سجّل القطاع الفندقي العالمي تراجعاً كبيراً في الإيرادات بلغ 15 في المئة، منذ بداية السنة الجارية لغاية حزيران (يونيو) الماضي، وفقاً لشركة «ديلويت»، التي اضافت في تقرير ان منطقة الشرق الأوسط كانت الأقلّ تأثّراً بالتراجع، في حين تأثّرت أوروبا به إلى حدّ كبير. وقال المسؤول العالمي عن قطاع السياحة والضيافة والترفيه في «ديلويت»، ألكس كيرياكيدس، ان «الأزمة الاقتصادية العالمية وجّهت ضربة قاسية إلى الشركات والمستهلكين عالمياً، ما أجبر هؤلاء على تقليص الموازنات التي كانوا يخصصونها للسفر، نتج منه انقباض في الطلب على السفر وارتفاع عدد الغرف الشاغرة في الفنادق حول العالم». وتابع: «ضرب مرض انفلوانزا الخنازير الطلب على السفر في المناطق التي انتشر فيها كالمكسيك، وعلى رغم ذلك، يوفر بعض العملات المتينة على غرار اليورو والدولار امام الجنيه البريطاني، فرصة جيدة يمكن استغلالها والسفر إلى وجهات جديدة». وكان الشرق الأوسط المنطقة الأقل تأثراً بالأزمة منذ مطلع السنة في الفترة المذكورة، وفقاً لشركة «أس تي آر غلوبل» المتخصصة في أداء الفنادق عالمياً. وعلى رغم تراجع نسبته 17.5 في المئة في إيرادات الغرفة المتوافرة، لتبلغ 132 دولاراً، بسبب تراجع معدّلات الإشغال ومتوسط أسعار الغرف، لا تزال معدّلات الإشغال ومتوسط أسعار الغرف الأعلى عالمياً، ويبلغان 63.2 في المئة لمعدل الإشغال و208 دولارات لسعر الغرفة. وحققت بيروت أفضل نمو في إيرادات الغرفة المتوافرة، ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل على الصعيد العالمي أيضاً، إذ عرفت ارتفاعاً مذهلاً بلغت نسبته 124.4 في المئة، بفضل الاستقرار السياسي المتزايد في البلاد الذي رفع معدّل الإشغال في فنادق المدينة بنسبة 72.1 في المئة، في حين ارتفع متوسط سعر الغرف بنسبة 30.3 في المئة إلى 175 دولاراً. وسجّلت مدن أخرى في المنطقة نمواً في إيرادات الغرفة المتوافرة كأبو ظبي (6.9 في المئة) وعُمان (3.2 في المئة) وجدّة (20.4 في المئة). وفي المقابل، سجّل كل من الرياض ومسقط والقاهرة ودبي تراجعاً. وعلى رغم التراجع الذي شهدته هذه السنة، حققت دبي نمواً كبيراً في إيرادات الغرفة المتوافرة على مدى السنوات الخمس الماضية، وتمكّنت من زيادة متوسط سعر الغرف على أساس سنوي. ولا تزال تحتل المرتبة الثانية لأعلى إيرادات للغرفة المتوافرة في المنطقة بعد أبو ظبي، والمرتبة الرابعة عالمياً، ولم تفقد قوتها وجاذبيتها كمركز يجمع بين الشرق والغرب، وأطلق القطاع الفندقي اخيراً مبادرات بالاشتراك مع شركات الطيران الأبرز، ساعدت على إبقاء أداء إيرادات الغرفة المتوافرة في أعلى مستوى على الصعيد العالمي. واحتلت الفنادق في أميركا الشمالية المرتبة الثانية بعد الشرق الأوسط بفارق بسيط، إذ تراجعت الايرادات 19.3 في المئة. وسجلت إيرادات الغرفة المتوافرة فيها المرتبة الأدنى في العالم، عند مستوى 54 دولاراً، بسبب تراجع معدّل الإشغال ومتوسط سعر الغرف على حدّ سواء تقريباً. وفي أميركا الوسطى والجنوبية، تراجعت إيرادات الغرفة المتوافرة بنسبة 21.3 في المئة منذ مطلع السنة، ما وضع المنطقة في المرتبة الثالثة عالمياً. وتراجع معدل الإشغال 12.1 في المئة إلى 57.9 في المئة، في حين تراجع متوسط سعر الغرف 13 دولاراً ليبلغ 110 دولارات. وتراجعت إيرادات الغرفة المتوافرة في ساو باولو البرازيلية 26.5 في المئة إلى 47 دولاراً، بسبب تراجع متوسط سعر الغرف 17.1 في المئة إلى 82 دولاراً في شكل أساسي. وتعتبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ ثاني المناطق الأكثر تأثراً، إذ هوت إيرادات الغرفة المتوافرة 29.7 في المئة إلى 67 دولاراً، بسبب تراجع متوسط سعر الغرف 17.8 في المئة إلى 117 دولاراً، وتراجع معدل إشغال الغرف بنسبة 14.4 في المئة إلى 57.3 في المئة. وفي الهند، كان للاعتداءات الإرهابية التي طاولت مومباي في نهاية العام الماضي أثر سلبي على أداء الفنادق، إذ تراجعت إيرادات الغرفة المتوافرة بنسبة 50 في المئة تقريباً إلى 109 دولارات. وعانت نيودلهي من تراجع حاد جداً، إذ تراجعت بنسبة 52.8 في المئة. أما في بكين الصينية فتراجعت الإيرادات 44.2 في المئة إلى 43 دولاراً. وكان أفضل المدن أداء كل من بالي (إندونيسيا) وأوساكا وطوكيو (اليابان). وكانت أوروبا المنطقة الأكثر تأثراً بالأزمة، إذ تراجعت فيها إيرادات الغرفة المتوافرة 31.3 في المئة إلى 75 دولاراً. لكن إذا اعتمدنا اليورو كمقياس مرجعي، نلاحظ أن التراجع كان أقل حدةً إذ بلغ 20.8 في المئة. وتستمر قوة اليورو في إبعاد السياح عن أوروبا التي أصبحت باهظة الكلفة، بخاصة بالنسبة إلى الوافدين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وكانت المناطق الأوروبية الأكثر تأثراً بالأزمة دوسلدورف الالمانية (41.1- في المئة) ومدريد (32.0- في المئة) وموسكو (30.9- في المئة). و سجلت لندن معدل الإشغال الأهم في أوروبا، إذ بلغ 77.1 في المئة.