أعربت المملكة عن تنديدها بالاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة داعية إلى موقف عربي أكثر قوة واتحادا في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني في كلمته أمام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري أمس في القاهرة "إنه لم يعد من المعقول أو المقبول أن يمر هذا العدوان الجديد دون عقاب وإن المواقف العربية السابقة التي لم تتجاوز الحناجر والسعي وراء قرارات ملزمة من مجلس الأمن جعلت إسرائيل ترمي بالمطالب العربية ومطالب المجتمع الدولي وشعوب العالم المحبة للسلام عرض الحائط". وحذر مدني من تطور الموقف في غزة واستمرار إسرائيل في عدوانها على الأبرياء وتدمير البنية التحتية، مؤكدا على ضرورة أن يكون الموقف العربي الموحد هو الطريق الوحيد لإفهام "إسرائيل" أنها لن تنجح في سياساتها العدوانية. وقرر الوزاري العربي تكليف لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي إزاء مجريات عملية السلام المعطلة بما في ذلك جدوى استمرار الالتزام العربي في طرح مبادرة السلام العربية كخيار استراتيجي، وكذلك إعادة النظر في جدوى مهمة اللجنة الرباعية ودورها في ضوء عجزها عن إحراز أي إنجاز باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل. كما قرر المجلس في قراره الختامي أمس قيام لجنة وزارية عربية بزيارة قطاع غزة تأكيدا للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وأكد المجلس عروبة القدس ورفض كافة الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة وغير القانونية التي تستهدف تهويد المدينة. ودان وزراء الخارجية العرب بشدة العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين في القطاع غزة، وتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالشعب الفلسطيني، والعمل على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم للعدالة. كما أعرب المجلس عن التأييد ودعم الجهود التي تبذلها مصر بالتنسيق مع فلسطين لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والتوصل إلى تهدئة تؤدي إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية وحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان قطاع غزة. وأكدوا على العمل على تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة والخاصة بإنهاء الحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي على قطاع غزة وإعادة إعماره وبخاصة القمة العربية الاقتصادية التي عقدت بالكويت 2009 والقمة العربية العادية التي عقدت في سرت 2010 ونتائج اجتماع قمة شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة في مارس 2009 ومطالبة الدول المانحة بالوفاء بتعهداتها في هذا الصدد وذلك بالتنسيق مع دولة فلسطين. وطالب الوزراء الفصائل الفلسطينية بسرعة تنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بالقاهرة في 4 مايو 2011 وكذلك ما جاء في اتفاق الدوحة عام 2012 واجتماعات القاهرة التي ضمت كافة الفصائل الفلسطينية في فبراير 2012 لتحقيق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني. وطالب الوزراء الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بدعم التوجه الفلسطيني يوم 29 نوفمبر الحالي برفع مكانة دولة فلسطين القائمة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية إلى دولة غير عضو إلى أن يصدر مجلس الأمن توصية بقبول فلسطين عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة. وعالميا، اندلعت تظاهرات احتجاجية ضد إسرائيل في العواصم الأوروبية، فيما اعتبر البيت الأبيض "أن من حق الإسرائيليين أن يدافعوا عن أنفسهم ويتخذوا قراراتهم حول التكتيك الذي سيلجؤون إليه". إلى ذلك وصل رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أمس إلى القاهرة لبحث الأوضاع في غزة، بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وكشفت الحركة النقاب عن اتصالات واجتماعات أجراها الزعيمان بمشاركة الرئيس المصري محمد مرسي لبحث إمكانية التهدئة. في سياقٍ متصل أحجمت حركة حماس عن التعليق على الأنباء التي تواترت عن أسر جنود إسرائيليين بغزة، وقال الرشق" بخصوص أسر جنود صهاينة، لا ننفي ولا نؤكد". وكانت محطة تلفزة محلية في غزة قد أكدت إسقاط طائرة حربية إسرائيلية أمس الأول وأن المقاومين تمكنوا من أسر طيارين إسرائيليين اثنين.