هي المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة عربية أكبر تجمع سنوي في العالم لمنظمات المجتمع المدني المناهضة للعولمة، إنه المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعد النسخة المضادة لمنتدى دافوس الجامع لصناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم. ومثلما كانت أول دولة عربية تطلق شرارة الثورة، كانت تونس سباقة في استضافة المنتدى الاجتماعي العالمي لأول مرة على أرضٍ عربية. المنتدى الذي يحضره نحو ثلاثين ألف مشارك من عشرات الدول يمثلون 4500 منظمة غير حكومية و200 نقابة يعد أكبر تجمع سنوي لمناهضي العولمة، ويشكل نقيضاً لمنتدى دافوس العالمي الذي ينعقد سنوياً ويجمع أصحاب رؤوس الأموال والنخب السياسية التي يعقد بعضها على هامشه الصفقات الدولية. ووصف الأسعد اليعقوبي، وهو المسؤول عن التحضيرات اللوجستية، المنتدى بأنه أكبر تجمع بشري وفضاء حواري في العالم. وسيبحث المنتدى في دورته الجديدة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية للثورات العربية إضافة إلى الاحتجاجات في الدول الغربية على الأزمة الاقتصادية وبرامج التقشف، كما سيناقش المشاركون مواضيع «المسارات الثورية» و»الانتفاضات» و»الحروب الأهلية» و»النزاعات» إضافةً إلى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المتسببة في عدم استقرار كثير من الدول. وقال مراقبون إن بعض الوفود ستطرح القضية الفلسطينية ومناهضة الصهيونية، إضافة إلى مسائل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعمل ومكافحة الفساد وإهدار المال العام والنفاذ إلى الرعاية الصحية والتعليم والبيئة والتنمية المستدامة والهجرة ومديونية دول الجنوب وحقوق النساء. من جانبها، قالت منظمة «أتاك» الفرنسية غير الحكومية المناهضة للعولمة إن على منتدى تونس الربط بين الاحتجاجات في دول الشمال والجنوب من أجل إيجاد «بدائل» للأنموذج الاقتصادي النيوليبيرالي والمطالبة بالعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة ومحاربة الرأسمالية المتوحشة. على جانبٍ آخر، يبقى المنتدى حلاً لإنعاش الموسم السياحي التونسي بعد أن وصل إلى الحضيض في الفترة السابقة، لذلك يعلق كثير من رجال الدولة في تونس وحتى المواطن العادي آمالاً كبيرة لعل استضافة المنتدى تعيد الثقة للسياحة التونسية وتخرجها من عنق الزجاجة وتنعش اقتصاداً أرهقته الهزات السياسية المتتالية. المعارض التونسي الراحل شكري بلعيد حاضرا في فعاليات المنتدى