشف البشير للمرة الأولى أمام حشد من متقاعدي الجيش والشرطة والأمن في باحة القصر الرئاسي، أن وزير الدولة للشؤون الإنسانية أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، كان تقدم باستقالته لتفادي الأزمة مع المحكمة، لكنه رفضها مؤكداً"لا إقالة ولا استقالة". واعتبر أن المطالب بتنحية هارون كانت"فخاً"لتجريده من معاونيه عبر سلسلة من طلبات التنحية ربما تشمل وزيري الدفاع والداخلية ومدير جهاز الأمن، وصولاً إلى تنحيته شخصياً. وقال إن مدعي المحكمة الجنائية لويس مورينو أوكامبو لا يعني شيئاً، واعتبره جزءاً من أدوات عدة لممارسة ضغوط على بلاده، مجدداً قوله إن"أوكامبو مجرد ناموسة في أضان فيل". وزاد:"بعد مزاعمه، حصدت تأييداً طاغياً من المواطنين وكلهم تضرعوا إلى الله من أجلي". وتابع:"شعرت براحة نفسية لم أشعر بها منذ 19 عاماً.. أوكامبو جزاه الله خيراً". وتعهد التوصل إلى سلام في دارفور"على رغم أنف الذين يستهدفون نظام الحكم"، مشيراً إلى أن معركة حكمه ليست مع المحكمة الجنائية الدولية، بل"معركة من أجل التنمية والسلام والوحدة والتحول الديموقراطي". واعتبر البشير الاستفتاء على مصير جنوب السودان في 2011 مسألة خطيرة وكبيرة، وان جهود حكومته ستنصب في اتجاه الوحدة. وقال إن لديه"معلومات موثقة"تؤكد أن الجنوبيين يؤيدون الوحدة وسيصلون الى وحدة اختيارية عبر صناديق الاستفتاء وليس البندقية، على رغم الأصوات العالية التي تنادي بالانفصال، في إشارة إلى تصريح الأمين العام ل"الحركة الشعبية لتحرير السودان"باقان أموم الذي أعلن أن 90 في المئة من الجنوبيين مع انفصال جنوب البلاد عن شمالها. إلى ذلك، وجّه مجلس الوزراء في اجتماع امس برئاسة البشير، الجيش بتدمير متمردي"حركة العدل والمساواة"بزعامة خليل ابراهيم عقب انسحابها من منطقة مهاجرية في ولاية جنوب دارفور أول من أمس، وذلك عقب استماعه إلى تقرير من رئيس اركان الجيش الفريق محمد عبدالقادر. وقال الناطق باسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح للصحافيين إن المجلس اتهم دولاً ومنظمات بدعم حركة خليل إبراهيم عبر تشاد المجاورة، ودعا الجيش الى استخدام القوة لحماية المدن في دارفور من هجوم أي فصيل متمرد. وفي سياق آخر، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير تلاه مبعوثه الى السودان أشرف قاضي أمام مجلس الأمن من أن احتمال اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني يمكن ان تؤثر سلباً على العاملين في البعثة الاممية في السودان. على صعيد آخر رويترز، وجه الاتهام رسمياً أمس إلى خمسة سودانيين بقتل أميركي وسائقه السوداني في الخرطوم، وهي تهم تصل عقوبتها الى الاعدام. واتهم الخمسة ومن بينهم ضابط جيش سابق وابن واعظ اسلامي، بقتل جون غرانفيل 33 عاماً الذي يعمل مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وسائقه عبدالرحمن عباس 39 عاماً، في أول كانون الثاني يناير 2008. نشر في العدد: 16744 ت.م: 06-02-2009 ص: 12 ط: الرياض