تظاهر مئات في عواصم عربية وغربية عدة، احتجاجاً على المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قانا. وتوعدت فصائل فلسطينية بالرد"في العمق الصهيوني"، واعتبرت كتائب"شهداء الأقصى"أن"أميركا وبعض الدول الغربية من الآن فصاعدا في مربع الاستهداف"، مؤكدة أن"الخيارات مفتوحة للمقاومة في لبنانوفلسطين". وقالت كتائب الأقصى في بيان أمس:"نعتبر المجزرة التى ارتكبتها الطائرات الحربية الصهيونية في بلدة قانا ... مجزرة بغطاء عربي كامل للنيل من المقاومة في لبنانوفلسطين. ونعتبر أميركا وبعض الدول الغربية من الآن فصاعدا في مربع الاستهداف لنا وللأمة العربية. والخيارات مفتوحة للمقاومة في لبنانوفلسطين". وحذر من"الاستمرار في الدعم غير المسبوق للسياسة الامبريالية الصهيونية"، مؤكدا ان"هذا الدعم هو بداية انتفاضة شعبية عربية". ودعت الفصائل الفلسطينية إلى"توحيد الجهود في ردها على هذه الجرائم المتكررة بحق المدنيين في فلسطينولبنان"، مشددة على أن"القصف بالقصف والقتل بالقتل والرعب بالرعب". وفي السياق نفسه، أعلنت"سرايا القدس"الجناح العسكري لحركة"الجهاد الإسلامي"أنها أصدرت تعليمات لعناصرها بالتحرك ميدانياً للرد على قصف قانا. وقال ناطق باسمها:"نظرا إلى الاعتداءات المتكررة والمذابح الكبيرة التى ارتكبها العدو الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزةوالضفة الغربية وفي جنوبلبنان، صدرت تعلمات جديدة للذراع العسكرية للحركة، خصوصاً في الضفة الغربية، للعمل وبسرعة كبيرة على تنفيذ عمليات استشهادية داخل العمق الصهيوني". وأضاف:"نتوقع أن تكون هناك موجات من العمليات الاستشهادية تضرب المدن الصهيونية كافة خلال أيام. أينما يتمكن المجاهدون من الوصول، سيصلون بإذن الله وسيضربون في كل المدن الصهيونية رداً على هذه المجازر المتكررة". وفي القاهرة، استنكر الأزهر الشريف"المجزرة البشعة". واعتبر بيان أصدره"مجمع البحوث الاسلامية"، وهو أرفع هيئة علمية في الأزهر، أن الهجوم"وحشي أثيم". ودانت دار الافتاء المصرية"الاعتداء الاسرائيلى الآثم"في بيان منفصل. وحمّلت جماعة"الإخوان المسلمين"حكاماً عرباً مسؤولية"توفير غطاء لإسرائيل مكنها من ارتكاب مذبحة قانا". وقال مرشد الجماعة محمد مهدي عاكف إن"أنظمة عربية تكفلت بتوفير الغطاء لإسرائيل والولايات المتحدة لارتكاب مجزرة جديدة في المدينة التي شهدت مجزرة العام 1996". واعتبر ان ما جرى هو"سياسة ثابتة لإسرائيل مستغلة مساندة حكام عرب لها". ونظم أكثر من 100 نائب في مجلس الشعب المصري تظاهرة، يتقدمهم أعضاء كتلة"الإخوان"البالغ عددهم 88، احتجاجاً على الهجوم على قانا، كما شارك فيها عشرات النشطاء. وبدأت المسيرة أمام مبنى المجلس وانتهت أمام مبنى جامعة الدول العربية القريب. وحاول المتظاهرون التوجه إلى مبنى السفارة الأميركية القريب، لكن قوات الأمن منعتهم. وحملوا لافتات كتبت على إحداها عبارة:"هدية كوندوليزا رايس لاطفال العرب: مذبحة قانا"، كما رفعوا صوراً للأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله والعلمين اللبنانيوالفلسطيني. وأعلن النواب إرسال وفد منهم إلى لبنان للتعبير عن تضامن الشعب المصري مع نظيره اللبناني في الأزمة الحالية. ورفعوا مذكرة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى دعت إلى تفعيل اتفاق الدفاع العربي المشترك ولجنة المقاطعة العربية، ومقاضاة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتفعيل الدعوة التي أطلقتها الجامعة بإعلان التعبئة العامة، ومطالبة البلدان العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بقطع هذه العلاقات فورا. وفي دمشق، اعتصم مئات اللبنانيين والسوريين أمام مبنى الاممالمتحدة في العاصمة السورية استنكارا للقصف الاسرائيلي على قانا. وحمل المتظاهرون أعلاماً سورية ولبنانية وصوراً للرئيس السوري بشار الاسد ونصرالله ورفعوا شعارات تندد بإسرائيل، هاتفين:"خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سيعود"، و"يا نصرالله يا حبيب بدنا تضرب تل ابيب". وشارك في المسيرة مئات اللبنانيين النازحين إلى دمشق هرباً من القصف الاسرائيلي وممثلون للاتحاد الوطني لطلبة سورية. ونفذ مئات الفلسطينيين اعتصاماً مماثلاً أمام مقر الاممالمتحدة في غزة. ورفع المعتصمون الذين احتشدوا بدعوة من شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية لافتات تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الانسانية والاخلاقية والقانونية ووقف العدوان الاسرائيلي وملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين وتقديمهم للعدالة. ورددوا هتافات منددة بالصمت الدولي والعربي ازاء ما يحدث في فلسطينولبنان. وأعربت الشبكة منظمة الاعتصام في كلمة ألقاها أحد أعضائها عن"التضامن التام ووقوفنا مع الأشقاء في لبنان في معاناتهم وما يواجهونه من جرائم حرب يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي". ودعت"كل منظمات المجتمع المدني العربي إلى تفعيل تضامنها مع الأشقاء في لبنان وأخذ زمام الأمور للضغط على الأنظمة العربية للخروج عن صمتها وإجبارها على التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي". وسلم المشاركون في الاعتصام مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مذكرة طالبوا فيها ب"إرسال لجان تحقيق وتقصي حقائق للتحقيق في المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ويستعمل فيها الأسلحة المحرمة دولياً". وشددوا على ضرورة أن"تتحمل الأممالمتحدة مسؤوليتها في وقف العدوان الهمجي على لبنانوفلسطين وحماية المدنيين".