يطالب مناهضو العولمة، الذين اجتمعوا في دافوس، على هامش المنتدى الاقتصادي، بمحاكمة من تسبب بالأزمة، بدلاً من البحث عن ذرائع لتبريرهم من مسؤولياتهم، بحسب المنظمات التي أعدت تظاهرات في جنيف ودافوس خلال الأسبوع الماضي. وتقول منظمة"آتاك"غير الحكومية في بيان وزعته في ندوتها السنوية"دافوس الآخر"، من العجيب أن تشهد لقاءات دافوس الأسماء ذاتها التي تسببت بالأزمة مثل"ليمان براذرز"و"مورغان ستانلي"پ و"مورغان تشيس"و"كريدي سويس"و"يو بي أس"ونستله، وهي المؤسسات الاستراتيجية الحليفة للمنتدى. وتفند المنظمة غير الحكومية، سبب اعتراضها على مشاركة هذه المؤسسات، فالأميركية تسببت في تصدير أزمة الرهن العقاري إلى العالم، والمصارف مثل"يو بي أس"السويسري المصنف الأول عالمياً في مجال الاستثمارات الخاصة، خسر خمسين بليون دولار وسرح 6 آلاف من موظفيه في العالم. واجتمعت الشخصيات ذاتها التي روجت إلى السوق الحرة وتخلي الدولة عن واجباتها، وزعمت أنها تستطيع إدارة العالم أفضل من الجميع، وقوضت دور النقابات العمالية وقلصت من النفقات الاجتماعية. پولم يكن مستغرباً من مناهضي العولمة أن يرفعوا شعار"أنتم الأزمة"في تظاهرات دافوس، بعد أن تناسى الاقتصاد الحر، بحسب رأيهم، مسؤولياته الاجتماعية وفكر فقط في زيادة حجم المدخرات وجمع الأموال لضخها في استثمارات غير مأمونة العواقب لتحقيق أرباح وعمولات عن صفقات لم تتم. وتؤكد"أتاك"أن"الليبرالية الجديدة انتهت وتهاوت الرأسمالية على رأس من دعمها، ولا بد من أن يعترف المنتدى الاقتصادي العالمي بهذا قبل أن يبدأ في رسم معالم المشهد الاقتصادي العالمي الجديد". ويستند هؤلاء في موقفهم هذه السنة، إلى الهلع الذي أصاب شرائح عريضة من الرأي العام الأوروبي، تضررت من الأزمة، وتتخوف من تنصل الدولة من مسؤولياتها الاجتماعية المتمثلة في إعانات البطالة، لا سيما أن التركيز يدور الآن حول كيفية إنقاذ مؤسسات المال الأوروبية من الانهيار ودعم القطاعات الصناعية المتضررة، بينما لم يتهرب الساسة من الحديث عن مشكلات وخسائر صناديق التقاعد والضمان الاجتماعي التي خسرت مبالغ طائلة في البورصات وستشهد إقبالاً واسعاً في الأسابيع المقبلة. وتخشى المنظمات المناهضة للعولمة، من إهمال مشكلات الدول النامية والأكثر فقراً وتراجع الدعم الذي وعدت به الحكومات الغنية لعلاج مشكلات الفقر والمرض وصولاً إلى أهداف التنمية في الألفية الجديدة التي رسمت إطارها الأممالمتحدة. نشر في العدد: 16740 ت.م: 02-02-2009 ص: 23 ط: الرياض