سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصير العملية العسكرية بانتظار الردود التي يحملها غلعاد وإبراموفيتش من القاهرة وواشنطن . اسرائيل تسعى الى ضمانات دولية لرقابة بحرية على تهريب السلاح الى "حماس"
في موازاة مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وتكثيف ضرباتها العسكرية، انتظر أركانها عودة رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد من القاهرة، ووكيل وزارة الخارجية أهارون أبراموفتش من واشنطن ليستمعوا منهما حول آخر المستجدات المتعلقة بالمساعي الدولية لوقف العدوان على القطاع. ومن المفروض أن يكون غلعاد الذي عاد مساء أمس إلى تل ابيب يحمل معه الردود المصرية على الملاحظات والتحفظات الإسرائيلية عن بعض بنود المبادرة المصرية، فيما يفترض أن يبلغ أبراموفتش أقطاب الحكومة بنتائج مباحثاته في العاصمة الأميركية حول الطلب الإسرائيلي من الإدارة الأميركية التوقيع على"مذكرة ضمانات"لمنع دخول أسلحة لقطاع غزة. وبناء للردود التي سيتلقاها رئيس الحكومة ايهود اولمرت من الموفديْن سيقرر ما إذا كان سيدعو الى اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة لبحث الردود والبت في وقف النار من عدمه. وكشف أمس أن إسرائيل، وفي موازاة تكثيف عدوانها على القطاع وانتظارها ردود حركة"حماس"على المبادرة المصرية، تعمل أيضاً على مسار سياسي آخر، مع واشنطن بهدف التوصل إلى"تفاهمات"هي في الواقع ضمانات أميركية لضبط تهريب السلاح إلى القطاع. وكشفت صحيفة"هآرتس"أن أبراموفيتش قام بزيارة خاطفة الى واشنطن للتباحث مع مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين وفي وكالات الاستخبارات الأميركية في سبل صوغ ضمانات أميركية لمراقبة دخول أسلحة إلى القطاع وفي المحاور التي تمر هذه الأسلحة فيها ومصادرها، على أن يتم تشديد الرقابة في البحر لمنع وصول صواريخ وأسلحة من دول أفريقية وصواريخ بعيدة المدى من ايران، إلى سيناء ومنها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. وتطالب إسرائيل بأن تشارك دول اوروبية و"حلف شمال الأطلسي"في عملية المراقبة. وأفادت أوساط سياسية رفيعة ان إسرائيل تستعجل التوقيع على المذكرة قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي جورج بوش، لتكون المذكرة ملزمة لإدارة الرئيس الجديد باراك أوباما. وأضافت أنه في حال تم التوصل الى مسودة اتفاق فإن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني قد تتوجه إلى واشنطن اليوم للتوقيع رسمياً على اتفاق رسمي مع نظيرتها كوندوليزا رايس. من جهته ألمح وزير الدفاع ايهود باراك أمس إلى أن المساعي السياسية، المصرية والأميركية، قد تثمر اتفاقا قريبا، وقال إنه"بينما تستمر العملية بهدف تحقيق اهدافها، فإن عيوننا مفتوحة على إمكان التوصل إلى نهاية هذه العملية العسكرية وإكمال النتائج والانجازات الاستثنائية التي حققها الجيش الإسرائيلي بواسطة المؤسسة السياسية". واضاف ان إسرائيل خرجت في حربها هذه"من أجل إعادة الهدوء إلى جنوب إسرائيل ولتؤدي العملية إلى منع تهريب الأسلحة إلى القطاع عند الحدود، ونحن مستمرون في تحقيق الأمرين". إلى ذلك اعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية موافقة"حماس"المبدئية على المبادرة المصرية"صك استسلام"توقعه الحركة و"رفع راية بيضاء"و"مؤشر انكسار". ورأى المعلق العسكري في"هآرتس"أن"حماس"تقبل ب"مبادرة سيئة بالنسبة لها"لن تتيح الادعاء أمام جمهورها أنها حققت انجازا سياسياً في الحرب. وأشارت التعليقات إلى أن"حماس"تقبل مرغمة عودة السلطة الفلسطينية الى القطاع بفعل الضغوط المصرية عليها. واعتبر المعلق العسكري في"يديعوت أحرونوت"أن الشروط المصرية للاتفاق الذي طرح على حماس"تبدو متشددة أكثر حتى من الشروط الإسرائيلية"ووصف هذا"التشدد"بأنه"تصفية حساب مصرية مع حماس". في غضون ذلك شرعت وزارة الخارجية الإسرائيلية بإعداد برامج ل"اليوم التالي"للحرب، لتفادي تضرر صورة إسرائيل في الحلبة الدولية جراء الدمار الذي ألحقته بالقطاع، فضلاً عن قتل وجرح نحو ستة آلاف فلسطيني. كما تشمل البرامج سبل منع"حماس"وايران من تولي مسؤولية إعمار القطاع لمنعهما من تعزيز مكانتيهما في أوساط الفلسطينيين، وعدم تكرار"الخطأ في لبنان". وتسعى إسرائيل إلى أن تكون مهمة الإعمار بيد السلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية بحيث لا تحقق"حماس"أي مكاسب في هذا المضمار. ويتوقع الإسرائيليون أن تزداد صورة إسرائيل سوءاً بعد دخول محطات التلفزة إلى قطاع غزة ونقل حجم الدمار الذي خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية. إلى ذلك أظهر استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة"هآرتس"أمس أن جميع المواطنين اليهود في إسرائيل تقريبا يؤيدون العدوان العسكري على قطاع غزة ويعتبرونه"ناجحا". إذ اعتبر 78 في المئة من الإسرائيليين نسبة اليهود في إسرائيل 80 في المئة العملية العسكرية"ناجحة"، مقابل 13 في المئة اعتبروها فاشلة يبدو أن معظمهم من المواطنين العرب. واعتبر 82 في المئة أن إسرائيل لم تستخدم قوة مفرطة ضد الفلسطينيين في القطاع!. وأشارت الصحيفة إلى إن"هذه النسبة تقول إن كل مواطن يهودي في إسرائيل يؤيد العملية العسكرية وأهدافها وقوة النيران التي استخدمت خلالها وشكل إدارتها". وأكد الاستطلاع أن قوة الأحزاب الكبيرة لم تتغير تقريبا قياساً بالاستطلاعات الأخيرة. إذ أفاد أنه لو جرت الانتخابات اليوم فإن حزب"ليكود"اليميني برئاسة بنيامين نتانياهو سيحصل على 29 مقعدا، وحزب"كديما"بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على 25 مقعدا، وحزب"العمل"برئاسة وزير الدفاع ايهود باراك على 16 مقعدا. وبموجب الأرقام التي أوردها الاستطلاع فإن تكتل أحزاب اليمين المتشدد سيفوز بأكثر من نصف عدد المقاعد البرلمانية ما يمنح نتانياهو فرصة تشكيل الحكومة المقبلة.