عبّر رئيس جيبوتي اسماعيل عمر غيله عن عزم بلاده على الاستفادة من موقعها الجغرافي للعب دور محوري على صعيد التعاون الاقتصادي بين أوروبا ودول الخليج، وبين العالم العربي وأفريقيا. ورأى في مداخلة خلال لقاء نظمته غرفة التجارة الفرنسية - العربية في باريس، ان الاستثمار الأجنبي المباشر وتطوير البنية التحتية، كفيل بإخراج دول أفريقيا من الفقر، ومهم في هذا الإطار، خلق ديناميكية شراكة مع فرنسا وأوروبا. وعرض ما حققته جيبوتي منذ مدة من أجل جذب الاستثمار الفرنسي والأجنبي اليها، مشدداً على أهمية الاستقرار السياسي والأمني والمالي على هذا الصعيد. وذكر أن من بين المجالات التي ترغب بلاده في تطويرها، مشروع للطاقة المتجددة بالاستفادة من المياه الجوفية الساخنة، المتواجدة بوفرة في جيبوتي وتعد الأهم في أفريقيا، وينبغي تطويرها الى أقصى مدى. ودعا أيضاً الى جذب المستثمرين في مجال تحلية المياه، وفي القطاع البحري، مشيراً الى ان لدى جيبوتي ثروة سمكية ضخمة قابلة للاستغلال على ضوء أعمال تحديث الموانئ. وتطرق غيله الى الجفاف الذي يضرب بلده والدول الأخرى في القرن الأفريقي، معتبراً أن المشكلة عضوية وجعلت السلطات تطور برنامجاً خاصاً لتمكين مربي المواشي من البقاء في أراضيهم، عبر حفر آبار تؤمن احتياجاتهم، اضافة الى"خطة تشجير تقضي بزرع مليون نخلة أملاً بالخروج من دوامة الجفاف". وقال ان التعاون الصريح بين رجال أعمال فرنسيين وعرب سيتيح لجيبوتي لعب دور على صعيد التكامل الإقليمي وكسر الحواجز بين العالم العربي وأوروبا، وبينه وبين أفريقيا، مشيراً في هذا الإطار الى مشروع انشاء شبكة سكك حديد تربط بين جيبوتي وداكار عاصمة السنغالوجيبوتي وجنوب أفريقيا. وأوضح المسؤول عن هيئة الترويج للاستثمار في جيبوتي مهدي درار عبسية، ان حجم الاستثمارات الأجنبية في بلده ارتفع من 8 في المئة عام 2001 الى 30 في المئة عام 2008 وانه سيصل الى 40 في المئة في نهاية السنة. وعزا هذا التحسن الى عمل السلطات على تطوير المناخ المؤاتي، بفضل اطار يحميها ويستند الى نصوص قانونية منها قانون المنطقة الحرة وقانون العمل وقانون الملكية الفكرية والصناعية، اضافة الى قانون تجاري جديد. وأشار أيضاً الى حوافز تشجع المستثمرين على العمل في جيبوتي وتتمثل في اعفاءات ضريبية تتراوح مدتها بين 5 و10 سنوات وفقاً لحجم الاستثمار، واعفاءات من تسديد مجموعة من الرسوم. أما سفير جيبوتي في فرنسا، رشاد فرح، فأكد ان بلاده تحرص على ديناميكية العمل لمكافحة الجهل والفقر وتمكين أفريقيا من المشاركة في النمو العالمي. وكان رئيس غرفة التجارة الفرنسية - العربية وزير الخارجية الفرنسي السابق هيرفي دوشاريت، ذكر أن للمؤسسات الفرنسية وجوداً ملحوظاً في جيبوتي، في قطاعات عدة، من المؤسسات المصدرة للسلع الى المؤسسات المالية، وأشاد بالتطور الذي شهدته جيبوتي وبالاستقرار على الأصعدة المختلفة الذي يتيح لها لعب دور مركز مالي اقليمي. واقترح انشاء نادٍ مشترك لرجال الأعمال الجيبوتيين والفرنسيين، للتحاور وإرساء أسس لمزيد من التعاون بين الطرفين. واستغل المدير العام لغرفة التجارة الفرنسية - العربية صالح بكر الطيار، اللقاء لتهنئة غيله على ممثله في فرنسا وعلى انتخاب جيبوتي بالغالبية المطلقة في المكتب التنفيذي لمنظمة ال"يونيسكو"، ما يعني ان العالم كله أدرك الأهمية الثقافية للدولة الأفريقية. ويرافق غيلة الذي يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وفد وزاري يضم وزراء الخارجية محمود علي يوسف والمال علي فرح أسوى والتربية عبدي ابراهيم عبسية والثقافة علي عبدي فرح. نشر في العدد: 17003 ت.م: 23-10-2009 ص: 18 ط: الرياض