فستان أبيض خرج من خلف الكواليس معلناً انتهاء عرض مجموعة المصممة السعودية فوزية النافع لأزياء خريف - شتاء 2008 - 2009، في صالة بيال الملكية في بيروت. عادت المصممة إلى لبنان الذي أخذ يتنفس الصعداء أخيراً، في إعلان صريح عن مدى محبتها ودعمها لبلد طالما وصفته بأنه"أمّها". 45 فستاناً توالت مترقرقة فوق المنصّة، في عرض أقل ما يمكن أن يوصف به أنه سهل ممتنع، وذلك بسبب شدّة البساطة التي طبعت الأزياء المعروضة، من دون أن تقلل من أناقتها أو رومانسيتها. ألوان البنفسجي بتدرجاته الكثيرة طغت على أزياء النافع، وبعض الألوان الخريفية المركبة. وغابت الألوان الصارخة عن مجموعة صُممت لتحل مكانها ألوان الشتاء الداكنة، خصوصاً الترابية منها حاملة الدفء إلى فصلي الخريف والشتاء. تجرأت النافع في تقديم مجموعة جديدة تمثّلت بالألوان التي قدّمتها بالدرجة الأولى، إذ أن بعض هذه الألوان يوصف بپ"الخافت"، إلاّ أن القصّات والأقمشة المستخدمة أضافت على الألوان بريقاً فجعلتها مميزة، قريبة من ذوق كل امرأة، وكأنها دعوة صريحة إلى عدم أخذ"موقف"معادٍ لأي شيء لا سيما في الموضة. فالأهم هو أن تعرف المرأة ما الذي يليق بها، من دون الوقوع في شباك الشعارات والأحكام المسبقة. وظهرت على بعض الفساتين ورود مطبوعة بدت وكأنها تخرج من حضن التصاميم البسيطة. وغاب الشك والتطريز عن معظم قطع المجموعة الجديدة، وعمدت إلى شدّ الأنظار نحو قصّات نجحت في إبراز معالم الجسد وإظهار مكامن أنوثته. ولعبت أقمشة الحرير والساتان دور المحرك الأساس لأجساد العارضات على المنصة. واكتفت المصممة بالتفنّن بالقصات الأنثوية الخالصة، مستخدمةً الأقمشة الناعمة، مثل الحرير والساتان. مجموعة النافع، التي تتخذ من"فوز"اسماً تجارياً لما تقدمه من أزياء راقية وأزياء جاهزة، حافظت على الإطلالة الراقية للمرأة، والبعيدة من إبراز مفاتنها بابتذال. ومرّة جديدة استطاعت المصممة السعودية، أن تقدّم مجموعة متميّزة، على مستوى ما تطمح إليه، هي التي بدأت حياتها المهنية بهدف أن تظهر أن المرأة العربية في شكل عام، والخليجية في شكل خاص، كامرأة ذوّاقة، لا تنحصر اختياراتها، وقد نجحت في ذلك من خلال تقديمها مجموعة تلو الأخرى، على مرّ مواسم الموضة، في تأكيد وإصرار على مدى تميز المرأة العربية وذوقها.