من منزل عريق في عالم الأزياء، انطلقت أمل في مواكبة الحداثة. فأدخلت على تصاميم دار نوال سري الدين، والدتها، موديلات عصرية، وجرأة شبابية. وبأنامل محترفة، تسلمت أمل"مقص"أمّها ومهارتها، لتصبح مصممة الدار، بعد أن أثبتت قدرتها على المضي في درب معبّدة، أمامها، منذ ثمانية وثلاثين عاماً. العمل على تطوير التصاميم، ينسحب عاماً بعد عام على ما تُقدمه أمل من أزياء. ومواكبة التطوّرات والمستجدات في هذا العالم، لم تعد تنحصر في الأقمشة والقصّات والتطريز. وعليه، لم تهمل المصممة الشابة طريقة تقديم مجموعتها لخريف وشتاء 2007 - 2008. فالصورة التي يُقدم بها أي مصمّم مجموعته، باتت جزءاً لا يتجزأ من عنوان هذه المجموعة. ومن عاصمة الموضة، باريس، اختارت الشابة اللبنانية قصراً أثريّاً، رأت أنه يخدم فكرة عرض المجموعة للموسم الجاري. وبين التراث القصر، في الخلفية والحداثة الأزياء في المقدّمة، عرضت سري الدين خمسة وعشرين فستاناً بألوان وأقمشة متنوعة، أدخلت عليها التطريز بأقمشة النيلون والبلاستيك، والبايّيت الشكّ المتداخل في الأقمشة. هذه النقلة في التطريز والشك، جاءت مترابطة مع القصّات الجريئة التي قدّمتها المصممة اللبنانية، في محاولة لإظهار مكامن الجمال والأنوثة. الصورة الإعلانية لمجموعة سري الدين الجديدة، توجهت الى الشابات. وعمدت المصممة الى الابتعاد عن طريقة العرض على البوديوم أو المنصة التقليدية، ولجأت الى تصوير المجموعة على طريقة الفيديو كليب. ويروي الشريط قصة حسناوات يلهون في باحات القصر الأثري الفرنسي، بأزيائهن الخمسة والعشرين الفرحة، التي طغت عليها الألوان الترابية والدافئة، فجاءت منسجمة مع طبيعة الحدائق، والأقمشة المتنوعة من الحرير إلى الموسلين والكشكش الفضفاض، فضلاً عن أقمشة جديدة يتداخل فيها الشك بصورة لافتة. وتتحرك الحسناوات بأزيائهن الراقية والجريئة في آن، في محاولة لتشتيت انتباه"العريس"في بحثه عن عروسه التي تعيش في القصر. وبثلاثة فساتين مختلفة، قصاتها متشابهة، تظهر عرائس سري الدين التي استطاعت أن تشكل فارقاً بين فساتين"الأحلام"، باللعب على ألوان الأوف وايت الأبيض المكسور، والذهبي، والأبيض. التصاميم والأقمشة المتداخلة جعلت من الفساتين قطعاً من حدائق القصر وباحاته. واتخذت أمل سري الدين من عارضاتها زينة تضيف حيوية على الأزياء. وكشفت عن أكتافهن وظهورهن، معتمدة على وجوههن الضاحكة واللاهية، من أجل تزيين مجموعتها التي غاب عنها الأكسسوار. وأسدلت المصممة شعرهن بشكل طبيعي، ولم تعمد إلى المكياج القوي، لتسهيل التركيز على الفساتين وقصاتها. وهو الهدف الرئيسي من العرض الشيّق الذي امتزج لهو عارضاته مع حركة أوراق الأشجار في الحدائق، وداعب رقي الأقمشة"عتق"الأثاث الأثري في الداخل. أزياء سري الدين الراقية للموسم الحالي، مريحة ومطواعة تناسب المرأة الأنيقة التي تفضّل الحركة على التقيد بالتقاليد والمشية المدروسة في المجتمع. أزياء تجمع بين رصانة التقليد وحيوية الشباب وسرعة تطور العصر.