سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أجرى سلسلة لقاءات في العراق لتقويم الأوضاع وحض القوميات في كركوك على "حل توافقي" . بايدن سيقدم تصوراً شاملاً الى أوباما لمساعدته في وضع الاستراتيجية الجديدة
استطلع نائب الرئيس الاميركي المنتخب جوزف بايدن مع القادة العراقيين، خلال زيارة الى العراق شملت بغدادوكركوك واربيل، الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد استعداداً لتقديم تصور شامل الى الرئيس الجديد باراك اوباما، تمهيداً لوضع الاستراتيجية الاميركية المقبلة في عهد اوباما. وجاءت الزيارة في وقت تكثفت وتيرة الاجتماعات بين اللجان الاميركية العراقية المشتركة لتنفيذ بنود الاتفاق الامني بين بغداد وواشنطن والذي دخل حيز التنفيذ بداية الشهر الجاري. واستقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس نائب الرئيس الأميركي الذي يزور العراق ضمن آخر جولة يقوم بها كرئيس منتهية ولايته للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. ولم يدل أي من المسؤولين بأي تصريحات بعد الاجتماع. لكن مكتب المالكي أصدر بياناً بعد الاجتماع ذكر فيه ان بايدن"جدد دعم الولاياتالمتحدة للعملية السياسية ولخطوات استعادة السيادة الوطنية". واضاف ان الجانبين استعرضا"التقدم في المسارين الأمني والسياسي". ونقل عن المالكي قوله"حققنا الكثير من الانجازات عام 2008 على صعيد بناء القوات المسلحة والتخلص من الارهابيين والخارجين عن القانون. وجيشنا سيكون في 2009 اكثر استعدادا لتحمل مسؤولياته والتقليل من الاعتماد على القوات الاميركية". واكد"اهمية تبادل وجهات النظر من اجل تطوير العلاقات وزيادة التعاون بين البلدين في جميع المجالات مع دخول العراق مرحلة جديدة من البناء والاعمار والاعتماد على قدراته الذاتية". واضاف المالكي"لم تقتصر انجازاتنا على بناء الجيش والاجهزة الامنية بل شملت نجاحات اخرى على صعيد المصالحة الوطنية، وبناء دولة المؤسسات، وتفعيل دور الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني". وكان بايدن شدد خلال لقائه الرئيس العراقي جلال طالباني الاثنين على"الحاجة الى المصالحة الوطنية". من جهة اخرى، عقد بايدن اجتماعات منفردة أمس مع نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي بالاضافة الى نائبي رئيس الوزراء برهم صالح ورافع العيساوي تركزت بحسب البيانات التي صدرت عقب هذه الاجتماعات على مستقبل الوجود العسكري الاميركي في ضوء الاتفاق الامني بين الحكومتين وتطور الاوضاع السياسية والامنية في البلاد، والعلاقة بين بغداد وواشنطن في ظل الادارة الاميركية الجديدة. كما قام بايدن بزيارة كركوك المتنازع عليها بين الاكراد والعرب والتركمان، والتقى مسؤولين واعضاء في مجلس المحافظة فيها، ومن المقرر ان يتوجه الى اقليم كردستان في ختام زيارته. وفور وصوله الى القاعدة الاميركية في مطار كركوك دعا بايدن"الاطراف السياسية في العراق الى حل توافقي بشأن النزاع في كركوك". واضاف قبل بدء اجتماع مع ممثلين عن القوميات العربية والكردية والتركمانية والمسيحيين ان"حل المشاكل التي تعاني منها كركوك يشكل قضية اساسية للولايات المتحدة في العراق". وتابع ان"الادارة الاميركية الجديدة تنظر باهتمام بالغ الى حل النزاع في كركوك 255 كلم شمال بغداد"الغنية بالنفط. وقال العضو التركماني في مجلس محافظة كركوك تحسن كهية في تصريح الى"الحياة"إن"الاحزاب التركمانية جددت خلال اللقاء مطالبتها باعتبار كركوك اقليما مستقلا وتقسيم السلطات الادارية فيها". ولفت الى"تتابع زيارات المسؤولين الاميركيين لكركوك في الفترة الاخيرة للبحث في السبل الممكنة لحل القضايا العالقة في المدينة من خلال التقريب بين وجهات نظر مختلف الأطراف". وابلغت مصادر سياسية وحكومية مطلعة"الحياة"ان"زيارة بايدن للعراق جاءت لتقويم الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد، من خلال لقائه معظم القيادات السياسية، استعداداً لوضع الاستراتيجية الاميركية الجديدة بشأن العراق من جانب ادارة الرئيس المنتخب باراك اوباما". واضافت المصادر ان"الزيارة كانت متوقعة ولم تكن مفاجئة لأنها جاءت مع اقتراب موعد تسلم اوباما الرئاسة في 20 الشهر الجاري. وكان لا بد من الاضطلاع على الأوضاع عن كثب وتقويم تطورها بزيارة ميدانية لأحد مساعدي الرئيس الجديد لوضع الخطة المقبلة في العراق". ولفتت هذه المصادر الى ان"بايدن سأل خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين عن امكان تحمل السلطات المحلية المسؤوليات الامنية والسياسية التي يفرضها الاتفاق الامني المتمثلة بانسحاب القوات الاميركية في البلاد وانتقال السيادة الى العراقيين". في غضون ذلك، عقدت لجنة التنسيق العراقية - الاميركية العليا الثلثاء اول اجتماع لها بحضور رئيس الحكومة نوري المالكي ومشاركة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، بواسطة الفيديو، لمتابعة الاشراف على تنفيذ اتفاقية الاطار الاستراتيجي التي دخلت حيز التنفيذ مطلع الشهر الحالي. نشر في العدد: 16721 ت.م: 2009-01-14 ص: 17 ط: الرياض