أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أمام منتدى دافوس أن "لا احد سيخرج منتصرا من حرب تجارية" في تحذير واضح للرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الذي وعد بفرض قيود جمركية تستهدف الصادرات الصينية. والقى جينبينغ خطابه امام نخبة اقتصادية تواجه ريبة متزايدة من الشعوب الغربية وعداء متصاعدا للانفتاح على التبادل الحر، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في المنتجع السويسري. وقال امام حوالى ثلاثة آلاف من قادة العالم الاقتصاديين والسياسيين المجتمعين منذ مساء الاثنين في منتجع التزلج الذي تحول إلى موقع محصن حتى انتهاء المنتدى الجمعة، "يجب ان نبقى متمسكين بتطوير التبادل الحر والاستثمارات" خارج الحدود الوطنية وان "نقول لا للحمائية". واضاف "لا احد سيخرج منتصرا من حرب تجارية". ودعا الرئيس الصيني ايضا الى "اعادة توازن" في العولمة لجعلها "أقوى واكثر شمولية واستدامة". وقال "لا يفيد احدا القاء المسؤولية على العولمة" في كل مشاكل العالم. وفي الشق المتعلق بالمناخ، اعتبر الرئيس الصيني ان اتفاق باريس حول المناخ "يشكل انتصارا تحقق بصعوبة" داعيا كل الموقعين "الى الالتزام به". وهذا النص الذي اعتمد في نهاية 2015 من قبل 195 دولة يهدف إلى احتواء الاحترار العالمي بأقل من درجتين. ويجمع المنتدى الاقتصادي العالمي منذ نحو خمسين عاما مسؤولي شركات ورؤساء حكومات وسياسيين وفنانين، أي باختصار نخبة مناصرة عموما للتبادل الحر بجميع أشكاله. ويناقش المشاركون في دافوس توجهات العالم في قصر المؤتمرات الكبير، ويناقشون الأعمال في اجتماعات بعيدا عن الأضواء، سواء في قاعة اجتماع او في أحد الفنادق الكبرى، أو إحدى الحفلات الساهرة التي تواكب المنتدى. وينعقد المنتدى هذه السنة في ظل العداء المتزايد من جانب شريحة كبيرة من الشعوب الغربية حيال العولمة، ولا سيما بين طبقات وسطى تعاني من تراجع أوضاعها، وقد صوتت لصالح ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وتهدد ببلبلة اللعبة السياسية في فرنسا وألمانيا ودول أخرى. ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شفاب مدرك لهذه القطيعة بين النخب والطبقات الوسطى، وهو نظم اللقاء هذه السنة تحت شعار مسؤولية القادة، داعيا الى البحث عن "الأسباب خلف غضب الناس وعدم ارتياحهم". ونشر المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعتبر الاقصاء الاجتماعي والتفاوت الاقتصادي الخطرين الرئيسيين اللذين يواجههما العالم عام 2017، دراسة الاثنين تكشف أن متوسط الدخل السنوي تراجع في الدول المتقدمة على مدى خمس سنوات. وعلق مدير البنك السويسري العملاق "يو بي إس" سيرجيو إرموتي متحدثا لوكالة فرانس برس "علينا أن نستمع إلى ما يقوله الناس. فوائد العولمة تظهر بوضوح أكبر في الدول الناشئة منها في الدول المتطورة". وقال رئيس قسم الاقتصاد في شركة "آي إتش إس ماركيت" ناريمان بهرافيش لوكالة فرانس برس أن "المفارقة" تمكن في أن التوقعات على صعيد الاقتصادي الكلي تبقى رغم ذلك إيجابية، غير أن "التكنولوجيا والعولمة تتركان عددا كبيرا من الناس على الهامش". وأعلنت منظمة "أتاك" المعادية لليبرالية منددة "كما في كل سنة، وبتواطؤ وسائل الإعلام الكبرى، ستسعى هذه النخب لإعطاء صورة إيجابية لقيادتها على صعيد العولمة. وهي مضطرة إلى الأخذ بتمرد الشعوب المتزايد الذي يبلبل النظام النيوليبرالي". وإذ نددت منظمة "أوكسفام" غير الحكومية بهذه التوجهات، نشرت دراستها السنوية عن الفوارق التي تصدرها مع انطلاق أعمال منتدى دافوس، لافتة فيها إلى أن أكبر ثمانية أثرياء في العالم يملكون معا ثروة توازي ما يملكه نصف سكان العالم الأكثر فقرا. وأظهرت دراسة لمكتب "إيدلمان" للعلاقات العامة أن الثقة في الحكومات والشركات ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية تراجعت بشكل كبير في الدول ال28 المشمولة في الدراسة، وأوضح رئيس المكتب ريتشارد إيدلمان أنه "انهيار في الثقة". مشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي داخل مركز المؤتمرات.. «أ ف ب»