أكد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري استمراره على "نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، و... لن نحيد عنه مهما كبرت التحديات والصعوبات المفتعلة من هنا وهناك لتفريقنا كما حاولوا في السابق وفشلوا". وقال الحريري خلال إفطار دعا إليه النائب أحمد فتفت وحضرته وفود من المنية - الضنية في شمال لبنان:"عام 2000 ركّبت أجهزة الوصاية تهمة الصدام مع الجيش لأهل هذه المنطقة الطيبين. تذكرون يومها أن الرئيس الشهيد قال لكم من قلب قريطم: يريدون إلصاق تهمة التطرف والإرهاب بنا ونحن أهل الاعتدال، يريدون ضربنا بالدولة ونحن أهل الدولة، ووقفتم معه صفاً واحداً خلف الجيش والقوى الأمنية. واليوم تتكرر محاولة بعض الصغار، خدمة للأسياد أنفسهم، إعلامياً وسياسياً ومخابراتياً"، مكرراً القول:"نحن أهل الاعتدال ونحن السد المنيع الوحيد في وجه التطرف ورعاته المعروفين". وأضاف:"نحن في كل مكان من لبنان وفي المنية والضنية، أهل الدولة ومشروعنا الدولة. ونقف صفاً واحداً خلف مؤسساتها الشرعية وقواها الأمنية والعسكرية"، موضحاً أن"هذه المنطقة قدمت وتقدم أغلى أبنائها دفاعاً عن مشروع الدولة، مشروع رفيق الحريري الحقيقي والوحيد، في الجيش، في قوى الأمن الداخلي، التي احيي في شكل خاص كل شهدائها من هذه المنطقة وعلى رأسهم الشهيد الرائد وسام عيد". وتابع الحريري:"أتيت اليوم لأفي جزءاً من دين كبير علي للضنية والمنية. هذه المنطقة التي وقفت بشراسة الى جانب الرئيس الشهيد ولن تأبه لكل محاولات التخويف والترهيب"، وقال:"انتم لواء الدفاع عن عروبة لبنان وحريته وسيادته". ودعا الحريري أهل الشمال وبيروت وكل لبنان إلى"المشاركة في بلسمة جراح طرابلس وفي رد الهجمة الخبيثة التي تتعرض لها وقطع الطريق على العابثين بأمنها واستقرارها وتخريب العلاقات ببين أبنائها"، معتبراً أن"كرامة طرابلس هي من كرامة الشمال وكل لبنان"، ومعلناً الوقوف"إلى جانبها والتضامن مع أهلها". كما شدد على"دور الدولة في تولي مسؤولية الأمن فيها وفتح الباب أمام مصالحة حقيقية بدأنا مسيرتها الواعدة وستكون راسخة بأذن الله وستعيد لهذه المدينة العربية والإسلامية أمجادها ودورها وحقها في ان تكون العاصمة الحقيقية للشمال". وكشف الحريري أن لقاءاته مع الأطراف في طرابلس كانت"ايجابية ومثمرة"، مؤكداً أن"طرابلس ستنتصر على الفتنة"، وأن"المنية والضنية وعكار والشمال كله أكبر من المخططات الصغيرة"، واعداً ببذل الجهود مع الحكومة لرفع الحرمان عن الشمال. وكان الحريري واصل آمس، لقاءاته في طرابلس، وبحث مع الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي النائب السابق علي عيد، في اجتماع عقد في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، في المصالحة بين أبناء مدينة طرابلس وطي صفحة الأحداث الأخيرة بين جبل محسن وباب التبانة. وقال المفتي الشعار بعد الاجتماع:"توجت هذه الأمسية بلقاء مميز بين الزعيم الشيخ سعد الحريري وأخينا الأستاذ علي عيد، والكل يعلم ماذا يمثل وبخاصة عند اخواننا في الطائفة العلوية. نحن نعتبر هذا اللقاء طبيعياً جداً لأنه يأتي نتيجة الحرص على مصلحة البلد وعلى الرغبة الكاملة في الاستقرار والأمن والحفاظ على أمن البلاد والعباد وبخاصة في هذا الشهر المبارك الكريم". وأوضح أن"اللقاء كان مثمراً وكان التوافق فيه كاملاً، يقوم على تثبيت السلم الأهلي ورفع كل المظاهر المسلحة وان توكل مهمة أمن البلاد الى الجيش اللبناني فقط ونبدأ بعودة النازحين والتعويض عليهم تبعاً للمسح الشامل الذي تم عبر الهيئة العليا للإغاثة بأمر من الرئيس فؤاد السنيورة وسيتوج لقاء آخر بإعلان مصالحة عامة مع سائر الفرقاء بوجود الدولة التي يمثلها في السلطة التنفيذية الرئيس السنيورة والذي يتابع أمر طرابلس صباحاً ومساء". وأوضح الشعار أنه كان تمنى على الحريري أن"يشرفنا في طرابلس لأنه، كما يعلم اللبنانيون، يمثل جناح السلم والاستيعاب وتحقيق الأخوة الوطنية بين جميع الفرقاء ما يجعله مؤهلا لدعم او رعاية أي مشروع فيه استيعاب ومصالحة بين أي فريقين، وكانت التلبية طيبة".