قتل ثلاثة أجانب على الأقل في غارة جوية ثانية خلال يومين نفذتها طائرة استطلاع أميركية من دون طيار على قرية لادا في إقليم جنوب وزيرستان القبلي شمال غربي المحاذي للحدود مع أفغانستان أمس. واستهدف صاروخان على الأقل مدرسة للبنات في لادا التي تعد معقلاً لزعيم حركة"طالبان - باكستان"بيت الله محسود، علماً ان الغارة الأولى استهدفت أول من أمس مجمعاًً لمسلحين موالين لحركة"طالبان"الأفغانية وتنظيم"القاعدة"في مدينة وانا الأكبر في الإقليم، وأدت الى سقوط ثلاثة اوزبكيين. راجع ص 7 واشتكت السلطات الباكستانيةمرات من انتهاك القوات الأميركية في أفغانستان أراضيها، مؤكدة ان الضربات الجوية التي ناهزت ال 30 منذ مطلع أيلول سبتمبر الماضي وأدت الى مقتل أكثر من 220 شخصاً بينهم متشددون أجانب، تقوض جهودها لمكافحة التشدد بسبب زيادتها الغضب الشعبي ضدها. لكن القيادة العسكرية الأميركية دأبت على التزام الصمت في شأن هذه الغارات. ويشن الجيش الباكستاني منذ نهاية حزيران يونيو الماضي، عملية عسكرية واسعة ضد الجماعات المتشددة الموالية ل"طالبان"وتنظيم"القاعدة"في منطقة القبائل. وأعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أخيراً ان بلاده لن تتسامح مع انتهاك سيادتها. وفيما زادت الهجمات التي شنها متشددون إسلاميون يعتقد بأنهم ينتمون الى جماعة"عسكر طيبة"الباكستانية على مدينة بومباي الهندية، الضغوط الدولية على إسلام آباد للقضاء على المتشددين في أراضيها، اشترطت الهند تحويل جارتها النووية وعودها في شأن استعدادها للتعاون في التحقيق بالهجمات الى أفعال على صعيد مكافحة الإرهاب، من اجل إلغاء القوات الهندية حال التأهّب العسكري. وأعلن وزير الدفاع الهندي أي كاي أنتوني ان باكستان لا تملك حق توصية بلاده بإعادة قواتها الى مواقع انتشارها في فترة السلم،"لأن اكثر من 30 خلية إرهابية ما زالت تنشط في أراضيها، ما يحتم ضرورة استعدادنا لمواجهة كل الاحتمالات عبر فرض حال التأهب". وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي صرح أخيراً بأن الهند ستثبت في حال أخذت في الاعتبار توصيات بلاده، رغبتها في تخفيف حدة التوتر، مؤكداً عدم وجود بنية أساسية للإرهاب في باكستان، علماً ان إسلام آباد نفت أول من أمس تقريراً نشرته صحيفة"وول ستريت جورنال"الأميركية عن اعتراف قائد معتقل لجماعة"عسكر طيبة"بضلوع الجماعة في الاعتداءات. نشر في العدد: 16710 ت.م: 03-01-2009 ص: الأولى ط: الرياض