أرجا"تكتل القوى الديموقراطية"، اكبر الأحزاب الموريتانية، إلى اليوم اختتام اجتماعات حاسمة تعقدها هيئاته القيادية لتحديد موقفه من مستقبل العلاقة بالمجلس العسكري الحاكم وإمكان التحالف مع الجبهة المناوئة للانقلاب، إذا ما أصر قائد الانقلاب الجنرال محمد ولد عبدالعزيز على ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية التي ينوي العسكريون تنظيمها في 6 حزيران يونيو المقبل. ويؤكد رئيس التكتل احمد ولد داداه، زعيم المعارضة الديموقراطية التي ساندت الإطاحة بالرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله واعتبرتها حركة تصحيحية، أن مساندته للانقلاب ظلت دوما مشروطة وانه نصح العسكريين بالكف عن تعديل الدستور وبتنظيم انتخابات رئاسية حرة وشفافة، من دون أن يترشح لها أي من الضباط الذين وصلوا إلى السلطة في انقلاب السادس من آب أغسطس. وأثار ولد داداه الذي حصد 47 في المائة من أصوات الناخبين في انتخابات الرئاسة العام 2007، امتعاض العسكر عندما رفض عرضاً قُدم لحزبه للمشاركة في الحكومة المنبثقة عن الانقلاب، وشدد على أن شروطه للمشاركة في الائتلاف الحكومي لم تحترم. وقال مصدر في الحزب ل"الحياة"إن اجتماعات المكتب التنفيذي شهدت نقاشات ساخنة بسبب تباين آراء قادة الحزب وقاعدته حول الموقف الذي ينبغي اتخاذه في المرحلة المقبلة، تطورت في بعض الأحيان إلى مناكفات وملاسنات حادة بين بعض رموز الحزب. ويدعم الحرس القديم من رفاق ولد داداه القطيعة مع العسكر والتحالف مع الجبهة المناوئة للانقلاب لإبعاده عن السلطة، ويشككون في جدوى المشاركة في استحقاق انتخابي يشرف عليه العسكريون ويشاركون فيه بمرشحهم، فيما يرفض تيار الوافدين الجدد، ومعظمهم من الزعامات القبلية او وزراء سابقون التحقوا بولد داداه بعد تفكك حزب معاوية ولد الطايع، استمرار دعم الانقلابيين لإقناعهم بالتراجع عن الترشح، ويدعو إلى التريث قبل إعلان الحزب مقاطعته للعملية السياسية برمتها. ورجحت مصادر تبني الحزب خطاً ثالثاً يستند الى ثلاث"لاءات": لا لبقاء الجيش في السلطة، ولا لعودة الرئيس المعزول، ولا ثالثة للمس بالدستور. ويتوقع المراقبون أن يعمد الانقلابيون الى تشجيع انشقاقات في صفوف الحزب إذا ما قرر ولد داداه مقاطعة الانتخابات الرئاسية. نشر في العدد: 16740 ت.م: 02-02-2009 ص: 14 ط: الرياض