اجتمع مستشار وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد عقب وصوله القاهرة أمس مع وفد أمني مصري رفيع، على أن يلتقي اليوم رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، قبل يوم من لقاءات يفترض أن يعقدها المسؤولون المصريون مع وفد من حركة"حماس"غداً. وقالت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة"إن أجندة المحادثات ستتناول تنفيذ المبادرة المصرية، وعلى رأسها الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وفق"اتفاق لتثبيت وقف اطلاق النار وتشغيل المعابر والتهدئة"، لافتة إلى أن مصر ستنقل الأفكار الإسرائيلية التي سيتم التوصل إليها مع غلعاد الى وفد"حماس". وأضاف أن المسؤول الإسرائيلي سيبحث في لقاءاته مع المسؤولين المصريين سبل وقف التهريب عبر محور فيلاديلفي الحدودي في ظل رفض مصر لوجود مراقبين دوليين. في غضون ذلك، انتقدت"حماس"ربط الرئيس محمود عباس إعمار غزة بالمصالحة الوطنية، واصفة ذلك بأنه"ابتزاز". وقال القيادي في الحركة وممثلها في لبنان أسامة حمدان ل"الحياة"إن"مقولة لا يوجد إعمار من دون مصالحة محاولة منه عباس لابتزاز الشعب الفلسطيني على حساب الدماء الفلسطينية التي سالت في غزة، وهو يستخدم آلام أهالينا هناك من أجل تحقيق مصالحة وفق رؤيته وبما يحقق مصالحه". وعلى صعيد الجهود والمساعي لعقد حوار وطني فلسطيني قريباً، أجاب حمدان:"نريد مصالحة تعالج كل الاخطاء والتجاوزات التي جرت عقب الانقسام في الضفة وغزة معاً... هناك مراسيم غير دستورية وقرارات اصدرها أبو مازن يجب معالجتها"، مؤكدا أن الحوار يجب أن ينطلق لمعالجة ثلاث قضايا، هي: اعادة بناء السلطة في كل من الضفة وغزة معاً ومعالجة ما ترتب عن هذا الانقسام، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعيدا عن التجاذبات الفصائلية وعلى أسس وطنية ووفق معايير مهنية، وأخيرا إعادة بناء النظام السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأوضح حمدان أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإجراء الانتخابات وتحديد مواعيدها سيكونان نتاجاً لهذه المصالحة، وقال إن عباس"لا يريد معالجة جوهر وأصل المشكلة التي كانت وراء هذا الانقسام، هو يريد وضع مسكنات فقط"، مضيفا أنه"يبحث عن نتائج الحوار قبل عقده". وأكد رفض"حماس"تشكيل"حكومة توافقية"، وقال:"نريد حكومة وحدة وطنية تكون مقبولة فلسطينياً وليس حكومة توافقية مقبولة إسرائيلياً وأميركياً"، داعيا إلى ضرورة إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. وعلى صعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية، قال حمدان:"الانتخابات هي نتاج للمصالحة". وكشف ل"الحياة"أن تركيا قامت بدور ناشط وبوساطة بين"حماس"والاسرائيليين، مشيرا إلى أن مهلة الاسبوع التي منحتها الحركة للاسرائيليين لسحب قواتهم من قطاع غزة"هي اقتراح تركي تمت الموافقة عليه لاعطاء فرصة للاسرائيليين لسحب قواتهم". وعلى صعيد التهدئة ومعبر رفح، أجاب حمدان:"موقف الحركة القبول بتهدئة لمدة عام تجدد... ونرفض تهدئة طويلة الأمد"، لافتا إلى أن خيار الحركة بتهدئة لمدة عام مثّل حلاً وسطاً في مقابل طلب إسرائيل تهدئة طويلة الأمد، وهو أقصى ما يمكن أن تقبل به"حماس". وقال إن معبر رفح يجب أن يعمل بوجود مراقبين دوليين وإدارة فلسطينية مشتركة تضمن تمثيلا لحركة"حماس"، موضحا أن"هذه المسألة ستنظر بعد التهدئة، لكن هذا هو موقف الحركة المعلن في هذه القضية". نشر في العدد: 16728 ت.م: 21-01-2009 ص: 13 ط: الرياض عنوان: "حماس": رهن إعمار غزة بالمصالحة الفلسطينية ابتزاز