القدس المحتلة، القاهرة - «الحياة»، ا ف ب - رحبت الحكومة الاسرائيلية ببيان اللجنة الرباعية الدولية في شأن استئناف عملية السلام، لكنها عبرت عن «مخاوف»، داعية الفلسطينيين الى بدء المفاوضات «من دون تأخير». وسارعت السلطة الفلسطينية الى التأكيد على ان هذا الترحيب يمثل «ممارسة للخداع على المجتمع الدولي»، مكررة رفضها التفاوض في ظل الاستيطان ومن دون حدود عام 1967 او جدول زمني للتفاوض. وتبنّت مصر الموقف الفلسطيني من المفاوضات، خصوصا ضرورة وقف الاستيطان ووجود مرجعية واضحة. وفي ضوء المساعي الفلسطينية الحثيثة لحشد التأييد لعضوية فلسطين في الاممالمتحدة، وعلى خلفية الأزمة الديبلوماسية بين إسرائيل وألمانيا الناجمة عن مشاريع الاستيطان وتعنت رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، أعلنت الحكومة الاسرائيلية قبول بيان «الرباعية». وجاء في بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء: «ترحب اسرائيل بدعوة الرباعية لمفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة كما دعا الرئيس (باراك) اوباما ونتانياهو». وتابع: «فيما لدى اسرائيل بعض المخاوف التي ستثيرها في الوقت المناسب، تدعو اسرائيل السلطة الفلسطينية لفعل الشيء ذاته والدخول في مفاوضات مباشرة من دون تأخير». ويعد هذا أول رد فعل رسمي إسرائيلي على بيان «الرباعية» الداعي الى استئناف المفاوضات المباشرة في غضون شهر بهدف التوصل الى اتفاق قبل نهاية 2012. غير ان بيان «الرباعية» جاء بصيغة فضفاضة ولم يفرض شروطاً مسبقة بشكل واضح ولا أطر للمحادثات، وإن استند الى سلسلة من مقترحات السلام السابقة والخطب وقرارات الاممالمتحدة، متيحاً بذلك مساحة كبيرة للتأويل، اذ في حين يؤكد الاسرائيليون انه لا ينص «على اي شرط مسبق» مثل وقف الاستيطان، يرى الفلسطينيون انه يتضمن دعوة «واضحة» الى وقف الاستيطان. والواقع ان بيان «الرباعية» ينطوي على التباس كبير، فإذا كان يشجع الطرفين على «استئناف (المفاوضات) من دون تأخير ولا شروط مسبقة»، فإنه في الوقت نفسه يدعوهما ايضا الى «الامتناع عن اي اعمال استفزازية، ويكرر التزاماتهما النابعة من خريطة الطريق». ورد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات الكرة الى الملعب الاسرائيلي قائلا: «اذا كان (نتانياهو) يقبل ببيان الرباعية، عليه ان يعلن وقف الاستيطان، بما فيه النمو الطبيعي والقبول بمرجعية حدود عام 1967، لأن هذا ما طالب به بيان اللجنة الرباعية بوضوح». واضاف: «نتانياهو لن يقنع احداً الا اذا اعلن التزامه تنفيذ الالتزامات الواردة على اسرائيل في خريطة الطريق وبيان الرباعية، وما عدا ذلك هو خداع يعرفه العالم اجمع». وشدد في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في القاهرة حيث التقى ايضا وزير الخارجية محمد كامل عمرو ورئيس الاستخبارات مراد موافي، على أن الشعب الفلسطيني يرفض الابتزاز بالمساعدات المالية أو المساومة على حقه في الحصول على عضوية الأممالمتحدة، وكذلك حقه في تقرير المصير والحفاظ على هويته». من جانبه، أكد العربي ضرورة أن تكثف الدول العربية مساعدتها المالية لمساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة التهديدات بقطع المساعدات عنه. وعن رد الفعل العربي في حال استخدام أميركا في حال «الفيتو» ضد الطلب الفلسطيني، قال العربي: «إن التحرك العربي يعمل على حشد التأييد الدولي، من ثم خلال الاتصالات بالدول الفاعلة، أما في حال الفيتو فسيتم بحث هذا الأمر في حينه». وفي وقت لاحق، اكد وزير الخارجية المصري في بيان عقب لقائه عريقات أن مصر تؤيد تمسك عباس بخيار استئناف المفاوضات على أساس مرجعية واضحة ووقف الاستيطان، وأن تتم تلك المفاوضات في إطار زمني واضح ومحدد ومتفق عليه وبرعاية دولية. وشدد في شأن التحرك الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الاممالمتحدة، على «مساندة مصر لخيارات أشقائها الفلسطينيين وتفهمها الكامل لدوافع تحركهم، خصوصا في ضوء إدراك جميع الأطراف عدم جدية الجانب الإسرائيلي في الانخراط في عملية سياسية ذات صدقية بهدف تحقيق تسوية نهائية للنزاع تقوم على أساس حل الدولتين».