بدأ نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس لقاءاته في بغداد للبحث في تسريع المصالحة الوطنية، بعد يومين من انسحاب قوات بلاده من المدن العراقية، فيما تظاهر مناصرون للتيار الصدري تنديدا بزيارته. ولمح أكثر من مصدر عراقي إلى خلاف بين واشنطن وبغداد حول من يجب أن تشمله المصالحة. واكدت مصادر مقربة من بايدن (أ ف ب) انه «التقى قائد القوات الاميركية الجنرال ري ادويرنو والسفير كريستوفر هيل». ومن المقرر ان يلتقي بايدن خلال زيارته الاولى منذ توليه منصبه منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، القادة العراقيين وفي مقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبا الرئيس عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي. وسيلتقي بايدن مسؤولين من الاممالمتحدة في العراق ومنظمات غير حكومية. ووصل بايدن الذي اوفده الرئيس باراك اوباما، مساء الخميس الى بغداد في زيارة مفاجئة تهدف الى تسريع تحقيق المصالحة الوطنية التي اطلقتها السلطات العراقية منذ عام 2006، بعد يومين من انسحاب الجنود الاميركيين من المدن التي انتقلت السيطرة فيها الى الجيش والشرطة العراقيين. واشار بيان للبيت الابيض الى ان بايدن «سيبحث مع القادة العراقيين اهمية النجاح في العملية السياسية اللازمة لضمان استقرار البلد على المدى البعيد». كما اشار البيان الى انه سيعمل مع اوديرنو وهيل على تنفيذ الاتفاق الامني الموقع بين بغداد وواشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لتطبيق الانسحاب الكامل من العراق. ويسعى البيت الابيض عبر هذه الزيارة الى التأكيد للعراقيين ان العراق ما زال في مقدم اولوياته. وقال وثاب شاكر رئيس لجنة المصالحة في مجلس النواب الخميس «اعتقد ان بايدن يحمل اقتراحات تتعلق بالمصالحة الوطنية، وننتظر لمعرفة ما يحمل في جعبته لنتمكن من دراسته». وتابع: «اذا كان المشروع واقعيا وجديا سنأخذ به». واضاف: «لكن المصالحة مسؤولية جميع العراقيين الذين يجب ان يتحاوروا في ما بينهم، ويتصالحوا ويتخلوا عن ثقافة العنف». من جانبه، استنكر التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر زيارة بايدن. وقال الشيخ سهيل العقابي خطيب صلاة الجمعة في مدينة الصدر امام آلاف المصلين: «نستنكر الزيارات المفاجئة التي يقوم بها المسؤولون الاميركيون، وآخرها زيارة نائب الرئيس»، وطالب: «المصلين بالتظاهر بعد الصلاة رفضا للزيارة». ورحبت مصادر مقربة من المالكي بالزيارة، مقرة بوجود خلافات بين بغداد وواشنطن حول «مفهوم المصالحة والجهات التي يجب ان تشملها». اما وزير الخارجية هوشيار زيباري فقال لدى استقباله بايدن في مطار بغداد، ان «هذه الزيارة تأتي في لحظة مهمة جدا بعد انسحاب القوات الاميركية من المدن والبلدات العراقية». واضاف أنه «سيعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء نوري المالكي وقادة مهمين آخرين»، من دون ان يوضح المدة التي ستستغرقها الزيارة. ورفضت الناطقة باسم السفارة الاميركية في بغداد سوزان زيادة التعليق على الزيارة، مكتفية بالقول ل «الحياة» انه «سيجتمع مع القيادة العراقية وقادة الجيش الاميركي وسيبحث معهم تطبيق الاتفاق الامني بين البلدين». من جانبه، اعتبر النائب عن «الائتلاف العراقي الموحد» المقرب من المالكي عباس البياتي، تكليف الرئيس اوباما نائبه متابعة ملف العراق «دليلاً على اهتمام الادارة الاميركية الجديدة» وقال ان «ذلك يفند الادعاءات التي كانت تقول ان اوباما سيدير ظهره للعراق ويركز على افغانستان». وزاد ان «بايدن سيركز على قضيتين هما الحدود الادارية وقانون النفط والغاز». وأوضح ان «مسألة الحدود الادارية اشارة واضحة الى دستور إقليم كردستان الذي اثار خلافا كبيرا لأنه نص على ضم كركوك والمناطق المتنازع عليها من طرف واحد». وأضاف ان «الهدف من الزيارة هو تقريب في وجهات النظر بين السياسيين العراقيين»، موضحا ان «هناك خلافاً بين واشنطن وبغداد حول مفهوم المصالحة على رغم نجاح حكومة المالكي في انجاز ملفات مهمة لا سيما ما يتعلق بضباط الجيش السابق واستيعابهم في الجيش الحالي أو إحالتهم على التقاعد». وتابع: «نرحب بحجم الاهتمام الاميركي بالعراق ولكننا نختلف معهم في ما يتعلق بالمصالحة»، لافتا الى ان «المصالحة لن تشمل بأي حال من الاحوال حزب البعث لأنه محظور دستورياً».