يتحدد مساء اليوم الطرف الأول في نهائي كأس ولي العهد، عندما يلتقي الحزم والشباب على ملعب الأول، وجاء تأهل الشباب بعد أن كسب أبها في الدور الأول، ثم تغلب على الفتح في ربع النهائي، فيما تجاوز الحزم نظيره نجران أولاً، وألحق به الاتفاق في الدور الثاني. يحشد الطرفان أسلحتهما كافة للوصول إلى النهائي الكبير، فالحزم يتحصن بالأرض والجمهور، والشباب يستند الى قدرات لاعبيه الفردية، التي تفوق مضيفهم كثيراً، ولا شك في أن مباريات خروج المغلوب لها طابع مختلف، ودائماً ما تحمل في طياتها مفاجآت مدوية، إذ يصعب التكهن بكيفية سير أحداث المباراة أو نتيجتها، وعلى رغم أفضلية الشباب الفنية، إلا أن ذلك غير كاف للعبور إلى المباراة النهائية، والحزم له مواقف تذكر عندما يلعب تحت أنظار جماهيره، وسبق أن حقق نتائج إيجابية أمام الفرق الكبيرة. مدرب الشباب يدرك صعوبة المهمة، ولن يلتفت لأي معطيات تقف في صف ترشيح فريقه لتحقيق الانتصار، وسيكون حريصاً جداً، عندما يضع اخر النقاط على محططاته الفنية، والتي حتماً لن تعتمد على الهجوم المبالغ فيه، خشية أن يلج مرمى فريقه هدف باكر يبعثر الأوراق كافة، ولدى المدرب الأرجنتيني هكتور أجندة متخمة بالأوراق الرابحة، انطلاقاً من الحارس المتمكن وليد عبدالله، مروراً برباعي الوسط الرائع عطيف اخوان والبرازيلي كماتشو والقطري طلال البلوشي، وصولاً إلى ثنائي المقدمة الكويتي أحمد عجب وناصر الشمراني، وتزداد القوة الهجومية للفريق الأبيض، متى تحرك ظهيرا الجنب زيد المولد وعبدالله الشهيل لمساندة الخطوط الأمامية، وتمتاز الخطوط الشبابية بالأداء الجماعي، وسرعة نقل الهجمة نحو مرمى الخصم، مع الاحتفاظ بترابط الخطوط الخلفية، كما أن لدى المدرب دكة احتياط عامرة بالعناصر البديلة، إذ يوجد المهاجمون ناجي مجرشي وعبدالعزيز السعران والبرازيلي بوفيو، ويظل أبرز ما ينقص الفريق الشبابي هو غياب مدافعه ماجد العمري، بسبب الإصابة التي تعرض لها أخيراً، والتي ستبعده عن الملاعب إلى نهاية الموسم الحالي. وعلى الضفة الأخرى، يسعى الحزم جاهداً إلى مخالفة التوقعات، والإطاحة بالشباب ونجومه، ووضع يده على بطاقة الطرف الأول في نهائي المسابقة، والفريق الحزماوي من الفرق العنيدة جداً، والتي لا تسلم النتيجة بسهولة لأي فريق مهما كانت الفوارق والحسابات، والمدرب التونسي عمار السويح ذكي جداً، ويجيد التعامل الأفضل مع كل مباراة على حدة، ما منح فريقه النتائج المرضية لعشاقه في المسابقات كافة، ومن المنتظر أن يحكم السويح إغلاق المناطق الخلفية جيداً، والاعتماد على الكرات المرتدة، التي ستكون السلاح الأقوى في يد المدرب الحزماوي، في ظل إجادة وليد الجيزاني وصابر حسين الارتداد السريع، ومن خلفهما السنغالي حمادجي وأحمد مناور وعبدالله حيدر، ويمتاز أداء لاعبي الحزم بالقتالية والجدية طوال دقائق المباراة، وعلى رغم تأرجح مستويات الفريق في بداية الموسم، إلا أنه عاد واستعاد توازنه وحقق نتائج أكثر من جيدة، ويمني عشاق الأصفر النفس بأن يواصل فريقهم عروضه الكبيرة، ويتوّجها بتحقيق الانجاز الأهم والوصول إلى النهائي الكبير، الذي سيدوّنه التاريخ في صفحاته، وسيذكر اسم الحزم مع كل نسخة جديدة، كما فعل فريقا التعاون والطائي سابقاً. الفريقان التقيا هذا الموسم مرتين في مسابقة دوري المحترفين، كسب الشباب الأولى بهدفين نظيفين، فيما انتهت الثانية بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وستكون مواجهة الليلة أكثر سخونة، عطفاً على أهميتها الكبيرة، والصراع سيكون على أشده بين الحزم المتحصن بالأرض والجمهور، والشباب الزاخر بالنجوم. نشر في العدد: 16760 ت.م: 22-02-2009 ص: 30 ط: الرياض