تظاهر في نواكشوط مساء أول من أمس آلاف من أنصار المعارضة السابقة ضد الانقلاب وترشح قائده الجنرال محمد ولد عبدالعزيز للرئاسة، وذلك للمرة الأولى منذ إطاحة النظام المدني المنتخب في انقلاب عسكري قبل ثمانية أشهر . وشن أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديموقراطية وزعيم المعارضة الديموقراطية، خلال مهرجان خطابي، هجوماً عنيفاً على قائد المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد ولد عبدالعزيز واتهمه بالتخطيط للاستيلاء على السلطة والاستمرار فيها بالقوة. وأعاد ولد داداه خلال كلمته تصحيح موقفه من الانقلاب وخاطب مناصريه قائلاً: «إذا كنت قد سمّيت ما حصل في السادس من آب (أغسطس) 2008 بالحركة التصحيحية، فإنني أسمّيه اليوم انقلاباً وأؤكد لكم رفضي للانقلابات». ووصف ولد داداه الوضع في بلاده ب «الخطير جداً»، وحذّر الجنرالات من مغبّة «الاستمرار في فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة متجاوزين مواقف القوى السياسية الوطنية الأساسية». وشدد زعيم المعارضة على أن «موريتانيا تزداد عزلة يوماً بعد آخر والخناق المضروب عليها يضيق كل حين». وأضاف: «إذا أحال مجلس السلم والأمن الافريقي ملف موريتانيا على مجلس الأمن الدولي فإن كل الاحتمالات يبقى وارداً بما في ذلك التدخل العسكري الأجنبي». ونبّه إلى أن البلد معرض لأن تُقطع عنه كل المساعدات والتمويلات، وهو «أمر إن حصل فسيكون المسؤول عنه (الجنرال) محمد ولد عبدالعزيز ومن معه». وأعلن ولد داداه مقاطعته الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في السادس من حزيران (يونيو) المقبل. وأردف قائلاً: «لن أشارك في انتخابات مهزلة لتكريس حكم العسكر». وناشد المجتمع الدولي الضغط على الانقلابيين وعدم الاعتراف بهم أو التعامل معهم. وطالب أنصاره بالمشاركة بكثافة في مسيرة غير مرخّصة دعت لها الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية، وهي تحالف للأحزاب السياسية والنقابات والمنظمات المدنية المناوئة للانقلاب، احتجاجاً على محاولات «الانقلابيين» فرض «أجندتهم الانتخابية الآحادية». وأطلق ولد داداه خلال المهرجان الشعبي برنامج «المقاومة الديموقراطية» بهدف إفشال ما وصفه بخطة الجنرال ولد عبدالعزيز للبقاء في الحكم عبر النضال السياسي الديموقراطي السلمي. وكشفت النانة بنت شيخنا، وهي نائبة في حزب ولد داداه، عن التخطيط لدعوة الموريتانيين إلى التظاهر أمام وزارة الداخلية وفي مختلف أنحاء البلاد لمنع إجراء انتخابات غير متفق عليها في إجماع وطني. وكان رئيس البرلمان مسعود ولد بولخير المعارض للانقلاب هدد في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية بالدعوة إلى عصيان مدني. وحضر ولد بولخير وعدد من قادة الجبهة المناوئة للانقلاب مهرجان تكتل القوى الديموقراطية، في مؤشر إلى التقارب المتزايد بين جناحي المعارضة في مواجهة الحكم العسكري.