أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى المنطقة لا تحمل "سوى مزيد من الابتزاز للرئيس محمود عباس والضغط عليه لإفساد الحوار الوطني الفلسطيني" وذلك بعد دعوته الأخيرة لإنهاء الانقسام. وشدد المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح صحافي على أن رايس تقود مشروعًا خطيراً في المنطقة بحسب السياسة الخارجية الأمريكية "القائم على تعزيز الانقسامات والانشقاقات بين الشعوب والدول؛ حتى يتسنى لها الاستيلاء على مقدراتها وفرض سيطرتها عليها". واتهم برهوم الوزيرة الأمريكية بالتأسيس لحرب أهلية فلسطينية "لوأد الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني في مهده"، مضيفاً "لا نرى في زيارة (رايس) أي خير لشعبنا، ولا نعلق أيّ آمال عليها، بل دائمًا تكون نذير شؤم على شعبنا". وطالب عباس برفض "التحديات والضغوطات" الأمريكية، وقال: "يجب أن يضع نصب عينيه المصالح العليا لشعبنا، والمتمثلة في ضرورة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتعزيز الشرعيات الفلسطينية حتى نشكل منظومة قوية تعزز صمود شعبنا، وتدافع عن حقوقه وثوابته أمام كافة التحديات التي باتت تعصف بالقضية الفلسطينية". من جانبه، قال داود شهاب الناطق باسم الجهاد الإسلامي انه لا جدوى على الإطلاق من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية رايس للمنطقة ومن لقاءاتها المتكررة فهي لم تلتفت أبدا لمعاناة الشعب الفلسطيني الحقيقية في غزة والضفة، ولم تلتفت لحصار غزة. وأشار إلى أن انتقاد رايس لاستمرار بناء المستعرات كذب أمريكي واضح ومحل استخفاف بالعقل الفلسطيني، هذا كما يقال "ضحك على اللحى"، مطالبا عباس وفياض بوقف مهزلة المفاوضات غير الجدية والتي جلبت لنا ويلات وخيبات. وحول موضوع التهدئة استهجن شهاب الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به مسألة التهدئة والتي كانت على حساب مسائل أخرى حيوية ومهمة وأولويات كبيرة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وقال ان موضوع التهدئة لم يعد يعنينا كثيرا فإذا أرادوا تهدئة كما بحثت الفصائل في القاهرة فأهلا وسهلا، إذا لم يريدوا فنحن لا نبكي على هذه التهدئة ولا نعول عليها كثيرا ونشكك ولا نثق بالتزام (إسرائيل) بالتهدئة يوماً واحداً. وقال "سنبقى دائما على أهبة الاستعداد لأي احتمالات وأي تطور قد يحدث في مسألة صراعنا مع إسرائيل، لا نثق على الإطلاق بالتزامات (إسرائيل) بالتهدئة، ولا ليوم واحد". من جانب آخر أقرت دولة الاحتلال الإسرائيلي بأن شن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة لا يمكنها ضمان إطلاق سراح الجندي الأسير غلعاد شاليط، معلنةً أن المفاوضات الجارية حالياً مع حركة (حماس) برعاية مصرية تتناول التوصل في المرحلة الأولى إلى اتفاق تهدئة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية في الحكومة الإسرائيلية "إن المفاوضات حول عقد صفقة تبادل للأسرى للإفراج عن الجندي شاليط ستتم في مرحلة ثانية". وأكدت المصادر "أن عملية عسكرية في القطاع لا يمكنها ضمان الإفراج عن شاليط كما لم تضمن حرب لبنان إعادة الجنديين المخطوفين أيهود غولدفاسر والداد رغيف إلى ذويهما". وأضافت "أن التهدئة وحدها بإمكانها وضع الأرضية الملائمة لإجراء مفاوضات حول إطلاق سراح شاليط. وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية ان رئيس الطاقم الامني السياسي في وزارة الحرب الاسرائيلية "عاموس غلعاد" انهى خلال زيارته الخميس الماضي للقاهرة كافة تفاصيل الصفقة بين (حماس) واسرائيل حول التهدئة. ونشرت الصحيفة التفاصيل الكاملة للاتفاق والذي سينفذ على ثلاث مراحل اولها وقف شامل لاطلاق النار بين (حماس) واسرائيل بما فيها عمليات الجيش في قطاع غزة ووقف اطلاق الصواريخ فيما تقوم (إسرائيل) بفتح المعابر الانسانية بعد ثلاثة ايام من الهدوء الشامل ما عدا معبر رفح. وحسب الاتفاق الذي نشرته (معاريف) فان المرحلة الثانية ستبدأ بقيام وزير المخابرات المصري عمر سليمان مباشرة بعد احلال الهدوء بمحادثات مكثفة بين الجانبين الاسرائيلي وحماس من اجل اطلاق سراح شاليط والمرحلة الثالثة ستكون فتح معبر رفح ورفع الحصار والتي ستتم بعد اطلاق سراح شاليط فقط واتمام صفقة تبادل الاسرى مع حماس. ونقلت الصحيفة عن مصادر امنية اسرائيلية قولها ان شاليط لن يكون جزءا من بداية الصفقة ولكنه سيكون عنصرا مهما عند اتمام الاتفاق وفتح معبر رفح موضحة ان (إسرائيل) ستتلقى ردا من مصر خلال ايام حول شروط (إسرائيل) للتهدئة. وفي سياق متصل أكدت مصادر في حركة (حماس) أن وفداً من الحركة غادر قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي ليلتحق بوفد القاهرة الذي يقوده أبو مرزوق، مشيراً إلى أن الوفد مكون من القياديين في (حماس) خليل الحية وجمال أبو هاشم. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة (حماس) في تصريحات صحافية "إن (حماس) ترفض شروط (إسرائيل) التي تريد تهدئة مجانية مربوطة بملف الجندي شاليط دون الالتزام برفع الحصار وفتح المعابر". وكان موسى أبو مرزوق استبعد في تصريحات له قيام (إسرائيل) بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، مؤكدا أن أقصى ما تقوم به (إسرائيل) هو توجيه ضربات نوعية موجعة للفلسطينيين.