سجّلت إيرادات الغرف الفندقية المتوافرة لفنادق الشرق الأوسط نمواً مزدوج الرقمين للسنوات الخمس الماضية على التوالي. وتعزَّز هذا النمو بفضل أداء الفنادق القوي مطلع 2008. إلا أنه تراجع منذ أيلول سبتمبر الماضي ودخل في عجز خلال شهر كانون الأول ديسمبر، فتراجع 3.2 في المئة بحسب دراسة لمؤسسة"ديلويت"الشرق الأوسط. ورأى روبرت أوهانلون، الشريك المسؤول عن السياحة والضيافة والترفيه في"ديلويت الشرق الأوسط"، روبرت أوهانلون"أن الانكماش الاقتصادي العالمي أثّر سلباً على النشاط الفندقي في الشرق الأوسط، لكن من المبكر قياس الأثر الكامل للوضع الاقتصادي". وأضاف" إن الشرق الأوسط شهد استثمارات ضخمة في القطاع السياحي خلال السنوات الأخيرة ويحظى على الأرجح بمكانة أفضل للمحافظة على سلامته تجاه التحديات الاقتصادية مقارنةً مع مناطق أخرى من العالم، وبفضل ما يتميز به القطاع في الشرق الأوسط، قد يتعافى بوتيرة أسرع من مناطق أخرى حالما يتحسَّن الاقتصاد العالمي". وحققت المنطقة، بحسب المعطيات الإحصائية، أعلى معدلات إشغال ومتوسط أسعار غرف في العالم. وارتفعت إيرادات الغرفة الفندقية في الشرق الأوسط 18.3 في المئة إلى 148 دولاراًً، بواقع 44 دولاراً المنطقة التي سجلت أفضل أداء بعدها، أي أوروبا. ويُعزى الجزء الأكبر من النمو إلى متوسط أسعار حجز الغرف، الذي ارتفع 17 في المئة إلى 215 دولاراًً. وفي الوقت ذاته، ازداد معدل الاشغال 1.2 في المئة إلى 68.8 في في مقابل تراجع معدلات الإشغال في مناطق أخرى باستثناء جنوب أفريقيا ارتفعت1.7في المئة. وحقَّقت بيروت أكبر معدل نمو في 2008، فسجلت قفزة مدهشة تجاوزت 101 في المئة في إيرادات الغرفة الفندقية، فبلغت 95 دولاراً. وشهدت المدينة نمواً كبيراً العام المنصرم إثر انتعاشها بعد توترات سياسية وأمنية خلال 2006 و2007. وفي الإمارات العربية المتحدة، تواصل دبيوأبوظبي تسجيل أفضل نتائج في المنطقة لجهة معدلات الإشغال، ومتوسط أسعار حجز الغرف، وإيرادات الغرفة الفندقية في المنطقة حتى نهاية 2008. وعلى رغم أن عائدات الغرفة المتوافرة في دبي نمت فقط بنسبة 0.8 في المئة، كانت الإمارة في طليعة لائحة متوسط أسعار الغرف وإيرادات الغرفة مسجلة 300 دولار و237 دولاراً على التوالي. وفي أبوظبي، ازداد نمو إيرادات الغرفة الفندقية 46 في المئة إلى 230 دولاراًً. وزاد معدل الإشغال 8.9 إلى 81.5 في المئة ، أحد أعلى المعدلات في الشرق الأوسط. وقد أوضح الشريك المسؤول عالمياً عن قطاع السياحة والضيافة والترفيه في"ديلويت" ألكس كرياكيدس: أن"الفنادق في أنحاء الشرق الأوسط أظهرت أداءً جيداً عام 2008، إلا أن المحافظة على هذا النمو خلال 2009 سيكون مهمة عسيرة. والتحدي الأول الذي يواجه أصحاب الفنادق في الشرق الأوسط الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا. ففي ظل دخول الاقتصادات الأوروبية حالة ركود، ووسط تراجع العقارات، أصبحت ثقة المستهلكين - هي المقياس الرئيس لمعدلات السفر والرحلات ? سلبية، علماً أن احتمالات تحسنها ضئيلة قبل نهاية هذه السنة. وتجدر الملاحظة أن 45 في المئة من حجز الغرف الفندقية في الإمارات العربية المتحدة يجريها زائرون أوروبيون، 15 في المئة من المملكة المتحدة ، لذا سيخلِّف هذا التراجع أثراً بالغاً على الحجوزات الفندقية في الإمارات. ويكمن التحدي الثاني للقطاع في أن تكلفة السفر من بريطانيا إلى الإمارات التي ارتفعت 30 في المئة طوال الأشهر الثلاثة الماضية نتيجة ارتفاع قيمة الدولار، فهبط بالتالي الجنيه الإسترليني من 7.5 دراهم إلى 5 دراهم، ما يجعل دبي أكثر غلاءً بالنسبة إلى الزائر البريطاني. لذا أدى مزيج هذه الأسباب، التي يُضاف إليها هبوط قطاع البناء وتوقف مشاريع كبيرة أخرى، إلى تراجع قطاعيْ الترفيه ورحلات الأعمال. ولا يرجى أن يتحسّن قبل عودة ثقة المستهلكين في البلدان التي تغذّي السياحة". وربط بين"التطورات السياحية الأخيرة في المنطقة وبين تنفيذ مشاريع عقارية سكنية. لأن الأولى رهن بتطور الثانية". نشر في العدد: 16751 ت.م: 13-02-2009 ص: 18 ط: الرياض