تعود جياد مزرعة الخالدية مجدداً إلى باريس الشهر المقبل لخوض غمار أغلى السباقات الدولية، وهو سباق قوس النصر الذي يقام في ميدان لونشان، ويشارك فيه أبرز الجياد العربية في العالم. ويأتي هذا السباق الذي تشارك فيه الخالدية بثمانية رؤوس هي"نشوان الخالدية"و"نايف الخالدية"و"جلاب الخالدية"و"مقاتل الخالدية"و"ماجيك"و"مياسك"و"كويش"و"شغمون"، بعد صيف حافل بالانتصارات في الميادين الأوروبية، وذلك في مسابقات الجمال وسباقات السرعة على حد سواء. وتعد جياد الخالدية من الوافدين الجدد على سباقات السرعة، التي بدأت تخوضها منذ حوالى عام واحد فقط، وحصدت فيها قدراً من الانتصارات جعلت الخالدية تتصدر لائحة أصحاب الخيول ليس فقط في فرنسا وإنما ايضاً في أوروبا، وفقاً لرئيس سباقات الخيل العربية في فرنسا جان بيار دوغاستيه. ولفت دوغاستيه في تصريح ل"الحياة"أنه على رغم الجودة والتوعية الدقيقة لخيل الخالدية، فإن أحد أكثرها تميزاً هو"نشوان الخالدية"، المصنف على أنه أفضل خيول السنة من عمر 4 سنوات، وقال:"إن أمام"نشوان"حظوظاً كبيرة في الفوز في سباق قوس النصر، الذي يقام في الخامس من تشرين الأول أكتوبر المقبل، وإن أروع ما في الأمر هو أنه من الخيل المنتجة محلياً في السعودية، وهناك جواد آخر هو"نايف الخالدية"وعمره 3 سنوات، وهو أيضاً مصنف على أنه أفضل خيول السنة، وأمامه فرصة فعلية وحظ كبير في الفوز في مسابقة أفضل خيول جيله، التي تتمّ قبل سباق قوس النصر في 27 أيلول سبتمبر الحالي". ونوه بالنجاح اللافت والبالغ الأهمية الذي حققته خيول الخالدية في سباقات السرعة، خصوصاً أن مشاركتها فيها لا تتجاوز 12 جواداً قبل التدريب، مقارنة مع مالكين آخرين منهم من لديه 80 حصاناً أو 50 حصاناً قيد التدريب. ورأى غاستيه أن"نجاح الخالدية في هذا المجال مثير للإعجاب، ويمثل أكثر من قفزة نوعية باعتبارها السنة الأولى التي تشارك فيها خيول الخالدية في سباقات الخيل العربية في فرنسا، ونجحت بسرعة فائقة في انتزاع مكانة طليعة، وهذا ليس بالأمر الشائع بالنسبة إلى الوافدين الجدد على هذه السباقات". واعتبر أن لدى الخالدية خصوصيات وميزات عدة، أبرزها أن الخيول الموجودة في فرنسا قيد التدريب ولدت وتدربت في المملكة وصحرائها. وعلّق المشرف على اسطبلات الخالدية مطلق بن مشرف من جانبه على الحصيلة التي أنجزتها خيول الخالدية بالنسبة إلى سنة 2008 بالقول :"الجديد فيها هو إضافة السباقات الدولية للخيل العربية أي تجربتها، وأن ما بدأ على شكل تجربة أصبح الآن حقيقة وبمثابة حلم وتحقيق، إذ أصبحت الخالدية من الأوائل في سباقات الخيل العربية على مستوى فرنسا وأوروبا". من جانبه، وصف الخيال العالمي أوليفييه بيليه خيول الخالدية بأنها رفيعة الأداء وفي تطور مستمر نتيجة الإعداد والتدريب. وتحدث عن تجربته مع"نشوان الخالدية"الذي وجده في البداية أنه رقيق وبحاجة إلى التعلم، لكنه تقدم بسرعة مذهلة واستفاد من تدريباته، ومن تجاوز الأخطاء التي ارتكبها في السباقات الأولى التي خاضها، وبات يكسب السباقات بسهولة لافتة نتيجة سرعته وجودة أدائه. وقال بيليه:"الحصيلة التي أحرزتها خيول الخالدية في فترة وجيزة جعل أمامها فرص كثيرة للتفوق في السباقات المقبلة، خصوصاً أن الإنتاج السعودي يسير إلى تطور مستمر". وعن ملاحظاته لسباق قوس النصر قال بيليه إنه ينبغي الآن تحويل تكتيك السباق والاطلاع على وضع الخيول وكيفية تعرفها، خصوصاً في يوم السباق، فهذه عناصر تلعب دوراً في النتائج التي يتم إحرازها، وإذا سارت الأمور على ما يرام فإن خيول الخالدية ستكون أول من يحلّ إلى خط النهاية. وبموازاة الاستعداد لسباق قوس النصر، تستعد الخالدية لخوض مسابقات كأس العالم لجمال الخيل العربية التي تقام سنوياً في بورت وفرنسا على أطراف باريس. وكانت مسابقة العام الماضي أسفرت عن فوز الفحل"راكارو"بلقب أجمل فحل، وفوز ابنته"لبان الخالدية"بلقب أجمل مهرة. ونظمت الخالدية التي تعتبر من المزارع الحديثة في العالم لإنتاج خيل السباق والجمال في كانون الثاني يناير الماضي مهرجان الخالدية الدولي بمشاركة 19 دولة، وهو الأول من نوعه على أرض المملكة، ومن المقدر تنظيم مهرجان دولي يأتي في أواخر يناير المقبل، ويكون متكاملاً ويضم يوماً للسباق وثلاثة أيام لعروض الجمال وأيضاً سباق للتحمل. وبدأ العمل منذ الآن على التحضير لهذا المهرجان الذي من المتوقع أن يفوق عدد المشاركين فيه هذه السنة عن عددهم في السنة الماضية، ونتيجة لهذا المهرجان اتسعت قاعدة الخيل العربية في المملكة وانتعشت سوق الخيول وتدريبها