غادر إلى دمشق أمس وفد حركة"حماس"إلى القاهرة، للتشاور في شأن ردود مصر على تحفظات الحركة عن مبادرتها لوقف العدوان على غزة، قبل إعطاء رد نهائي عليها. وكشف قيادي رفيع في"حماس"إنها رفضت عرضاً مصرياً لتهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل، مؤكداً أنه"لا تزال هناك تفاصيل كثيرة في حاجة إلى البحث فيها حتى يمكن القول إننا توصلنا إلى اتفاق مبدئي". وبقي في القاهرة من وفد"حماس"القياديان عماد العلمي وأيمن طه، في انتظار عودة رفاقهم برد على المبادرة من دمشق. وقال مصدر في الحركة ل"الحياة"إن لقاء الوفد مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان استمر ساعتين أمس. وأوضح أن عرض التهدئة الطويلة هو"من النقاط العالقة التي تتحفظ عنها الحركة وتحتاج إلى درس وبحث تفصيلي". وتساءل:"لماذا لا تكون فترة التهدئة ستة شهور أو سنة؟". وأشار إلى أن بين تحفظات"حماس"عن المبادرة المصرية لوقف النار"مسألة وجود قوات دولية في القطاع، وكذلك البند المتعلق بالانسحاب الإسرائيلي. وهل هو انسحاب كامل أم ستحتفظ إسرائيل بنقاط مراقبة وأماكن استراتيجية أم ستضع فترة اختبار، وبناء على سلوك الحركة سيتم الانسحاب". وأوضح أن المبادرة"لا تتناول كيفية الانسحاب وآلياته وليس هناك جدول زمني لهذا الانسحاب، إضافة إلى عدم وجود ضمانات لتحقيق ذلك إذا التزمت حماس بوقف إطلاق الصواريخ". واعتبر أن"بعض القضايا غير واضحة، ومنها على سبيل المثال ترتيبات تشغيل المعابر وآلية التشغيل ومسألة التعهد بعدم تهريب أسلحة"، لافتاً إلى أن"المقاومة لا تستورد أسلحة في شكل قانوني كي تتعهد بهذه المسألة". وأوضح أن"الحركة تسعى إلى تحسين بنود المبادرة وأن يكون الاتفاق ورقة متكاملة تنفذ بالتوازي وليس خطوت متتالية من دون آلية محددة وسقف زمني". ورأى أن"البند المتعلق بالمصالحة الوطنية غير واضح ويحتاج إلى مزيد من التفسير"، مشيرا إلى"ورود منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني"، وتساءل:"هل الاعتراف بالمنظمة والالتزام بتعهداتها شرط لتحقيق هذا البند؟". في المقابل، قال مصدر مصري موثوق به ل"الحياة"إن مستشار رئيس الوزراء التركي الدكتور أحمد داود أوغلو الذي زار القاهرة أمس لم يحضر اجتماع سليمان مع وفد"حماس". وشدد على أن الدور التركي"مسهل للحل"، مستنكراً الحديث عن"حساسية مصرية"إزاء دور أنقرة. وذكر بأن"المصريين هم من أقحموا الأتراك عندما طرح وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في أنقرة لدى بدء العدوان الإسرائيلي مبادرة مصرية - تركية مشتركة". ورأى أن"حضور تركيا سيعزز أي اتفاق يتم التوصل إليه وسيزيد من ضمانات تنفيذه، خصوصاً أن موقف الاتراك متوازن". وتوقع"أن يكون للأتراك دور في متابعة أي اتفاق لوقف النار والإشراف على تنفيذه". وأشار إلى أن"مصر تسعى من خلال مبادرتها إلى التوصل إلى حل متوازن يحفظ ماء وجه الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، لأن إسرائيل لن تقبل بوقف عدوانها على غزة من دون أن تشعر أنها حققت مكاسب، وكذلك الفلسطينيين". وشدد على"الحرص المصري على الوقف الفوري للعدوان في أسرع وقت لحماية أرواح الفلسطينيين". ورأى أن"المبادرة المصرية في مصلحة حماس، وهناك بنود تجعل حماس توقف إطلاق الصواريخ مقابل مكاسب". لكنه شدد على"حرص مصر على أن لا تنكسر حماس أو تنهار لمنع حدوث فوضى في غزة". وحذر من أن"أي هزيمة أو انكسار لحماس سيتسبب في إحداث فوضى كبيرة في القطاع، ونحن نريد تجنب حدوث ذلك". وأشار إلى أن"أي اتفاق سيتم التوصل إليه في شأن المبادرة يجب أن يتم التوافق عليه فلسطينياً، بحيث يحظى بقبول حركة حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس". من جهته، شدد ممثل"حماس"في لبنان أسامة حمدان على أن"أي اتفاق في شأن تشغيل معبر رفح يجب أن توافق عليه الحركة وتشارك في صوغه"، معتبراً أن"تجاوز حماس انتهى وقته... ونحن موجودون في كل قضية". وأضاف:"لن نقبل بأي شيء يمس المقاومة... والتهدئة الطويلة مرفوضة وضمانات اتفاق التهدئة السابق غير مقبولة. ونحن نريد جهة مراقبة لمتابعته". وأكد أن"من يحدد موقفنا من قضية الصواريخ واستخدمها هي المقاومة. والأولوية لوقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي لأن الصواريخ خارج المعادلة. ولا يمكن أن نعطي الإسرائيليين بالسياسة ما فشلوا في تحقيقه عسكرياً". من جهة أخرى، نقلت وكالة"فرانس برس"عن مسؤول مصري أن اثنين من رجال الشرطة المصرية وطفلين أصيبوا أمس قرب الحدود مع غزة بشظايا صواريخ إسرائيلية أطلقت على القطاع. وقال المسؤول إن الشرطيين"اصيبا بشظايا صواريخ عندما قصف سلاح الجو الإسرائيلي المنطقة الحدودية"من دون أن يحدد مدى خطورة اصابتيهما. وأضاف أن الضربات استهدفت أنفاقاً للتهريب على بعد 400 متر من الحدود المصرية. وكان شهود قالوا لوكالة"رويترز"أمس إن طائرات إسرائيلية تحلق فوق الأراضي المصرية خلال طلعاتها الهجومية في منطقة الحدود. وقال الشهود الذين قضوا ساعات طويلة قرب معبر رفح إنهم رأوا الطائرات الإسرائيلية تحلق مرات عدة على مستوى منخفض، لدرجة أنه كان واضحاً أنها تطير فوق الأراضي المصرية. وقال ناطق عسكري اسرائيلي إن"لا تعليق فورياً"لديه. نشر في العدد: 16719 ت.م: 12-01-2009 ص: 13 ط: الرياض