دعت قطر أمس رسمياً الجامعة العربية إلى عقد اجتماع طارئ على المستوى الوزاري في أسرع وقت ممكن، بعد رفض إسرائيل الامتثال لقرار مجلس الأمن الرقم 1860 الذي يدعو إلى وقف العدوان على غزة، فيما تواصلت التظاهرات المنددة بالعدوان في عواصم عربية وغربية واستمر تدفق المساعدات على القطاع. ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله ان الهدف من الاجتماع"درس تقرير اللجنة الوزارية العربية عن مهمتها في مجلس الأمن والتشاور في شأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها لمواجهة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة". وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تلقيه الطلب القطري، وقال إن الاجتماع سيعقد وأن"الاتصالات والترتيبات تجري لتحديد المكان واليوم، وما إذا سيكون في الكويت أو في مقر الجامعة"في القاهرة. وقال موسى إن القمة العربية الاقتصادية ستعقد في موعدها ومكانها المقررين في 19 و20 كانون الثاني يناير الجاري في الكويت، وان"القادة العرب سيناقشون الوضع في غزة وكيفية المساعدة على إعادة بناء البنية الأساسية في القطاع". وأضاف خلال لقاء مع صحافيين أمس محوره القمة الاقتصادية، إن"الظروف الحالية تجعلنا نشعر بالحزن والأسى، وربما الخجل مما يجري في غزة. لكن يجب عقد هذه القمة". وأقر بأن"مشاكل كثيرة تواجهها هذه القمة، وعلى العرب التعامل معها والاتفاق على خطط جماعية للتغلب عليها". واعترف بأن"سقف التوقعات من القمة انخفض ولم نقل أنها ستكون قاطعة، وحاسمة والأمور ستتغير بعدها". ورفض موسى الانتقادات للقرار لعدم استشارة حركة"حماس"باعتبارها"الطرف المعني"قبل طرحه، مؤكداً أن"الطرف المعني هو العالم العربي، والعرب وجامعتهم مسؤولون عن القضية الفلسطينية منذ 60 عاماً، فكيف يقال للجامعة والوفد الوزاري المنبثق عنها إنه ليس مسؤولاً عن القضية". وتساءل:"هل المطلوب أن أرفع يدي بالكامل؟". واستدرك:"العرب مسؤولون عن القضية الفلسطينية لأننا كلنا دفعنا ثمناً ولأنها أثرت فينا جميعاً، ولم يذهب الوفد العربي إلى مجلس الأمن مفوضاً من حماس أو فتح، فالقضية الفلسطينية تعاني بسبب هذين الفصيلين". ولفت إلى خطورة الوضع العربي وإلى أن"وجود الجامعة بات مزعجاً لبعض الأطراف، لأنها تريد التعامل مع الدول العربية فرادى"، مشيرا إلى ما جرى في اجتماعات"الاتحاد من أجل المتوسط"، وما أظهرته"بعض الدول التي لا تريد الجامعة في الاتحاد لأن إسرائيل تعترض". من جهة أخرى، نقلت شاحنات فلسطينية إلى غزة أمس عبر معبر رفح المصري 100 طن من الأدوية والمساعدات الطبية وعدداً من سيارات الإسعاف، كما عبرت 15 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية عاجلة أمس جسر الملك حسين 55 كلم غرب عمان متوجهة إلى غزة. وقال الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية محمد ماجد العيطان في بيان إن"القافلة تتألف من 15 شاحنة محملة أغذية ومواد طبية، منها شاحنتان محملتان بالمياه وشاحنة محملة بالخبز". وأضاف أن"القافلة تحمل كذلك ثلاثة أجهزة لغسل الكلى وجهاز إنعاش وألف وحدة دم وألف وحدة بلازما مخصصة لمستشفى الشفاء في غزة". ودخل وفد برلماني أوروبي غزة أمس من مصر. وقالت نائب رئيس البرلمان الأوروبي لويسا مورغنتيني التي تقود الوفد في رسالة إلكترونية إن النواب، وعددهم ثمانية، عبروا معبر رفح إلى القطاع حيث سيبقون حتى يوم غد الثلثاء لتقويم الوضع هناك. وسيزور النواب الثمانية ونائب في مجلس الشيوخ الإيطالي مخيمات لاجئين ومستشفيات غزة مع أعضاء في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا". وأوضحت مورغنتيني أن الوفد الذي تتمثل فيه مجموعات نيابية عدة، سيطلع البرلمان الأوروبي لدى عودته إلى ستراسبورغ الأربعاء على ما شاهده وسيعقد مؤتمراً صحافياً. وشكرت"السلطات المصرية وأونروا لتعاونهما ودعمهما". ووصلت طائرة برازيلية محملة مساعدات إنسانية لأهالي القطاع إلى الأردن أمس. وحطت الطائرة التي تحمل 14 طناً من المستلزمات الطبية والأدوية والأغذية، وهي مقدمة من الحكومة البرازيلية، في مطار ماركا في عمان فجر أمس. وقدر العيطان أن"جميع هذه المساعدات ستصل إلى القطاع مطلع الأسبوع المقبل نظراً إلى الظروف السائدة حالياً". وفي القاهرة، أعلنت جماعة"الإخوان المسلمين"أن أجهزة الأمن اعتقلت 16 من أعضائها في محافظة الإسكندرية على خلفية مشاركتهم في مسيرات تضامناً مع غزة. وقالت مصادر في الجماعة إن بين المعتقلين عضوين في المكتب الإداري للجماعة في المحافظة. وطالبت الجماعة بمحاكمة القادة الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية أو المحاكم الأوروبية والأميركية على"جرائم الحرب التي يرتكبها قادة العدو الصهيوني ساسةً وعسكريين في غزة". وخرج آلاف المتظاهرين في الولايات المتحدة وكنداوالمكسيك احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على القطاع وتضامناً مع الفلسطينيين. وتجمع عشرة آلاف شخص أمام البيت الأبيض في واشنطن، وهم ينشدون"فلسطين حرة"، بينما ألقى قادة وناشطون كلمات من على منصة. وفي كندا، شارك آلاف الأشخاص في تظاهرات سارت في مدن عدة للمطالبة بوقف المعارك في غزة. ففي مونتريال، تظاهر نحو ألفي شخص في شوارع وسط المدينة، مرددين هتافات ضد الدولة العبرية بينها:"إسرائيل قاتلة"، كما رفعوا لافتات تطالب ب"وقف فوري لإطلاق النار". وتصدر التظاهرة التي سارت في هدوء قادة الاتحادات النقابية في كيبيك الذين دعوا إلى التظاهر. ورفع بعض المتظاهرين دمى ملونة بالأحمر تمثل أطفالاً قتلهم الجيش الإسرائيلي. واحتج مئات المتظاهرين في المكسيك على"الهجوم الصهيوني الإجرامي"أمام السفارة الأميركية في وسط مكسيكو. ورشق عدد منهم بوابة السفارة بالأحذية التي أشعل بعضها. ورفعوا لافتة علقوها على باب السفارة كتب عليها:"اوقفوا العدوان الإجرامي الصهيوني". ورددوا هتافات مؤيدة للشعب الفلسطيني. وتظاهر آلاف الاشخاص أمس في قلب مدريد للتنديد ب"الإبادة"التي تنفذها إسرائيل في غزة. ورفع المتظاهرون لافتات كبيرة كتب عليها:"أوقفوا الابادة في فلسطين"على طول الطريق الذي سلكته المظاهرة التي شارك فيها ممثلو الأحزاب اليسارية، وبينها الحزب الاشتراكي الحاكم واتحادات النقابات. كما شارك في المسيرة مهاجرون من المغرب العربي، وشخصيات أدبية وسينمائية. وشهدت بروكسيل تظاهرة حاشدة للمطالبة بوضع حد"للمذابح الإسرائيلية"في غزة ورد فعل أقوى من جانب الاتحاد الأوروبي عليها. وتجمع المتظاهرون أمام إحدى محطات السكك الحديد في المدينة حيث انطلقوا إلى وسط المدينة تلبية لنداء عشرات من الأحزاب والنقابات والجمعيات. وقُدر عددهم بنحو عشرة آلاف أو 15 ألف شخص. أما في جاكرتا، فتظاهر عشرون ألف إندونيسي على الأقل أمس احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي. وتجمع المتظاهرون مع عائلاتهم بهدوء بدعوة من"حزب العدالة والتنمية"، أحد التشكيلات الإسلامية الرئيسة في البلاد. ورفعوا أعلاماً فلسطينية ولافتات كتب عليها:"انقذوا فلسطين"و"قاطعوا المنتجات الإسرائيلية، وحرروا فلسطين". ودعت مجموعة بارزة من الجالية اليهودية في بريطانيا أمس إسرائيل إلى وقف فوري لهجومها على غزة، معربة عن اعتقادها بأن العملية العسكرية لن تحقق الأمن للدولة العبرية ومن شأنها زيادة التطرف. وقال أفراد المجموعة في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة"الأوبزرفر"إنهم ينظرون"برعب"إلى حصيلة الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 870 فلسطينياً. ورأت المجموعة التي تضم رجال دين بارزين وأساتذة جامعيين وسياسيين أنه"عوضاً عن ضمان الأمن لإسرائيل، فإن العملية المستمرة في غزة ستؤدي إلى عواقب زيادة التطرف وزعزعة استقرار المنطقة وتفاقم التوتر في الداخل الإسرائيلي". نشر في العدد: 16719 ت.م: 12-01-2009 ص: 13 ط: الرياض عنوان: اتصالات لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب