اتهمت القاهرة الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله ب "العمالة" للنظام الإيراني، في رد حاد على تجديده هجومه على مصر في مؤتمر صحافي عقده اول من أمس. وقال مصدر مصري مسؤول، في بيان وزعته وزارة الخارجية أمس، إن التصريحات التي أدلى بها نصر الله الخميس،"تثبت مرة أخرى وبما لا يدع مجالاً للشك عمالته الواضحة للنظام الايراني وائتماره بأوامر طهران". واعتبر المصدر أن"تطاوله نصرالله على مصر لا يمكن فهمه إلا من خلال الإطار الأكبر الذي يأتي في سياقه والذي تكشفت أبعاده على مدى الفترة السابقة ومن خلال مطالبات بعض الفصائل الفلسطينية لمصر بإسقاط معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل والدخول في مواجهة عسكرية مجدداً بعد عقود من السلام". وقال:"المخطط الذي رمى إليه البعض تلميحاً وتصريحاً في شأن فتح معبر رفح للافراد والسلاح ودعم ما يطلق عليه خيار المقاومة، كان أمراً مكشوفاً لدى مصر من البداية ولم يكن من الوارد للحظة أن تنساق مصر وراء حفنة من المغامرين السذج الذين يتاجرون بدماء المدنيين الابرياء لمصلحة أطراف إقليمية محددة تعبث بمصائرهم وتستخدمهم وقوداً في مواجهتها مع قوى كبرى ولمصلحة قضايا بعيدة كل البعد من القضية الفسطينية الأساسية". وزاد المصدر ان"ما ردده نصر الله في شأن الدور القهري للوساطة المصرية بين اسرائيل والفلسطينيين انما يكشف عن مرارة دفينة لدى الموتورين الذين لم تفلح تجاوزاتهم في حق مصر على مدار العدوان الاسرائيلي على غزة في تحقيق أمنياتهم البائسة باستبدال الدور المصري المحوري في القضية الفلسطينية الذي يمليه التاريخ وتعززه الجغرافيا"، معتبراً أن"نصر الله ما زال يسعى من مخبئه ومن خلال الحنجرة العالية النبرة إلى تقديم ما يعتقد أنه دعم للفلسطينيين وحيث تقرر له ألا يقوم بأي دور في تلك المأساة إلا في هذا الإطار ومن دون أن يتجاوزه بشعرة كي لا يربك حسابات الأطراف التي تحركه". وأضاف المصدر أن"الصراع الذي أشار إليه نصرالله بين تيارين في المنطقة هو حقيقي ولكن بين تيارين أحدهما أدمن ثقافة اللهو بالدماء وبحياة الأبرياء على غير هدى تأسيساً على حسابات مملاة من الخارج، والآخر يهدف إلى البناء والسلام والاستقرار وحقن الدماء دونما تفريط في الحقوق، كما يدعي أشاوس المقاومة"، مشدداً على أن مصر ستظل على سياستها"ولن تلتفت للحظة لتجاوزات هؤلاء، وستبقى على عهدها دعماً لإخوانها الفلسطينيين وسنداً لقضيتهم العادلة وحفظاً لحياتهم وحقهم في غد أفضل". وكان نصر الله سئل اول من امس عن انتقاده النظام المصري أثناء العدوان على غزة، فأجاب:"موقفي كان صواباً جداً جداً جداً، أدين النظام المصري لأنه ما زال يغلق معبر رفح في وجه كل شيء، ولأنه يكذب على العالم العربي والاسلامي، المعبر يجب أن يفتح"، معتبراً أن"المصري وسيط قهري بين اسرائيل و"حماس"، ومشككاً في نزاهته. واضاف:"أعرف أنه يحاول أن يضغط على الفلسطينيين... معبر رفح بالنسبة إلى غزة مصيري... هذا المعبر من أكبر الجرائم التاريخية التي ارتكبت". وعن اتهامات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى الحزب، قال:"السجال مع مصر طبيعي. هناك صراع بين معسكر يريد الانتهاء من الملف كيفما كان... عندما يعرض شخص على الفلسطينيين هدنة دائمة ووقف تهريب السلاح ومصالحة والذهاب إلى تسويه فهذا يعني أنه يقول استسلموا".