أدعو الدول العربية كلها الى السعي الجاد لامتلاك قدرة نووية، وأدعو تحديداً مصر والمملكة العربية السعودية الى العمل فوراً لامتلاك هذه القدرة، لا مجرد الحديث عنها، إذ لا يجوز أن يبقى المواطن العربي في كل بلد تحت رحمة الترسانة النووية الإسرائيلية وترسانة إيرانية مقبلة. إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي مهما أنكرت ذلك، وأنا أؤيد سعيها مع خلفية التقاعس العربي ومع إدراكي أن الولاياتالمتحدة لن تقبل الحل الأمثل في الشرق الأوسط، وهو تجريده من أسلحة الدمار الشامل لأنها تريد أن تبقى إسرائيل وحدها دولة نووية تهدد الجميع، لتستطيع الإدارة الأميركية أي إدارة ولا إدارة بوش وحدها أن تقلب حكومة منتخبة ديموقراطياً في إيران سنة 1953 لتسرق نفط ذلك البلد، وأن تحتل العراق سنة 2003 لتسيطر على نفطه على حساب أرواح مليون ضحية. لن أسأل من هي الدولة العربية المقبلة التي سيضحى بها على مذبح النفط، فلا أحد يعرف الجواب، وإنما أحذر هذه الدول وأدعوها جميعاً الى طلب قدرة نووية عسكرية، تحت زعم أنها مدنية طبعاً، وأتمنى أن أسمع أن الإمارات العربية المتحدة أو قطر أو عُمان اشترت مفاعلاً نووياً لبدء برنامج سلمي، فهذا أيضاً يتطلب تخصيب اليورانيوم، وهو مخصباً يصلح للاستخدام العسكري. القدرة النووية العسكرية العربية وحدها ستمنع حرباً أخرى فوق رؤوس العرب، فالولاياتالمتحدة وإسرائيل تهددان إيران كل يوم، وفي حين أن ضربة أميركية في الأشهر الأخيرة لجورج بوش في الحكم تبدو مستبعدة لألف سبب منطقي وسبب، فإنني لا أستبعدها كلياً لأن المنطق لا يحكم تصرفات إدارة بوش/ تشيني حيث تنشط عصابة حرب متطرفة تريد بسط امبراطورية أميركية على العالم، وفرض هيمنة إسرائيلية على الشرق الأوسط. إذا تعرضت إيران في الأشهر المقبلة لغارات جوية تحاول تدمير منشآتها النووية، فالأرجح أن تكون هذه إسرائيلية، ما يعني موافقة ضمنية أميركية عليها، لأن الطائرات الإسرائيلية لا تستطيع عبور الأجواء العراقية من دون إذن أميركي. بل أخشى أن تتوقف الطائرات الإسرائيلية في كردستان العراق، في الذهاب أو الإياب، لأنها لا تستطيع أن تنفذ غاراتها وتعود الى إسرائيل من دون توقف حتى لو كانت تملك بعض القدرة على تزويد الطائرات بالوقود في الجو. عندي لإسرائيل والولاياتالمتحدة الآتي: - إسرائيل لا تواجه"خطراً على وجودها"كما تزعم صحافتها كل يوم نتيجة للبرنامج الإيراني، فهو في النهاية عسكري كما تقول، إلا أن النظام الإيراني ليس محمود أحمدي نجاد صاحب التصريحات العنترية، بل المرجعية الدينية في قم، وآية الله علي خامنئي، والنظام الإيراني كله ليس انتحارياً، ويعرف جيداً أن إسرائيل تستطيع تدمير إيران كلها، وأن الولاياتالمتحدة ستفعل حتماً إذا ضُرِبت إسرائيل. البرنامج النووي العسكري الإيراني هو مجرد بوليصة تأمين، ولن يستعمل ضد الآخرين، وإنما يمنع الآخرين من استخدام سلاحهم ضد إيران. - الولاياتالمتحدة آخر من يحق له أن يقود حملة ضد السلاح النووي في أي بلد، فهي لا تزال الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح النووي، وقتلت 140 ألفاً من سكان هيروشيما في 6/8/1945، و74 ألفاً من سكان ناغازاكي بعد ذلك بثلاثة أيام، كما مات مئات من اليابانيين في السنوات اللاحقة بسبب التلوث النووي. بما أن التاريخ يكتبه المنتصرون، فالتاريخ المكتوب هو أن القنبلتين الذريتين أنقذتا أرواح مليون إنسان كانوا سيموتون لو غزا الحلفاء اليابان واحتلوها، بدل أن تستسلم. وهذا الكلام تزييف للتاريخ فاليابان كانت جائعة محاصرة وقد منعت الغواصات الحليفة وصول أي مواد غذائية أو أولية أو طاقة إليها، فيما دمرت الغارات غالبية مراكزها السكنية ومصانعها، أي أنها كانت ستسقط من دون غزو، ناهيك عن قنابل ذرية. ومن جرائم الحرب في اليابان الى العراق، وكل ما بينهما، والتاريخ يزيف ونحن نتفرج، لذلك أطالب كمواطن عربي مغلوب على أمره أن تبدأ مصر والسعودية، وكل بلد عربي قادر، برنامجاً نووياً عسكرياً حتى لا نترك الميدان النووي في الشرق الأوسط لإسرائيل اليوم وإيران غداً.