يعود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى موسكو وتبليسي اليوم، بصفته رئيساً للاتحاد الأوروبي وبرفقة مسؤولين أوروبيين، في محاولة لتسريع تطبيق الاتفاق الموقع بين روسياوجورجيا والذي ما زال الروس يؤخرون تطبيقه بعد شهر على وقف النار مع الجورجيين. وأبدت المستشارة الألمانية انغيلا مركل تفاؤلها بأن يتمكن ساركوزي من تحقيق تقدم خلال محادثاته في روسيا لإزالة العقبات أمام تطبيق الاتفاق المؤلف من ست نقاط. في غضون ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية إن بعثة تابعة لحلف شمال الأطلسي مكلفة"تقييم الأضرار العسكرية"التي أحدثها التدخل الروسي في جورجيا في مطلع آب أغسطس ستزور تبليسي اليوم. وتسبق هذه البعثة وفداً من الدول ال26 الأعضاء في الحلف الأطلسي برئاسة الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر يزور تبليسي في 15 و16 الشهر الجاري، ليبحث مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في المساعدة التي يمكن أن يقدمها الحلف، لا سيما لإعادة إعمار البنى التحتية الجورجية. ويسعى ساركوزي خلال محادثاته في موسكو وتبليسي، إلى تسهيل نشر بعثة مراقبين مستقلين على الأراضي الجورجية بسرعة. ويأمل الاتحاد الأوروبي بنشر بعثة مدنية تضاف إلى بعثة الأممالمتحدة المنتشرة في أبخازيا والبعثة لتي تعتزم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نشرها حول أوسيتيا الجنوبية. وأكد وزراء الخارجية الأوروبيون خلال اجتماع في افينيون فرنسا الجمعة والسبت، على هذا الهدف لكن سولانا أوضح انه سيتم بحث منطقة انتشار هذه البعثة وبالتالي فاعليتها مع روسيا. أما الهدف الثاني لساركوزي، فيقضي بحسب قصر الإليزيه ب"التوصل إلى وضع تاريخ محدد وآليات والتزامات من موسكو تضمن إنجاز انسحاب"القوات الروسية التي لا تزال منتشرة على الأراضي الجورجية، باستثناء منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين. وتؤكد موسكو أنها سحبت جميع قواتها من جورجيا وأن وجودها العسكري ينحصر فقط في مناطق عازلة عملاً بالنقطة الخامسة من الاتفاق. وتقدر فرنسا عديد القوات الروسية التي لا تزال منتشرة حول أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بحوالى ألف عنصر. وأخيراً، يأمل ساركوزي بحمل موسكو على تحديد"تاريخ ومكان"لبدء المفاوضات التي نصت عليها النقطة السادسة من الاتفاق حول"الأمن والاستقرار"في الجمهوريتين الانفصاليتين. وأفاد الإليزيه انه في حال وافق الروس على بدء هذه المفاوضات بعدما اعترفوا باستقلال هاتين المنطقتين، فسيكون ذلك"مصدر ارتياح". وقالت ميركل للإذاعة الألمانية إنها تشجعت برد روسيا على اتفاق زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، وتفاديهم فرض عقوبات على موسكو . وأكدت ميركل رأيها بأن روسيا ردت في شكل غير متناسب على تصرفات جورجيا في أوسيتيا الجنوبية، وان اعتراف روسيا بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين لا يتماشى مع القانون الدولي. وأضافت أن"هذا سيكون محل بحث اجتماعات تعقد في المستقبل ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع مواصلة العمل معاً في مجالات أخرى."وقالت ميركل أيضاً إنها مازالت تريد أن تدخل موسكو محادثات في شأن الدرع الصاروخية الأميركية في وسط أوروبا. أوكرانيا من جهة أخرى، يتوقع أن يؤكد الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا مجدداً رغبتهما في التقارب خلال قمة تعقد في أيفيان فرنسا غداً الثلثاء، لكن من دون تسريع هذه العملية الذي كانت ترغب فيها كييف الغارقة في أزمة سياسية خطرة بعد النزاع الجورجي. وسيلتقي ساركوزي نظيره الأوكراني فيكتور يوتشنكو على ضفاف بحيرة ليمان بعد عودته من موسكو وتبليسي. وكانت كييف عبرت عن أملها بأن يؤدي التدخل الروسي في جورجيا والتهديد المحتمل لشبه جزيرة القرم التي تسكنها غالبية من الناطقين بالروسية في أراضيها، إلى دفع الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد إلى الاعتراف أخيراً بما تطلبه أوكرانيا منها منذ سنتين وهو إمكانية الانضمام يوماً ما إلى الاتحاد. لكن هذا الاحتمال استبعد بعد محادثات مطولة بين الدول الأعضاء، المنقسمة تقليدياً كما هي الحال عليه في حلف الأطلسي، حول مستقبل هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تعد 40 مليون نسمة. ومن جهة أبدت بولندا وتشيخيا ودول البلطيق والسويد وبريطانيا تأييدها انضمام أوكرانيا فيما أبدت ألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا تردداً. ورداً على سؤال السبت خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في افينيون فرنسا أكد وزير الدولة الفرنسي للعلاقات الأوروبية جان- بيار جوبيه والمفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو- فالدنر أن ترشيح انضمام أوكرانيا لن يتم الاعتراف به خلال القمة. ويبدو أن الأزمة السياسية الجديدة التي تهدد الائتلاف الحكومي في أوكرانيا دعمت هذا القرار أيضاً.