كلّما نشبت حرب على مدينة عربية، يهبّ المغنون الى تسجيل أغان تضامنية وتصوير"فيديو كليبات"، فتغصّ الشاشات والإذاعات بأغان من هنا وهناك، قليل منها يخدم القضية ولا يزعج الأذن. وكأن هؤلاء الملحنين وكتاب كلمات الأغاني والمغنين، يحتاجون كل سنتين الى حرب جديدة ليتذكروا أن هناك ما يُسمى أغان وطنية اجتماعية-سياسية يفتقدها المواطن العربي. الآن وفي ظلّ المحرقة التي تتعرّض لها غزّة، قررت مجموعة من المغنين العرب إجراء تعديلات على سيناريوات كليباتهم الغنائية الجديدة، لتتفق مع الاحداث الجارية. اللافت ان هذه الكليبات لا علاقة لها بالاغاني الوطنية وجميعها تدور في اطار عاطفي. وكان من المفترض أن تظهر في القنوات الغنائية في الاطار المعتاد في الكليبات السابقة. فاجأتنا اللبنانية نانسي عجرم بتعديلات على كليبها الجديد"لمسة إيد"للمخرجة ليلى كنعان، راغبة ان يظهر متضامناً مع اهل غزة في المحنة التي يعيشونها حالياً! وبعد أن كان من المفترض ان تظهر نانسي في السيناريو القديم للكليب في حالة غضب عارم بسبب ابتعاد حبيبها عنها وعدم تقديره لمشاعرها المتدفقة نحوه واشتياقها لمجرد لمسة يد حنونة منه، تغيّر السيناريو لتظهر الفتاة الجميلة سعيدة لأن حبيبها تركها لينضم لفصائل المقاومة ضد جنود الاحتلال، وكانت نانسي عجرم ألغت، كمعظم الفنانين، حفلتها التي كان من المقرر إحياءها في دبي، مؤكدة أنه"لم يكن من المنطقي ان تقف لتغني وابناء فلسطين العزيزة يذبحون بهذا الشكل المأسوي". وتراجع علي الحجار عن السيناريو الذي سبق ووضع لتصوير أغنية"آدم وحواء"وهي من ضمن أحدث ألبوماته. فاتفق مع المخرج ياسر سامي على اضافة مجموعة من المشاهد التي تتعرض لها غزة حالياً، بعدما كان السيناريو السابق يدور في اطار عاطفي بينه وبين حبيبته بعيداً من أي صراعات او مجازر دموية. وفي الوقت الذي كان من المقرر ان يبدأ تصوير أغنية"نقطة دم"لمجموعة من المغنين مع بداية العام الحالي، بهدف حض المواطنين على التبرع بالدم لإنقاذ مرضى عاديين، تبدّلت الأحداث ليضاف اليهم مرضى ومصابون في العدوان على غزة. و"نقطة دم"من كلمات جاسر المصري وتلحين محمد خليل وتوزيع طارق حسيب، وغناء نانسي عجرم وسناء موزيان وحسين الجسمي وخالد سليم وديانا كرازون. وتردّد أن اللبنانية ميريام فارس طلبت من المخرج وسام سميرة، بعد الانتهاء من تصوير أغنية"أيام الشتي"في باريس، إضافة مجموعة من مشاهد القصف العشوائي والدمار التي تتعرض له غزة. لكن سميرة رفض لأن لا علاقة بين كلمات الأغنية والمشاهد المصوّرة، وما تطلبه فارس. وكالعادة لا بدّ من أوبريت غنائية تنخر الآذان بين نشرات الأخبار. فقد بدأ عدد من المحطات بث أوبريت"أكيد في بكرة"من كلمات محمد شعث وألحان نادر مطيع، وتوزيع الأردني خالد مصطفى، وغناء كل من الأردنيين يحيى صويص ونادر مطيع وغزل شعشاعة والفلسطينية ماغي يوسف. وكما للمغني دوره، للإعلامي أيضاً الحق في قول ما يريده في مثل هذه الأحداث، إذ سجّل مذيع برنامج"وانت مروّح"الذي يبث عبر إذاعة صوت الغد الأردنية مازن دياب، مغناة جديدة عنوانها"أنا عربي"بمشاركة مجموعة من الفنانين الأردنيين من بينهم مجد أيوب وملك الناصر وحسين السلمان وروز الور وفراس طعيمة."أنا عربي"من كلمات وألحان فادي مسلّم، وستصوّر في فيديو كليب مع المخرجة الأردنية غادة سابا. وسجل المغني الأردني طوني قطان أخيراً أغنية بعنوان"راح ترجع فلسطين"من كلماته وألحانه وتوزيعه. ومن المقرر أن تصور الأغنية خلال الأيام المقبلة مع المخرج بلال المصري في الأردن.