سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حماس" تعلن وقفاً لاطلاق النار واسرائيل تبدأ انسحاباً تدريجيا . الملك عبدالله ينوه بنجاح القمة ويهنئ مبارك هاتفياً قمة شرم الشيخ تسعى لترسيخ الهدوء وإطلاق حل متكامل سكان قطاع غزة صدموا بحجم الخراب ... وانتشال 100 جثة
غداة اعلان اسرائيل وقفاً أحادياً للنار في قطاع غزة، سعت قمة شرم الشيخ الدولية الى تثبيت وقف النار وشددت على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من القطاع تمهيداً لإعادة إعماره ثم تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية تفتح الطريق امام إعادة اطلاق عملية السلام. تزامن ذلك مع اعلان حركة"حماس"وفصائل المقاومة وقفاً للنار وإمهال اسرائيل اسبوعاً لسحب قواتها من القطاع وفتح المعابر أمام المساعدات الانسانية، ثم مواصلة المحادثات مع مصر للتوصل الى هدنة تتيح فتح المعابر نهائيا. في هذه الاثناء، بدأت القوات الاسرائيلية"انسحابا تدريجيا"من مواقع اساسية في مدينة غزة ومحيطها، ما سمح للعائلات النازحة بالعودة الى منازلها، وكشف حجم الدمار الذي ألحقه القصف الاسرائيلي بالقطاع حيث ارتفع عدد الشهداء الى 2300 بعد انتشال 95 جثة من بين الانقاض امس. راجع ص 2 و3 و4 في غضون ذلك، نقل مستشار الرئيس الاميركي المقبل باراك اوباما عن الأخير قوله انه يأمل في ان يكون وقف النار دائماً، وانه"ينوي القيام سريعا بجهود ديبلوماسية مكثفة في العالم كله"، في وقت أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً بالرئيس حسني مبارك هنأه فيه على نجاح قمة شرم الشيخ وما توصلت إليه من نتائج، كما اشاد بجهوده في عقد هذه القمة. وكانت قمة شرم الشيخ التي ضمت الى مصر قادة ست دول أوروبية والامين العام للأمم المتحدة والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والتركي عبدالله غل، بحثت في متطلبات مرحلة ما بعد وقف العدوان الاسرائيلي على غزة، وتحديداً تثبيت وقف النار من خلال ضمان وقف الصواريخ وفتح المعابر وفك الحصار وحشد الموارد الدولية لإعادة إعمار القطاع وتقديم المساعدات الانسانية لمواطنيه، وهي أمور شدد عليها مبارك في كلمته الافتتاحية للقمة، مطالبا بدعم تحرك مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية ودفع عملية السلام التي اعتبرها"هدفاً رئيسياً وجوهرياً". من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اسرائيل الى الانسحاب من غزة"فالأمور واضحة، ولا يمكنهم البقاء في غزة، لأن هذا لن يؤدي الى شيء بالنسبة الى أمن اسرائيل". كما دعا"حماس"الى وقف اطلاق الصواريخ، مكرراً ان مستقبل المنطقة هو في اقامة دولة فلسطينية ديموقراطية تعيش بسلام. وقال مصدر فرنسي مسؤول ل"الحياة"ان الوفد الرئاسي الأوروبي الذي حضر الى شرم الشيخ توجه الى اسرائيل ليقول للقيادة الاسرائيلية انه ينبغي ان تعلن عن انسحابها من غزة حالماً يدخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. واضاف انه بعد الانسحاب الذي ينبغي ان يتم في مدة محدودة وسريعة، يجب فتح المعابر أمام المساعدات الانسانية. وأوضح ان هذين الأمرين ينطويان على أولوية ملحة ويمثلان النقطتين الأوليتين في إطار الخطة الفرنسية - المصرية، الى جانب مكافحة تهريب الأسلحة عبر حدود مصر مع غزة. وذكر ان المرحلة الثانية من الخطة تتمثل بمؤتمرين أحدهما للمساعدة الانسانية، والثاني لمعالجة القضايا السياسية وبدء محادثات فعلية للتوصل الى سلام دائم. وأشار الى ان آلية تعزيز وقف اطلاق النار تقضي بإقامة هدنة دائمة، وفي الوقت نفسه العمل على سلام حقيقي. ولفت الى أنه تم الاتصال بين مستشار الرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت ونظيره الأميركي الجديد جيمس جونز في الولاياتالمتحدة، وقال إن فرنسا خرجت بانطباع بأن الإدارة الأميركية الجديدة تريد العمل مع أوروبا في مواضيع مختلفة منها الشرق الأوسط. وتابع أن المحادثات بين الرؤساء الذين شاركوا في قمة شرم الشيخ كانت مطابقة لما قيل علناً حول ما تخلل القمة من نقاشات. وفيما كانت القمة منعقدة، أعلنت"حماس"في بيان انها توافقت مع الفصائل الفلسطينية المتحالفة معها على وقف فوري للنار ومنح اسرائيل اسبوعا لسحب قواتها من القطاع، مضيفة انها خلال هذه الفترة"على استعداد للتجاوب مع اي جهود، خصوصاً المصرية والتركية والسورية والقطرية، للتوصل الى اتفاق محدد يلبي مطالبنا المعروفة برفع الحصار نهائيا وفتح جميع المعابر، بما فيها معبر رفح". من جانبها، أعلنت القاهرة انها ستواصل مفاوضاتها مع"حماس"واسرائيل من اجل تطبيق باقي بنود مبادرة مبارك بعد اعلان وقف النار. وفي ضوء مهلة"حماس"والدعوات الدولية، اعلن مصدر عسكري اسرائيلي ان الجيش باشر انسحابا تدريجيا من قطاع غزة. وافاد شهود ان الدبابات التي توغلت حتى مشارف مدينة غزة وشمال القطاع، انسحبت ظهر امس واعادت انتشارها في المناطق القريبة من الحدود مع اسرائيل داخل الاراضي الزراعية الفلسطينية وفي مناطق غير مأهولة بالسكان. واوضحت ان الآليات العسكرية انسحبت من منطقة"نتساريم"والطريق الساحلي وشرق الزيتون، كما انسحبت من منطقة العطاطرة والسلاطين في بيت لاهيا. واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال حفلة عشاء لزعماء 5 دول اوروبية يزورون اسرائيل ان قواته تريد الانسحاب من غزة في اسرع وقت ممكن، وان اسرائيل لا تنوي البقاء في القطاع، لكنها تريد ضمانات بأن وقف النار مع"حماس"سيصمد. وكان الناطق باسم اولمرت قال انه"اذا صمد وقف النار، وآمل ان يصمد، سترون المعابر تفتح لكم هائل من الدعم الانساني". وعن الانسحاب من غزة، قال:"سنمضي في ذلك يوما بيوم... وسنرى كيف تسير الامور، نحن نريد ان نغادر غزة، وسنفعل بمجرد ان يكون بإمكاننا ذلك". ميدانيا، سقط 17 صاروخا على جنوب اسرائيل بعد وقف اطلاق النار الذي اعلنته اسرائيل من جانب واحد، وردت اسرائيل بغارتين ضد مواقع اطلاق الصواريخ، ما اسفر عن استشهاد فلسطيني وفلسطينية. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان ثلاثة صواريخ على الاقل ضربت جنوب اسرائيل بعد اعلان"حماس"وقف العمليات. رغم ذلك، سمح الهدوء النسبي في القطاع لعائلات فلسطينية بالعودة الى منازلها التي نزحت منها، حيث شعر معظمهم بالصدمة لهول الخراب الذي خلفته آلة الحرب الاسرائيلية، وانتشرت عناصر شرطة"حماس"في الشوارع، في وقت اكدت مصادر طبية انتشال نحو 100 جثة من تحت الانقاض. واكدت اجهزة الطوارئ مقتل 1300 فلسطيني على الاقل، بينهم مئات المدنيين، واصابة اكثر من 5300 آخرين، فيما بدت الخسائر المادية فادحة وقدرت ب476 مليون دولار. نشر في العدد: 16726 ت.م: 19-01-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: "حماس" تعلن وقفاً لاطلاق النار واسرائيل تبدأ انسحاباً تدريجيا . خادم الحرمين ينوه بنجاح القمة ... ويهنئ مبارك هاتفياً