سجّلت سوق الفنادق انطلاقة جيدة بفضل نموّ ملحوظ في متوسط أسعار الغرف. وتبيّن دراسة أجرتها شركة"ديلويت توش توهماتسو"، أن منطقة أميركا الشمالية هي المنطقة الوحيدة التي لم تسجل نموّاً من رقمين بالدولار، في إيرادات الغرف المتوافرة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي. ويقول الشريك الإداري العالمي في قسم السياحة والضيافة والترفيه في شركة"ديلويت"ألكس كيرياكيدس:"معظم مناطق العالم شهد نموّاً ملحوظاً في الفترة المشار إليها، وهي نتيجة مذهلة للقطاع نظراً إلى الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد راهناً. وتتطلّع منطقة الشرق الأوسط إلى تحقيق نموّ من رقمين للسنة الخامسة على التوالي". وتشير الأرقام إلى نموّ إيرادات الغرفة الواحدة المتوافرة في منطقة الشرق الأوسط 21.6 في المئة لتبلغ 135 دولاراً. واعتبر الشريك في قسم السياحة والفنادق والترفيه في"ديلويت"الشرق الأوسط روب أوهانلون،"أن المنطقة شهدت أيضاً أعلى نسبة من حيث إشغال الغرف الفندقية بمعدل 75.3 في المئة وأعلى متوسط سعر غرفة بمعدل 180 دولاراً". ويتواصل نموّ إيرادات الغرف المتوافرة في دبي، وإن بوتيرة أبطأ من العام الماضي، مع ارتفاع الإيرادات 9.6 في المئة، فبلغت 274 دولاراً للغرفة. وحصلت الإمارات على أعلى النسب من حيث الإشغال ومتوسط أسعار الغرف في الشرق الأوسط، مع 85.3 في المئة و321 دولاراً على التوالي. وسجلت المنتجعات في مصر نموّاً ملحوظاً في إيرادات الغرف المتوافرة، وتستقطب البلاد أعداداً أكبر من السياح، لما تقدّمه من ترف الإقامة والرفاهية، بأسعار زهيدة. وتصدّرت منطقة طابا النموّ في إيرادات الغرف المتوافرة بنسبة 93.2 في المئة. غير أنها شهدت أدنى إيرادات غرف متوافرة في الشرق الأوسط مع 27 دولاراً. وتمتعت منطقتا أميركا الوسطى والجنوبية بأعلى نموّ في العالم، فارتفعت إيرادات الغرف المتوافرة بنسبة 23 في المئة إلى 82 دولاراً للغرفة، بفضل ارتفاع متوسط أسعارها 19.5 في المئة. وتستفيد المنطقة من الدولار الضعيف الذي يجعل السياح والمسافرين الأميركيين يقصدون وجهات قريبة من موطنهم. أما في أوروبا، فارتفعت إيرادات الغرف المتوافرة 15.2 في المئة لتبلغ 115 دولاراً للغرفة. وعرف عدد كبير من المناطق الأوروبية نمواً قوياً في النصف الأول من السنة، على رغم التباطؤ الاقتصادي الراهن وارتفاع سعر صرف اليورو الذي يقلّص عدد السياح الذين يقصدون وجهات أوروبية. وما زالت فنادق روسيا تحقق أعلى نتائج إيرادات غرف متوافرة في أوروبا، تصل إلى 268 دولاراً للغرفة في موسكو، تعادل نمواً نسبته 25.1 في المئة. كذلك عرفت سانت بطرسبرغ نمواً قوياً بنسبة 37.1 في المئة. وسجلت فنادق آسيا والمحيط الهادي 13.3 في المئة نمواً في إيرادات الغرف المتوافرة فوصلت إلى 100 دولار للغرفة. ويُعزى التحسن المسجَّل إلى الارتفاع في متوسط أسعار الغرف الذي استقرّ حالياً على 147 دولاراً. وعرفت بالي أعلى نموّ في إيرادات الغرف المتوافرة، مع ارتفاع 38.8 في المئة وصولاً إلى 86 دولاراً. أما منطقة أميركا الشمالية، وهي أكبر سوق للفنادق العالمية، فكانت الوحيدة التي لم تسجّل نمواً من رقمين في إيرادات الغرف المتوافرة خلال النصف الأول من العام. وفي وقت تداعت نسبة الإشغال إلى 61.5 في المئة، ارتفع متوسط أسعار الغرف 4.8 في المئة ليبلغ 109 دولارات، بارتفاع 5 دولارات مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتشير البيانات الوافدة من أميركا إلى زيادة في الطلب خلال أيام الأسبوع، في مقابل تراجع في عطلة نهاية الأسبوع، ما يوحي بأن السياح باتوا يختصرون مشاريع سفرهم، في زمن التراجع الاقتصادي. وفي تعليق على النتائج، قال كيرياكيدس:"إن قوة عملات مثل اليورو، تشكل تحدياً لقطاع الفنادق، خصوصاً في أوروبا التي يرجّح أن تشهد تراجعاً في عدد الوافدين إليها من الولاياتالمتحدة وبريطانيا خلال ما تبقى من السنة. وستظل الولاياتالمتحدة تستفيد من توافد المسافرين من أوروبا وآسيا".