اعترضت أطراف كردية أمس على تحركات للجيش العراقي في كركوك، في مؤشر إلى تصاعد الأزمة بين الحكومة المركزية في بغداد واقليم كردستان، فيما طالبت الاحزاب العربية بتطبيق اتفاقها مع رئيس الجمهورية جلال طالباني حول الادارة المشتركة للمدينة. وابدى الأكراد تخوفا امس من تحرك وحدات من الجيش العراقي قرب كركوك وقال المحافظ عبدالرحمن مصطفى ل"الحياة""إن الاحزاب الكردية في المدينة عقدت اجتماعا للبحث في التحركات التي تقوم بها الفرقة 12 من الجيش العراقي المرابطة على أطراف المدينة". وأضاف أن"الوضع الأمني مستتب في مناطق كركوك، ولا حاجة إلى نشر قوات عسكرية فيها". والفرقة 12 قوة عسكرية تابعة للسلطة المركزية في بغداد انشئت بإيعاز من وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي في تموز يوليو الماضي بعد الجدل الذي ثار حول الجهة التي من حقها فرض النفوذ العسكري في كركوك. وكان توزيع المناصب العسكرية في الفرقة مقسما بين المكونات السكانية للمدينة مع بروز للقيادات العسكرية العربية في مقابل قوات عسكرية وأمنية يغلب عليها الطابع الكردي. ويستعد رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة اقليم كردستان هذا الاسبوع، في محاولة لإيجاد حل لملفات عالقة بين الطرفين ابرزها التعديلات الدستورية، وقانون النفط والغاز، و"مجالس الاسناد"، والمادة 140 من الدستور، وحدود صلاحيات قوات"البيشمركة"الكردية والعلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم. وتأتي زيارة المالكي بعد جدل سياسي تصاعد في بغداد مؤخرا حول سعي الاكراد، بالتحالف مع"المجلس الاسلامي الاعلى"، بزعامة عبدالعزيز الحكيم و"الحزب الاسلامي"، بزعامة طارق الهاشمي الى عزل رئيس الوزراء على خلفية مطالبته بتغيير في الدستور لتعزيز سلطة المركز. وكان بيان صدر عن حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني"الذي يتزعمه طالباني اوضح ان اجتماعا برئاسة نائب الأمين العام للحزب كوسرت رسول علي، خصص للبحث في موضوع تحركات الفرقة 12 من الجيش العراقي. وجاء في البيان الذي نقله الموقع الرسمي للحزب أن"المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بحث التحركات التي تقوم بها القوات الاتحادية في محافظة كركوك واطرافها، حيث اصبحت هذه التحركات موضع قلق للمواطنين والقوى السياسية العراقية والكردستانية". وتابع انه"تقرر خلال الاجتماع الاهتمام بهذا الموضوع من الناحية السياسية والقانونية لكي لا تخلق مشاكل جديدة في هذه المناطق". وتشهد كركوك وضعا سياسيا حساسا للغاية تعود أصوله الى الخلافات بين اقليم كردستان وبغداد حول صلاحيات كل منهما، ففيما يشدد الأكراد على أن المحافظة جزء من الإقليم، تسعى بغداد الى تأكيد سلطتها فيها. وكانت التحركات العسكرية والتنازع على مناطق النفوذ سببت توتراً حاداً بين الاقليم وبغداد خلال آب اغسطس الماضي عندما دخلت قوات عراقية قضاء خانقين الذي يشرف الاكراد عليه ادارياً، على رغم انه يقع رسميا داخل حدود محافظة ديالى. وكادت المناوشات السياسية بين الجانبين تتحول الى مواجهة عسكرية عندما طلب الجيش من قوات البيشمركة مغادرة مواقعها في المدينة خلال 24 ساعة، وأمر رئيس الوزراء بعدها باعتبار أي عنصر مسلح كردي خارج حدود اقليم كردستان السليمانية واربيل ودهوك خارجاً على القانون. في هذا الوقت دعت الأحزاب العربية في كركوك الى تطبيق بنود اتفاق"الادارة المشتركة"الذي توصلت إليه مع طالباني. وأوضح رئيس الكتلة العربية في المدينة احمد العبيدي في تصريح الى"الحياة"ان"الاحزاب العربية تطالب بتطبيق فوري لتوجيهات رئيس البلاد جلال طالباني خلال زيارته المدينة الشهر الماضي والخاصة بتنفيذ اتفاق الاحزاب العربية مع قائمة كركوك المتآخية بشأن الادارة المشتركة للمدينة". نشر في العدد: 16717 ت.م: 10-01-2009 ص: 18 ط: الرياض عنوان: الأكراد يعربون عن قلقهم من تحركات الجيش في كركوك