تواصل المعارضة اليمينية بزعامة رئيس حزب"ليكود"بنيامين نتانياهو تقدمها قبل اسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية في اسرائيل، في حين يبدأ مساء اليوم في قنوات التلفزة الإسرائيلية الثلاث، بث الدعاية الانتخابية للأحزاب المشاركة في الانتخابات العامة للكنيست ال18، والتي ستجري في العاشر من شباط فبراير المقبل. ويعني بدء البث دخول المعركة الانتخابية"شوطها"الثاني والأخير بعد أن اتسم شوطها الأول بالفتور حين علقت الأحزاب حملتها الانتخابية وأعلنت باستثناء الأحزاب العربية تأييدها للحرب على غزة ودعمها لقرارات الحكومة، وسارت وفقاً لما اصطلح على تسميته إبان الحروب:"هدوء، يطلقون النار". ويمكن إحصاء المرات التي نجحت فيها حكومة إسرائيلية في إنهاء ولايتها القانونية أربع سنوات على أصابع يد واحدة، كانت آخرها حكومة"الوحدة الوطنية"التي تناوب على رئاستها اسحق شامير وشمعون بيريز في الأعوام 1984 - 1988. والحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات المقبلة هي الحكومة الثانية والثلاثون في تاريخ الدولة العبرية، أي أنه بالمعدل تبدلت الحكومة كل سنتين تقريباً. ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع في الانتخابات المقبلة خمسة ملايين و279 ألفاً، بضمنهم نحو مئتي ألف من المقدسيين وأهالي الجولان المحتل، ومئات آلاف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. ورغم كثرة القوائم، إلا أنه ليس متوقعاً أن تنجح قوائم جديدة في دخول الكنيست الجديد. ووفقاً لكل الاستطلاعات، فإنه باستثناء حزب"المتقاعدون"المتمثل حالياً بسبعة مقاعد والمتوقع ألا يجتاز نسبة الحسم، فإن سائر الأحزاب والحركات السياسية والدينية 11 المتمثلة في الكنيست الحالية ستكون في الكنيست الجديدة، مع احتمال انضمام حزب"الخضر"الذي يتأرجح على حافة نسبة الحسم. ويعني ذلك أن تتوزع المقاعد ال120 على القوائم الانتخابية التالية بين قوسين عدد مقاعدها البرلمانية الحالية:"كديما"29،"ليكود"12،"العمل"19،"إسرائيل بيتنا"11،"شاس"12،"يهدوت هتوراة"6،"ميرتس"5،"الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة"3،"القائمة العربية الموحدة - العربية للتغيير"4،"التجمع الوطني الديموقراطي"3،"الاتحاد القومي"، و"البيت اليهودي"، والأخيرتان كانتا ضمن قائمة واحدة لها 9 مقاعد. في المقابل يتوقع أن تحرق القوائم ال23 الأخرى المتنافسة نحو 150 ألف صوت، كما في الانتخابات السابقة. وتُعتمد في إسرائيل طريقة الانتخابات"النسبية - القطرية"، أي أن القوائم المنتخبة تتمثل في الكنيست بناء للنسبة المئوية من الأصوات التي حصلت عليها. وينص القانون على أنها انتخابات عامة لكل من بلغ 18 عاماً فما فوق وقطرية تُحتسب كل الدولة منطقة انتخابية واحدة ومباشرة اختيار النواب بشكل مباشر ومتساوية جميع أصحاب حق الاقتراع متساوون في مدى التأثير على الانتخابات وسرية. ويقضي القانون بأنه لدى توزيع المقاعد البرلمانية تشارك القوائم التي نجحت في الحصول على 2 في المئة على الأقل من الأصوات الصالحة، وهو ما يعرف بنسبة الحسم. في غضون ذلك، توقع استطلاع نشره الموقع الالكتروني لصحيفة"هآرتس"بعد اسبوع على انتهاء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، ان يحظى"ليكود"اثر الانتخابات المقبلة ب30 مقعدا نيابيا في مقابل 12 حاليا من اصل 120 مقعدا في الكنيست. اما حزب"كديما"وسط اليمين الحاكم بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، فيسجل تراجعا بحيث يتوقع حصوله على 22 مقعدا نيابيا في مقابل 29 في الولاية التشريعية الحالية. وبفضل دعم الاحزاب الدينية وتصاعد حزب"اسرائيل بيتنا"اليميني المتطرف، سيحظى التكتل اليميني بغالبية نحو 65 نائبا من اصل 120. ويتوقع الاستطلاع ايضا ان ينال هذا الحزب العلماني الذي انشأه مهاجرون من الاتحاد السوفياتي السابق ويترأسه النائب افيغدور ليبرمان المعروف بتأييده للخط المتشدد، 16 مقعدا في مقابل 11 في البرلمان الحالي. وسيحصل حزب"العمل"وسط يسار بقيادة وزير الدفاع ايهود باراك بحسب الاستطلاع على 17 مقعدا في مقابل 19 حاليا. وباراك هو المرشح المفضل لدى الاسرائيليين لشغل منصب وزير الدفاع وقد سجلت شعبيته ارتفاعا بعد الهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة اسابيع على غزة. نشر في العدد: 16734 ت.م: 2009-01-27 ص: 11 ط: الرياض