أعلن مسؤولون اميركيون امس ان ادارة الرئيس باراك اوباما قررت تعيين سفير لها في دمشق، وذلك بعد نحو أربع سنوات على سحب ادارة الرئيس جورج بوش سفيرته مارغريت سكوبي من العاصمة السورية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول طلب عدم كشف اسمه ان «قراراً اتخذ بإعادة السفير الى دمشق. غير ان العملية ستستغرق بعض الوقت». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت أمس عن مسؤول أميركي بارز إن «هناك الكثير مما يجب القيام به في المنطقة والذي يمكن ان تلعب فيه سورية دوراً. ولهذه الغاية فإن من المفيد ان تكون لنا سفارة بعدد كامل من الموظفين». وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن قرار تعيين السفير الاميركي في دمشق جاء في ضوء اجتماع عقد بين عدد من المؤسسات الاميركية قبل يومين، وان المرحلة المقبلة ستشهد خطوات إضافية من واشنطن لتطوير علاقاتها مع دمشق، بينها احتمال ان يزور دمشق المختص بالمفاوضات السورية فريدريك هوف في فريق المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشيل. واشارت المصادر الى ان القائمة بالأعمال الاميركية في دمشق مورا كونيلي عينت مساعدة لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالإنابة لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان. وجاء القرار الاميركي بعد نحو اسبوعين على زيارة ميتشيل الى دمشق ولقائه الرئيس الاسد، حيث أُعلن ان الجانبين «عبرا عن تطلعهما الى إقامة علاقات سورية - أميركية طبيعية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين». كما ان ميتشيل اكد ان لسورية «دوراً محورياً» في الشرق الاوسط وان اوباما «ملتزم تحقيق السلام الشامل». وكان فيلتمان زار دمشق مرتين في اطار قرار ادارة اوباما «الانخراط على اساس المصالح المشتركة والحوار المتبادل» بين الجانبين، وان احد القرارات التي خلص اليها الجانب الاميركي من زيارات فيلتمان وميتشيل الى دمشق ضرورة إعادة تشغيل الاقنية الديبلوماسية. في غضون ذلك، جدد الرئيس بشار الاسد بعد لقائه الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس التأكيد بأن تحقيق السلام في الشرق الاوسط «يتطلب شريكاً من الطرف الإسرائيلي والتزاماً منه بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام»، مشيراً الى ان هذا «الشريك الإسرائيلي غير موجود حالياً». في حين، قال بابولياس ان «السلام الحقيقي» لن يتحقق في الشرق الاوسط «ما لم تحترم جميع الاطراف قرارات مجلس الامن ويتم ارجاع الجولان» الى سورية.