كركوك - - بحث رئيس بعثة الاممالمتحدة لدى العراق أد ملكيرت أمس مع ممثلي قوميات كركوك المتنازع عليها في الانتخابات التشريعية في ظل استمرار التباعد بينها حيال هذه المسألة الحساسة. وقال ملكيرت الذي يزور كركوك للمرة الأولى إن الاممالمتحدة تسعى الى حل مشاكل كركوك العالقة، داعياً"الجميع الى دعم العراق ومساعدته وكذلك كركوك التي حُرمت من الانتخابات التي نوليها أهمية". وأكد"استمرار البعثة في دعم العراقيين ولا سيما في المناطق المتنازع عليها وضمنها كركوك من خلال تقديم النصائح للمسؤولين العراقيين ... ولقاء مكوناتها يساعد البعثة في عملها لإيجاد الحلول التي ترضي كل الأطراف". وتسود خلافات عميقة بين العرب والأكراد والتركمان على اجراء الانتخابات بسبب تحديث سجلات الناخبين، إذ يطالب العرب والتركمان بالعودة الى سجلات عام 2004، في حين يعارض الأكراد ذلك. ويتهم العرب والتركمان الأكراد بجلب عشرات آلاف الاكراد الى ضواحي كركوك لإسكانهم هناك بغرض تغيير الوضع الديموغرافي للمدينة، لكن الأكراد يؤكدون أن هؤلاء كانوا من المرحلين إبّان النظام السابق. ويصعب التحقق من هذه الأرقام في ظل الاتهامات المتبادلة بين الاطراف. ويطالب الاكراد بإلحاق كركوك بإقليم كردستان، في حين يعارض العرب والتركمان ذلك. ويبلغ عدد سكان المدينة المتعددة القومية أكثر من مليون نسمة. بدوره، قال الشيخ برهان مزهر العاصي أحد أبرز شيوخ قبيلة العبيد وعضو مجلس المحافظة إن"المجموعة العربية التقت ملكيرت، وأكدت أن ليس لدى العرب والتركمان ما يقدمونه، نطالب باعتماد سجل الناخبين لعام 2004". ورفض"اعتماد التحديث الجديد للسجلات التي باتت تضم حوالى 760 الف ناخب وهذا رقم أكبر من حجم سكان كركوك ومخالف لتوقعات الاممالمتحدة ووزارة التخطيط ما يهدد العملية الانتخابية ويحرم العرب والتركمان حقوقهم". وقال:"أكدنا مطلبنا باعتماد وضع خاص لكركوك كمدينة عراقية يعيش فيها الجميع وجددنا رفضنا نشر قوات مشتركة في المناطق المتنازع عليها وشرحنا موقفنا الداعم لوحدات الجيش العراقي". واقترح رئيس الوزراء نوري المالكي نشر قوات من الجيش والبيشمركة والاميركيين في المناطق المتنازع عليها. واضاف العاصي:"طالبنا بصوغ قانون خاص لانتخابات كركوك او تأجيلها لأشهر". والتقى ملكيرت راكان سعيد الجبوري نائب محافظ كركوك الذي اكد ضرورة"اصدار قانون خاص ينظم الانتخابات في كركوك، فوضعها لا يشجع على اجراء انتخابات ناجحة في ظل الظروف الحالية". من جهته، قال رئيس مجلس المحافظة رزكار علي حمه جان اثر لقائه ملكيرت إن"كركوك تعاني من مشاكل والكل يعرفها والدستور العراقي ورقة رسمية رئيسية اتفق عليها العراقيون ونطالب الجميع باحترامه". ودعا رزكار علي ملكيرت الى"أخذ مسألة النزاعات على الملكية في الاعتبار والإسراع في معالجتها من طريق التعويضات المالية للعقود الزراعية والبالغ حجمها 12 مليون دولار، فالعراق دولة غنية ومن السهل حل المشاكل من طريق المال". بدوره، قال القيادي التركماني حسن توران عضو مجلس المحافظة:"نتمنى تطبيق نظام القائمة المفتوحة خلال الانتخابات العامة كي نعطي الفرصة للناخب لاختيار من يرغب في أن يمثله لا أن تفرض عليه الاحزاب أسماء لا يريدها بسبب القائمة المغلقة". وأضاف:"نرى ضرورة أن تكون هناك فقرة خاصة بمحافظة كركوك في قانون الانتخابات، لأننا نبدي اعتراضنا الشديد على سجل الناخبين الحالي وعمليات التحديث الجارية من جانب المفوضية، لذا نرى أن الإجراء الأمثل هو سن قانون جديد يتم تضمينه فقرة خاصة حول كركوك". نشر في العدد: 16982 ت.م: 2009-10-02 ص: 9 ط: الرياض