دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجدداً إلى وقف النار فوراً في قطاع غزة ثم إتمام التفاوض حول تسوية جديدة، فيما اكدت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان العملية العسكرية ستتوقف فقط بعد أن تضمن إسرائيل أنها حققت الردع وعدم استئناف إطلاق الصواريخ عليها وبعد ايجاد حل لمشكلة تهريب الأسلحة الى القطاع. وقال بان في مؤتمر صحافي مشترك مع ليفني:"خلال لقاءاتي بقادة مصر والأردن وإسرائيل تولّد لدي الانطباع أنه يمكن التوصل على اتفاق لوقف النار في قطاع غزة قريباً. عدد من عناصر الاتفاق الضرورية لوقف النار متوافرة، والأمر متعلق بالرغبة السياسية للحكومة الإسرائيلية". واضاف"يجب وقف العنف قبل الوصول إلى اتفاق لوقف النار يحظى بتأييد الجميع. يمكن البحث في شروط الاتفاق، ومطلبي الآن وقف النار فورا". وزاد أنه وصل إلى إسرائيل"بقلب مثقل إزاء الوضع الذي وصلت إليه نتيجة إطلاق الصواريخ عليها لسنوات من غزة. لقد نددت دائما بهذه الأفعال ودعوت إلى وقفها ورأيت فيها عملاً إرهابياً... لكن الفلسطينيين يعانون أيضاً من القتال، ومعاناة الوضع في قطاع غزة لا تحتمل، لذا أدعو إلى وقف فوري للنار لأمد طويل يحترمه الطرفان". واكد الامين العام"وجوب انتهاء العملية الإسرائيلية والقصف من غزة وعدم العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل العملية". وقال"يجب التأكد من وقف تهريب السلاح الى منظمات الإرهاب واستئناف المفاوضات لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت وفتح المعابر الحدودية بين القطاع وإسرائيل ومصر وإعادة ربط الضفة بالقطاع". واضاف"ان غزة تعاني أزمة إنسانية خانقة وعدداً من المواطنين أصيب، لذا يجب وقف النار والشروع في عملية تأهيل القطاع". ودعا إسرائيل إلى"تطبيق القرار الدولي الرقم 1860 لانه كلما تواصلت العملية اكثر سيقتل عدد أكبر من المدنيين، وهذا وضع لا يطاق". واوضح أنه أعرب عن"احتجاجه الشديد وغضبه العميق"أمام وزير الدفاع ايهود باراك وليفني على قصف مقر الأونروا وطالب بتشكيل لجنة تحقيق. من جهتها، قالت ليفني:"العملية ستتوقف فقط بعد أن تضمن إسرائيل أنها حققت الردع وأن إطلاق الصواريخ عليها لن يستأنف، وبعد ايجاد حل لمشكلة تهريب الأسلحة. وفي حال لم يتم ايجاد حل فإن إسرائيل لن تتردد في التحرك بقوة لضمان وقف التهريب". وأضافت:"منذ ثماني سنوات تتعرض المدن الإسرائيلية إلى الهجمات الصاروخية. سمعنا تنديداً من دول، لكنها لم تفعل أكثر بداعي أن حماس ليست عضوا في الأممالمتحدة. لقد اقرت إسرائيل قبل بضعة اشهر اتفاق وقف النار الذي عرضته مصر مع حماس. في المقابل واصلت حماس مهاجمتنا يومياً، بل زادت مدى صواريخها من 20 إلى 40 كلم. حماس هي العقبة أيضاً أمام الفلسطينيين لإقامة دولتهم. ثمة ضرورة لمواصلة نزع الشرعية عن هذه الحركة كخطوة اتخذها المجتمع الدولي منذ ثلاث سنوات. ممنوع أن نمنح حماس الشرعية قبل أن تدين هذه المنظمة الإرهاب وتعترف بإسرائيل". إلى ذلك أبلغت ليفني نظيرها الألماني فرانك شتاينماير إنه"في أي سياق مستقبلي ووفق أي سيناريو، ستحتفظ إسرائيل لنفسها بحق الدفاع عن النفس، والرد العسكري أيضاً على تهريب الأسلحة، وليس فقط على إطلاق قذائف عليها". وتابعت أن"العملية العسكرية توضح صورة المعسكرات في المنطقة ومن هم اللاعبون في كل معسكر. إنها فرصة لممارسة ضغط أكبر على ايران وعلى نشاطاتها في المجال النووي". من جهته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان قصف مجمع للامم المتحدة في غزة جاء رداً على نيران اطلقها مسلحون فلسطينيون في المجمع على القوات الاسرائيلية. واضاف في تصريحات مذاعة"من الصحيح تماما اننا تعرضنا للهجوم من ذلك المكان. لكن العواقب كانت مؤسفة للغاية واعتذر عنها". نشر في العدد: 16723 ت.م: 16-01-2009 ص: 10 ط: الرياض