أكد مسؤولون عراقيون إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي التقى امس بالقادة العراقيين الذين لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، أعرب عن أمله في أن يعجلوا بتشكيل الحكومة. وقال اياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق الفائز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان العراقي إن بايدن اجتمع معه ومع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأكد على دعم الولاياتالمتحدة للديمقراطية في العراق. وصرح بايدن ومسؤولون أمريكيون آخرون بأن واشنطن لديها التزام ممتد تجاه العراق على الرغم من التخطيط لإنهاء العمليات القتالية في أغسطس والانسحاب نهائيا بحلول العام القادم. وقال علاوي للصحفيين في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع بايدن في مكتبه ببغداد إنه لم تكن هناك أي مقترحات محددة من نائب الرئيس الأمريكي إنما كان هناك اهتمام باستقرار العراق. ووصل علاوي متأخرا بعض الشيء عن الاجتماع مع بايدن بعد أن عطلته ما قال مساعدوه إنها إجراءات أمنية لنائب الرئيس الأمريكي. وقال علاوي للصحفيين إنها كانت أحاديث صريحة وبناءة وتشير الى دعم الديمقراطية ودعم نتائج الانتخابات في العراق. وقال بايدن في وقت سابق أمام جنود أمريكيين بالقاعدة الامريكية الرئيسية في العراق بالقرب من مطار بغداد الدولي إنه قبل وقت ليس بالبعيد كان العراق بلدا على شفا الحرب الأهلية مضيفا أن تلك هي رحلته الخامسة عشرة أو السادسة عشرة أو السابعة عشرة الى العراق أنه في كل مرة يأتي فيها تتحسن الأمور. وكانت مصادر سياسية عراقية اكدت أن الزيارة المفاجئة التي يقوم بها نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن الى بغداد تأتي في سياق ممارسة الضغوط على الاطراف السياسية كافة لإرغامهم على تشكيل حكومة شراكة توافقية بين علاوي والمالكي ضمن الصيغة التي ترتأيها واشنطن والتي تهدف من خلالها الى إبعاد «النفوذ الايراني» عن الحكومة المرتقبة، وتزامن مع زيارة بايدن تفجير انتحارى نفذته امرأة بحزام ناسف في مجمع محافظ الأنبار مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 39 بينهم 13 ضابط شرطة. وقال مصدر في الشرطة إن الانفجار وقع في منطقة الاستقبال للمجمع شديد التحصين في الرمادي على بعد 100 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة. وذكر مصدر بالمستشفى أن 39 أصيبوا بينهم 13 ضابط شرطة. ووفقا لمصادر حكومية حضرت لقاء بايدن مع وزير الخارجية هوشيار زيباري فان نائب الرئيس الامريكي أعرب عن تفاؤله بقدرة القادة العراقيين في تشكيل حكومية جديدة، كما جدد التزام بلاده بمواعيد انسحاب قوات بلاده العسكرية من العراق وفقا للاتفاقية المبرمة بين البلدين. وبالرغم مما يشاع بأن الحكومة العراقية وتحديدا مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي أبلغ السفارة الامريكية ببغداد رفضها زيارة بايدن للعراق واعلمها ان الوقت غير مناسب لهذه الزيارة، الا ان المتحدث باسم الحكومة والقيادي في ائتلاف المالكي، علي الدباغ أكد في تصريحات ل(المدينة)، ان»الامريكيين هم الاكثر قلقا والاقل تدخلا في قضية تشكيل الحكومة، وهذا الامر لمسه الجميع، نتيجة السياسة التي يتبعها الرئيس اوباما التي تختلف تماما عن سياسة سلفه جورج .بوش»، وفي سياق متصل، أكد مصدر سياسي عراقي مطلع، أن زيارة نائب بايدن كانت متوقعة في الوقت الحالي من أجل الضغط لتشكيل الحكومة بعد اقتراب انتهاء المدة التي نص عليها الدستور العراقي لانتخاب الرئاسات الثلاث، مبينا أن «زيارة بايدن جاءت لإضافة اللمسات الأخيرة على صيغة الحكومة العراقية المقبلة».