سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تنقل تقديرها البالغ لسليمان والمر يعود في شباط لدرس المساعدات العسكرية . البيت الأبيض ينوه بالحوار حول سلاح "حزب الله" ويأمل بانسحاب اسرائيلي قريب من الغجر
الأجواء"الايجابية"التي سادت القمة الأولى بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما واللبناني ميشال سليمان انعكست، وبحسب مصادر لبنانية وأخرى أميركية، تفهماً من البيت الأبيض لضرورة فسح المجال للحوار الداخلي اللبناني حول سلاح"حزب الله"من جهة، وتلاقياً الى حد بعيد بين الطرفين حول أهمية دعم الجيش اللبناني ودعوة وزير الدفاع الياس المر الى واشنطن في زيارة ثانية في شباط فبراير المقبل للبحث بحيثيات هذا الملف. وأشار مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض ل"الحياة"الى أن الاجتماع كان"ايجابياً ومنفتحاً جداً"وهو"تعبير عن التزام الجانبين بالشراكة نحو سلام في الشرق الأوسط ولضمان لبنان مستقل وسيد". وعن نقاط الخلاف التي لمح اليها أوباما في المؤتمر الصحافي وخصوصاً في موضوع تطبيق القرار 1701 ومنع تهريب السلاح ل"حزب الله"، قال المسؤول:"ليس هناك أي دولة نتفق معها على كل شيء...انما هناك الكثير من نقاط التلاقي مع الرئيس سليمان والوفد اللبناني". وعرض المسؤول مراحل الاجتماع، مشيراً الى أنه بدأ بخلوة بين الزعيمين ومن ثم جرى الانتقال الى الاجتماع الموسع. وعن سلاح"حزب الله"وتنفيذ القرارات الدولية التي أشار اليها أوباما في المؤتمر، أكد المسؤول أن البحث في الاجتماع الموسع"كان في التزام جميع القرارات الدولية ومن ضمنها 1559"وأن الرئيس اللبناني وفي الاجتماع الموسع"لم يطلب حذف القرار 1559". الا أن المسؤول شدد في الوقت نفسه على أن الرئيسين سليمان وأوباما"اتفقا على أن الحوار الوطني مهم للوصول لهذه الأهداف"ونوه بجهود الرئيس اللبناني في هذا الصدد. ونقلت مصادر لبنانية حضرت الاجتماع ل"الحياة"أن الجانب الأميركي لم يحاول احراج سليمان أو الضغط عليه بل أبدى الكثير من الاحترام والتقدير لموقعه ولجهوده في المرحلة الأخيرة. وعبر المسؤول في البيت الأبيض عن هذا الاتجاه، بإشارته الى أن الحكومة اللبنانية"تمثل فرصة لأخذ خطوات حول مسائل متعلقة ببسط الأمن وتطبيق القرارات الدولية وخصوصاً 1701، والعلاقة مع الدول، والتقدم في المسار اللبناني - الاسرائيلي في شكل منفصل، وحتى في التحديات الداخلية مثل التنمية الاقتصادية والاصلاح". واذ اعتبر المسؤول أن"حزب الله"يشكل تحدياً كونه"تنظيماً مسلحاً ذا أجندة منفصلة"رأى أن سليمان ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري"يتعاملان مع المسألة في شكل ذكي ونعمل على دعمهما فيما يعملان على بسط السيادة على جميع الأراضي اللبنانية". وعن احتمال انسحاب اسرائيل من قرية الغجر، ومطالبة سليمان أوباما بالضغط بهذا الاتجاه قال المسؤول:"نشجع اسرائيل لتطبيق التزاماتها في 1701 كما نشجع لبنان وباقي الأطراف لتطبيق التزاماتهم، وهناك تقدم واسرائيل أبدت استعداداً لدرس الانسحاب من قرية الغجر طبقاً لخطة"ينونيفل"والبحث يتم بالتقنيات والترتيبات بهذا الخصوص"، وأضاف المسؤول:"ولكنهم الجانب الاسرائيلي يبدون ملتزمين بالمضي قدماً، الخطوة مشجعة ونأمل بأن يحدث شيء عملي في المستقبل القريب". وفي موضوع الدعم العسكري للبنان والذي حظي بشق كبير من اللقاء، قال المسؤول"سنستكمل الدعم العسكري للبنان ويتم البحث بنوع المساعدات"وأشار الى أن المر سيزور واشنطن في بداية العام للبحث في هذه المسألة. وأكدت مصادر لبنانية ل"الحياة"أن الزيارة ستتم في شباط المقبل. المؤتمر الصحافي وكان أوباما وصف بعد الاجتماع زيارة سليمان ب"الممتازة"والاجتماع ب"المحوري كما هي العلاقة بين لبنانوالولاياتالمتحدة". وقال أوباما:"لدينا صداقة قوية بين البلدين ولبنان دولة محورية في منطقة محورية ونريد فعل كل ما يتطلب لتشجيع لبنان ديموقراطي ومستقل وقوي". وأشاد الرئيس الأميركي برصيد سليمان مشيراً الى أنه قام"بجهد استثنائي في ادارة وضع صعب، ونحن نستمر في رؤية تقدم في التيارات المتقاطعة، ليس فقط في لبنان بل في المنطقة عموماً". وشدد أوباما على التزام ادارته دعم لبنان"كشريك في العملية"و"في تقوية الجيش اللبناني كي يتمكن من ضمان سيادة الأراضي اللبنانية"، مضيفاً:"نريد ضمان التطبيق الكامل لقرارات الأممالمتحدة والتي تساعد في الحفاظ على سلام المنطقة وضمان استقرار لبنان". ولفت أوباما الى الترابط الوثيق بين قضايا الشرق الأوسط وخصوصاً عملية السلام والمسائل داخل لبنان، وأكد أنه يتفق مع سليمان في هذا الشأن وأن"كلما استطعنا أن نعمل معاً لتشجيع الأطراف المشاركين ? ليس فقط اسرائيل والفلسطينيين بل الاسرائليين والسوريين مثلاً - نحو حوار بناء للتفاوض وحل العقد الحالية، كان لبنان في وضع أفضل والعالم ككل أيضاً". وفي لفتة تعكس عمق العلاقة اللبنانية - الأميركية وأبعادها التاريخية، تحدث أوباما عن شجرة الأرز المزروعة في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض منذ ثلاثة عقود، واعتبرها"شهادة للأوقات الصعبة للبنانوالولاياتالمتحدة انما أيضاً دليل للأمل بالمستقبل". وقال أوباما:"ان الشجرة قوية وتنمو وتمثل الصداقة بين الولاياتالمتحدةولبنان... وسنستمر في ريها كما نستمر في ري علاقتنا". بدوره شكر الرئيس سليمان نظيره الأميركي والذي يشاركه"سياسة الانفتاح والحوار"واعتبر أن انتخابه ومن ثم خطابه في القاهرة وتسلمه جائزة نوبل للسلام"أعطت الأمل للعالم العربي برؤية حل في عملية السلام يعيد الحقوق للفلسطينيين ويضمن عودة اللاجئن". وجدد سليمان دعمه للمبادرة العربية للسلام التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيروت في 2002 والتي ترتكز الى الانسحاب الاسرائيلي وعودة اللاجئين. ودعا سليمان الولاياتالمتحدة للضغط على اسرائيل لتطبيق القرار 1701 والانسحاب من الأراضي اللبنانيةالمحتلة وتحديداً قرية الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا. وطالب سليمان الرئيس الأميركي أيضاً باستكمال تقديم الدعم العسكري والاقتصادي للبنان والذي ناهز البليوني دولار منذ 2006، وأكثر من 500 مليون منها مساعدات عسكرية للجيش وقوى الأمن. ورداً على سؤال حول سلاح"حزب الله"، أكد أوباما أن المحادثات تطرقت لهذا الموضوع وقال:"كما ذكر الرئيس سليمان نحن بحثنا في تطبيق 1701 وأحرزنا تقدماً على هذه الجبهة انما غير كامل". وأضاف أوباما"ان الرئيس سيلمان تحدث عن قلقه بالنسبة الى اسرائيل، وأنا أريد أن أوضح أننا شددنا على قلقنا من تسريب الأسلحة التي تهدد اسرائيل الى لبنان". واعتبر أن تطبيق القرار 1701 يجب أن يأخذ في الاعتبار قلق جميع الأطراف. وزاد:"لن نتفق حول كل شيء بالنسبة الى اسرائيل ولبنان والفلسطينيين وسورية... ما نتشارك به هو التزامنا لحل المسائل عبر الحوار والمفاوضات وليس العنف". وكان سليمان أكد في حفلة استقبال للجالية اللبنانية في مقر اقامته على الأجواء المتفائلة التي طبعت لقاءاته بالرئيس أوباما والمسؤولين الأميركيين. وذكر سليمان الحشد بالإنجازات والمسار الطويل الذي قطعه لبنان في العام الفائت ومنذ وصوله الرئاسة خصوصاً لجهة تحسن الوضع الأمني وتدعيم قوة الجيش اللبناني، وأكد تمسكه بالخطوط العريضة لسياسته التوافقية، كما أشار الى أن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري"ماضية في عملها ومن دون تسييس". وحضر الحفلة عدد من السفراء العرب على رأسهم السفير السعودي عادل الجبير، واليمني عبد الوهاب الهاجري، والسوري عماد مصطفى. وتخللتها كلمة للسفير اللبناني في واشنطن أنطوان شديد الذي شكر لسليمان انجازاته ونوَّه برصيده الجامع لكل اللبنانيين. نشر في العدد: 17057 ت.م: 16-12-2009 ص: 18 ط: الرياض