في بداية موسم الأزياء الحالي، طرح المصمم اللبناني طوني ورد مجموعته لخريف - شتاء 2007- 2008، راسماً خطوطاً راقية بقصات جديدة. "المرأة - الكسوف"، اسم أطلقه ورد على مجموعته الجديدة التي كرسّت خطوطه الخاصة وثبّتت فنّه وذوقه في تصميم الأزياء. ألوان مختلفة طبعت"كسوف"ورد، علماً أن كل فستان جاء بلون واحد، ولم يتداخل بعضها ببعض، إلا في حالات تدرجت فيها من الأفتح إلى الأغمق أو العكس. فساتين طويلة وأخرى قصيرة، إضافة إلى تايورات بقصات متنوعة، طغت عليها الألوان المعدنية، من برونزي وفضي. وأدخِلت الورود من الألوان نفسها في الأزياء، لترسم ملامح باقات على أجساد العارضات. الساتان والحرير مرّا متلامعين على منصّة العرض، فجعلا من القصات الواسعة أزياء للموسم الجديد، وأضافا الكثير على دلالات الأنوثة، وعزّزاها على أجساد العارضات المتمايلة بغنج ودلال. امرأة طوني ورد للموسم الحالي مفعمة بالأنوثة، تبحث عن جمال لا يغيب في ما ترتديه. وتحافظ على طلّة راقية وأنيقة. غابت الأكسسوارات تماماً عن مجموعة ورد الذي اكتفى بالتطريز المركز على ثنايا أقمشته. وأعطى لقبّة الجاكيت والمعطف في مجموعته شكل كرسي، وركز على فتح ظهور الفساتين وصدورها، بشكل متساوٍ. وهذا التناظر أو التماثل في القصات، بين الأمام والخلف، لم ينسحب على كامل المجموعة. فقد ظهرت بعض الفساتين كلوحات مرسومة من الأمام، وتُرك لبشرة العارضة المكشوفة من الظهر وضع اللمسات الأخيرة عليها. برز الدنتيل والموسلين أيضاً، لا سيما في الفساتين التي خيطت بثنايا وكشاكش. وغابت الأقمشة، من فرو وصوف، التي تُشعر بالدفء في موسم البرد والصقيع. وأما ال"لوك"المعهود في أفلام الرعب ومصاصي الدماء، مع المعاطف الطويلة اللماعة، فكان طاغياً، وكأنه يرسم معالم خفوت الضوء وقت الكسوف. سهرات متألقة يعد فيها ورد زبوناته، من خلال التشكيلة الجديدة التي طرحها. وما من شك في أن هاجسه الأساسي كان إبراز أنوثة امرأته بطرق مختلفة. إلاّ أنه لم يقع في فخ الابتذال، وحافظ على رقي الزي الذي قدمه، حتى في أكثر الأثواب والفساتين جرأة. فستان عروس واحد، ختم به ورد مجموعته، ليقول إن عروسه هي الأوفر حظاً لأنه فريد يتميّز عن بقية المجموعة. وعندما ترتديه تكتمل فرحتها في يوم زفافها. وخرجت العارضة - العروس بثوب يكاد لا يلامسها، كأنه عبق بخاري يحوم حول خطوط جسدها، أشبه بهالة تتشكّل أثناء الكسوف. ويمهّد الطريق أمام مجموعات جديدة تشكل تحدياً للمصمم طوني ورد، يحلو له تخطّيه.